«سوبر داون»... ينصف ذوي القدرات الخاصة في مصر

تم اختياره كأفضل وثائقي بمهرجان «أيام الرباط لحقوق الإنسان»

لقطة من فيلم «سوبر داون»
لقطة من فيلم «سوبر داون»
TT

«سوبر داون»... ينصف ذوي القدرات الخاصة في مصر

لقطة من فيلم «سوبر داون»
لقطة من فيلم «سوبر داون»

يواصل الفيلم التسجيلي المصري «سوبر داون» حصد الجوائز الدولية، وذلك بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة العاشرة لمهرجان أيام الرباط السينمائية لأفلام حقوق الإنسان بالمغرب.
ووفق مخرج الفيلم أسامة شعبان، فإن هذه الجائزة تعد الرابعة في مسيرة الفيلم حتى الآن بعد مشاركته في أكثر من 10 مهرجانات دولية، إذ حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان «إنديكس» السينمائي للأفلام بالولايات المتحدة، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان القدس السينمائي الدولي في دورته الماضية، كما حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي من مهرجان الهند الدولي للفيلم القصير.
وقال شعبان إنه «يشعر بفخر كبير لتمثيل مصر في مهرجان أيام الرباط السينمائية، خصوصاً وأنه من المهرجانات الهامة التي تحظى باهتمام عربي ودولي واسع لأفلام حقوق الإنسان».

ويدعم فيلم «سوبر داون» فكرة دمج أصحاب «متلازمة داون» في المجتمع، ويسعى لتغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه هؤلاء الأشخاص على أنهم مختلفون ولا يملكون القدرات العقلية والإبداعية التي تمكنهم من الحصول على حقوقهم.
ويعمل الفيلم الذي تبلغ مدته 26 دقيقة على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة من خلال تقديم نماذج إيجابية موجودة في المجتمع من أصحاب القدرات الخاصة الذين حققوا إنجازات وبطولات لم يحققها الأشخاص الأسوياء، على غرار مريم وجيه بطلة العالم في السباحة والحاصلة على أكثر من 50 ميدالية وهى أيضاً أول فنانة تشكيلية من «متلازمة داون» تلتحق بكلية الفنون الجميلة، بالإضافة إلى كريم محمد بطل الجمهورية في السباحة ورياضة الدراجات، وسمية عيسى بطلة العالم في رفع الأثقال، والفيلم من إخراج ومونتاج أسامة شعبان وسيناريو رانيا أحمد ومدير التصوير شروق يوسف.
وأعلنت وزارة التنمية المحلية في مصر عن المشروع النموذجي الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط المتخصص في تأهيل ودمج ذوى القدرات الذهنية الخاصة وتحديداً «أبطال متلازمة داون» في المجتمع وفق معايير علمية دقيقة بمحافظة الغربية (دلتا مصر).

وسُميت «متلازمة داون» بهذا الاسم نسبةً إلى الطبيب الإنجليزي «جون لانجدون داون» الذي كان أول مَن وصفها في عام 1862، قبل أن يصنفها كإحدى حالات «الإعاقة العقلية» في تقرير موسع نشره عام 1866، ولم يتم توصيفها كاضطراب جيني حتى عام 1959، بواسطة عالِم الوراثة الفرنسي «جيروم لوجين».
وتتراوح معدلات الإصابة بمتلازمة داون بين 1/1000 إلى 1/1100 شخص من الولادات الحية في جميع أنحاء العالم. ويولد كل عام ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف طفل يعانون من هذا الاضطراب الجيني بحسب دراسات دولية.
ورغم أنه لا يوجد إحصاء رسمي في مصر لأعداد المصابين بـ«متلازمة داون»، فإن «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» الرسمي، أشار في تقريره حول التعداد السكاني لعام 2017، إلى أن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر بصورة عامة لا تتعدى 2.61 في المائة من إجمالي تعداد السكان.
بدوره، يقول مخرج الفيلم الشاب أسامة شعبان، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً لـ«الشرق الأوسط»: «لي عدة تجارب إخراجية لكن يظل فيلم (سوبر داون) الأهم في مشواري حتى الآن». مضيفاً أنه اهتم بصنع فيلم تسجيلي عن أصحاب «متلازمة داون» بعدما لاحظ تعامل الكثيرين معهم باعتبارهم من المتخلفين العقليين وليسوا أصحاب بطولات وإنجازات تفوق الأسوياء.



رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» كان نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر

رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)
رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)
TT

رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» كان نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر

رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)
رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)

رغم مرور نحو 30 عاماً على إنتاج فيلم «قشر البندق»، فإن إحدى بطلاته رانيا محمود ياسين، تعرب عن اعتزازها الشديد به، عادّةً إياه «نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر بتسعينات القرن الماضي، وليس فيلم (إسماعيلية رايح جاي)».

وذكرت رانيا في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن فيلم «قشر البندق» تم بيعه بشكل نهائي من الورثة لشركة «كنوز السينما» للناقد سامح فتحي، الذي أقدم على ترميمه والحفاظ عليه بوصفه من تراث السينما المصرية.

وترى رانيا أن عرض النسخة المرممة من فيلم «قشر البندق» في مهرجان «الجونة السينمائي» يرجع لقيمته الفنية، وبوصفه حجر الأساس لانطلاق «سينما الشباب»، مشيرة إلى أنه غيَّر وجهة صناعة السينما بعد تقديمه نجوماً عدة للسينما على غرار ماجد المصري، وعلاء ولي الدين، ومحمد هنيدي، كما شهد الظهور الأول لحميد الشاعري بالسينما.

حسين فهمي ورانيا محمود ياسين في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)

ونفت رانيا محمود ياسين أن يكون والدها أقدم على إنتاج الفيلم من أجل ظهورها الأول بالسينما، مؤكدة أن «الفيلم لم يقدمها بشكل كبير بل كان والدها حريصاً على تقديمها دون صخب، وقام بتوزيع الأدوار بحيادية شديدة»، وفق تعبيرها.

ووفق رانيا فإن والدها الفنان الراحل محمود ياسين رفض دخولها التمثيل في بادئ الأمر بسبب التحاقها بالجامعة، لكن والدتها الفنانة المصرية شهيرة هي مَن أقنعته بمشاركتها، خصوصاً أن والدها كان متحمساً لإنتاج الفيلم من أجل إبراز موهبة عدد من الفنانين الشباب في ذلك الوقت.

وشددت رانيا على أن الفيلم لم يُظلم وقت عرضه، وحقق إيرادات كبيرة، حتى أن والدها اعترف لها بأن «قشر البندق» هو الفيلم الأكثر ربحاً ضمن أفلامه التي أنتجها، ودائماً ما كان يردد أنها «وش الخير عليه».

الفنانة رانيا محمود ياسين (حسابها على «فيسبوك»)

وفي حين يعد دعم الفنانين لأبنائهم في مجال التمثيل أمراً معتاداً وطبيعياً في الأوساط الفنية، فإن رانيا تعد نفسها أقل «فنانة عملت مع والدها» مقارنة بآخرين، كما أكدت أن تركيبته المثالية لم تكن في صالح أسرته، «لأنه كان يرفض ترشيحنا لأي عمل فني»، وهو ما يفعله زوجها الفنان محمد رياض أيضاً.

وقالت رانيا إن سبب تأخرها في مشوارها الفني يعود لكونها تتمتع بسمات الأم القديمة التي لا تحبّذ ترك أبنائها والذهاب للعمل، كما أوضحت أنها ليست نادمة على تضحياتها، لكنها تشعر بالحزن الشديد خصوصاً أن طموحها لتقديم أدوار منوعة تلاشى.

وذكرت رانيا أيضاً أن عملها في برامج «التوك شو» السياسية ظلمها وأبعدها عن التمثيل، لاعتقاد المنتجين أنها توجهت للعمل الإعلامي وتركت الفن، كما ترفض رانيا فكرة الاعتزال لعشقها للتحديات والقدرة على تقديم أدوار تمثيلية مختلفة.

رانيا محمود ياسين ووالدتها الفنانة شهيرة (حسابها على «فيسبوك»)

وأوضحت رانيا أن جلوسها على «كرسي المذيع»، جلب لها مشكلات جعلتها تبتعد عن هذا المجال رغم نجاحها، وطلب قنوات التعاقد معها لأكثر من موسم، بسبب جرأتها وفتحها لملفات شائكة، الأمر الذي عرَّضها لتهديدات ورسائل تحذيرية للتوقف عن العمل الإعلامي، وفق قولها.

وتشعر رانيا بـتعرضها لـ«الظلم» في مراحل كثيرة من حياتها بداية من ارتداء والدتها الحجاب واعتقاد الناس أنها سارت على المنوال نفسه، وكذلك الشائعات التي قالت إن زوجها يرفض استمرارها بالفن، ورفض والدها عملها خارج إطار شركته الإنتاجية.

ولا تتحمس الفنانة المصرية لتقديم سيرة والدها درامياً، لعدم قدرة أي فنان حالي على تجسيد شخصية محمود ياسين ومجاراة حضوره وصوته، وفق قولها. لكنها لا تمانع تقديم أعمال وثائقية عنه.

وتكشف أنها تفضل مشاهدة والدها في أدوار الشر؛ لأنه في الواقع ليس كذلك، فهو رغم إتقانه الشديد لهذه الأدوار فإنه كان يكرهها.