الانتخابات التشريعية البريطانية تتصدر التغطية الصحافية

أميركا: كرة السلة وانتخابات البيت الأبيض

الانتخابات التشريعية البريطانية تتصدر التغطية الصحافية
TT

الانتخابات التشريعية البريطانية تتصدر التغطية الصحافية

الانتخابات التشريعية البريطانية تتصدر التغطية الصحافية

كشفت الصحف البريطانية عن انحيازها السياسي والآيديولوجي تجاه الأحزاب المتصارعة على السلطة مع اشتداد الحملة، أي قبل 30 يوما فقط من إجراء الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم السابع من مايو (أيار) المقبل.
في كل يوم خلال الأسبوع المنصرم تناولت الصحف القضايا الشائكة، والتي برزت خلال مناظرة قبل أسبوع بين الأحزاب البريطانية المتصارعة، مثل الهجرة والنظام الصحي وضريبة الدخل وعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والتشكيلة الائتلافية المتوقعة للحكومة في ظل عدم بروز حزب بأغلبية مقاعد البرلمان.
صحيفتا «الغارديان» و«الإندبندنت» المنحازتان سياسيا إلى يسار الوسط، أبرزتا التعهدات الجديدة لزعيم حزب العمال إد ميليباند حول الأثرياء من البريطانيين والأجانب الذين يعيشون في بريطانيا ممن يتهربون من دفع الضرائب. الصحيفة وتحت عنوان «سوف نضع حدا لمن يتهربون من دفع الضرائب بحجة العيش خارج بريطانيا - ميليباند»، تحاول إظهار حزب المحافظين، خصم حزب العمال، بأنه يتلكأ في فرض الضرائب على الأثرياء الذين يتبرعون بسخاء لصالح الحزب الحاكم. وقالت الصحيفة إن ميليباند سوف يعمل على إيجاد ضوابط قانونية لقانون وضع في بريطانيا في القرن الثامن عشر، ويمنح امتيازات ضريبية لمن لهم الحق العيش في بريطانيا لكنهم يتهربون من دفع الضرائب بسبب تسجيل أماكن سكنهم خارج بريطانيا. وتقول الصحيفة إن هناك أكثر من 110 آلاف من أصحاب الملايين والمليارات ممن تنطبق عليهم هذه الشروط.
كما تناولت الصحف ووسائل الإعلام البريطانية بشكل عام التدخل السياسي الأخير الذي قام به رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لصالح إد ميليباند، الذي حاول منذ انتخابه زعيما لحزب العمال عام 2010 الابتعاد عن تيار بلير المجدد في حزب العمال.
وشن بلير، يوم الثلاثاء الماضي وللمرة الأولى في الحملة الانتخابية، هجوما على خطة حزب المحافظين بإجراء استفتاء على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي. وقال بلير خلال كلمة في منطقة سيدجيفيلد في شمال شرقي البلاد «أعتقد أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يقلل من نفوذ المملكة في العالم، ومن شأنه أن يسبب ضررا كبيرا لاقتصادنا (...) ويحبط آمال وطموحات الذين يرون في بلادنا أمة عالمية عظيمة».
ورئيس الوزراء السابق الذي تولى رئاسة الوزراء البريطانية منذ 1997 وحتى 2007، ركز خصوصا على المخاطر الاقتصادية لخروج بريطانيا من أوروبا، وهذا ما أوردته وسائل الإعلام بسبب الثقل السياسي الذي مثله بلير خلال فترة حكمه والتي كانت الحرب العراقية أهم ركائزها. وقال بلير «فكروا في الفوضى التي ستنجم عن هكذا حدث»، في إشارة إلى الأخطار التي ستلحق بالوظائف والاستثمارات. وأكد أن «هذه المراهنة على مستقبل أمتنا غير مقبولة بتاتا». هذا التدخل أثلج قلب الزعيم العمالي ميليباند. وركز في مقابلاته الصحافية على أهمية هذا الصوت المخضرم في السياسة البريطانية، متمنيا من ذلك أن يحصد بعض المكاسب السياسية ضد حزب المحافظين وزعيمه ديفيد كاميرون، الذي دافع هو الآخر عن قراره بوضع عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في أيدي الشعب البريطاني خلال عامين من الانتخابات. ولإرضاء الجناح الرافض لأوروبا في حزبه المحافظ، وعد رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون بإجراء استفتاء بحلول نهاية 2017 للتصويت على البقاء أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في حال فاز حزب المحافظين في انتخابات السابع من مايو المقبل.
صحيفة «الديلي تلغراف» القريبة من حزب المحافظين اختارت مواضيع أخرى لتبتعد عن بعض المواضيع الانتخابية الساخنة، مثل مقاضاة دوق يورك الأمير أندرو، ابن الملكة إليزابيث الثانية، والذي أقيمت قضية ضده في المحاكم الأميركية تتهمه بممارسة الجنس مع قاصر. وتحت عنوان «قاض أميركي يلقي جانبا بالاتهامات الجنسية الموجهة ضد دوق يورك»، كتبت الصحيفة تقول إنه لا أساس لهذه الاتهامات، وإن الدوق وقصر باكنغهام ينفيان بقوة، وإن قاضي محكمة في فلوريدا رفض هذه الاتهامات من قبل امرأة.
وبدأ الأسبوع باهتمامات إعلامية داخلية، خاصة في مجال كرة السلة، مع نهاية المنافسات الجامعية السنوية. ونقل تلفزيون «فوكس» المنافسة النهائية، حيث هزم فريق جامعة دوك (ولاية نورث كارولينا) فريق جامعة ويسكونسن 68 - 63. وفي اليوم التالي، هزمت نساء جامعة كونيتيكت نساء جامعة نوتردام (ولاية إنديانا) 63 - 58.
في منتصف الأسبوع، اهتم الإعلام الأميركي بمواضيع داخلية:
نقل تلفزيون «إن بي سي» صور عاصفة عنيفة ولدت إعصارا واحدا على الأقل قتل شخصين وأصاب سبعة آخرين في ولاية إلينوي، وتسبب في أضرار واسعة النطاق خاصة في المدن الصغيرة.
ونقل تلفزيون «القناة 8» المحلي في واشنطن العاصمة صور انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في المدينة، بعد انفجار في محطة للطاقة في ولاية ماريلاند المجاورة.
ونقل تلفزيون «إيه بي سي» صورا اتهم بها شرطيا أبيض في شارلستون (ولاية ساوث كارولينا) بقتل رجل أسود، بعد كشف لقطات فيديو إطلاق النار على الرجل غير المسلح وهو يحاول الفرار سيرا على الأقدام. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبرا من ولاية كنتاكي حيث أعلن السناتور راند بول أنه سيترشح باسم الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات عام 2016.
ونشرت صحيفة «شيكاغو تربيون»، خبر إعادة انتخاب رام إيمانويل لولاية ثانية عمدة لشيكاغو، بعد أن هزم الخصم خيسوس غارسيا.
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أخبارا اقتصادية، منها: خبر صفقة سبعين مليار دولار لدمج شركتي «شل» و«بي جي» اللتين تعملان في مجال النفط. ومن تركيا خبر عن مشكلات الحكومة هناك مع شركتي «تويتر» و«يوتيوب» بسبب إجراءات ضدهما في وسائل الإعلام الاجتماعي من قبل الحكومة هناك.
مع نهاية الأسبوع، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» خبرا عن استمرار عملية «عاصفة الحزم» في اليمن. وعن قرار محكمة مصرية بالحكم على زعيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، و14 آخرين بالإعدام، بتهمة التحريض على العنف.
وفي السياسة الداخلية، قال تلفزيون «سي إن إن» إن وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة، هيلاري رودام كلينتون، ستعلن ترشحها مع نهاية الأسبوع.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».