رئيس وزراء الجزائر في تونس للتحضير لزيارة تبون

TT

رئيس وزراء الجزائر في تونس للتحضير لزيارة تبون

حل أيمن بن عبد الرحمن، رئيس الوزراء الجزائري، أمس، في زيارة عمل إلى تونس، يجري خلالها مباحثات مع نظيرته التونسية نجلاء بودن، كما يلتقي الرئيس التونسي قيس سعيد.
وذكرت مصادر دبلوماسية تونسية أن هذه الزيارة قد تكون في إطار الإعداد لزيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تونس، الذي صرح نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اعتزامه القيام بزيارة تونس لتعزيز التشاور والتعاون بين البلدين.
ويرى مراقبون أن الملف الليبي وتعقيدات إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في هذا البلد، ستكون من بين المواضيع المطروحة بين البلدين، سواء خلال هذه الزيارة أو غيرها من الزيارات المستقبلية.
يذكر أنه ورد اسم الجزائر ضمن ثلاث دول عربية تعول عليها تونس للخروج من أزمتها المالية والاقتصادية، من خلال التعاون الثنائي، بعيدا عن اشتراطات صندوق النقد الدولي.
على صعيد آخر، أعاد قرار مجلس الاتحاد الأوروبي سحب أسماء أربعة تونسيين من قائمة المشمولين باسترجاع الأموال المنهوبة، هذ الملف إلى الواجهة، وخلف جدلا سياسيا واسعا حول نوايا الأطراف التي عطلت هذ الملف وتباطأت في متابعته مع عدة دول أخرى. واعتبر بدر الدين القمودي، عضو البرلمان المجمدة أشغاله، أن هذا القرار يأتي بسبب «تقصير الجهاز القضائي التونسي في القيام بدوره في ملاحقة الأموال المنهوبة، واسترجاعها على امتداد عشر سنوات».
وكان الاتحاد الأوروبي قد راسل رئاسة الجمهورية التونسية ليخبرها بأن آخر مدة لرفع التجميد عن الأموال المنهوبة في دول أوروبية سيكون نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، أي بعد عشر سنوات. علما بأن السلطات التونسية أنشأت في سنة 2011 لجنة خاصةً لاسترجاع الأموال المنهوبة، بتعاون استراتيجي على المستويين المحلي والدولي، ووجهت 57 إنابة عدلية لطلب تجميد الأموال والأملاك المنهوبة من الرئيس بن علي وأقاربه، غير أن تعقيدات قضائية وقانونية حالت دون عودة قسط كبير من هذه الأموال.
وكان المجلس الاتحادي السويسري قد أصدر أمرا بتجميد أصول الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، مع 36 من أقاربه في 19 يناير (كانون الثاني) 2011، بعد 5 أيام من مغادرته تونس. وقررت سويسرا تجميد جزء من الأموال المنهوبة بقيمة 60 مليون فرنك (نحو 660 مليون دولار) بأمر قضائي، استعادت منها الدولة التونسية حتى الآن نحو 4.27 مليون دولار.
وتقدر جهات مختصة الأموال المهربة خارج تونس بنحو 23 مليار دولار، وهي أموال قادرة على إخراج تونس من أزمتها المالية الخانقة، بحسب مراقبين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.