«أوميكرون» ينتشر في 57 دولة وتوقع زيادة عدد المرضى بالمستشفيات

«الصحة العالمية»: لا سبب للتشكيك في فاعلية اللقاحات ضده

أميركي يمر أمام لافتة تشجع على التلقيح في نيويورك (رويترز)
أميركي يمر أمام لافتة تشجع على التلقيح في نيويورك (رويترز)
TT

«أوميكرون» ينتشر في 57 دولة وتوقع زيادة عدد المرضى بالمستشفيات

أميركي يمر أمام لافتة تشجع على التلقيح في نيويورك (رويترز)
أميركي يمر أمام لافتة تشجع على التلقيح في نيويورك (رويترز)

قالت منظمة الصحة العالمية، أمس (الأربعاء)، إن المتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا رُصد في 57 دولة، وارتفعت حالات الإصابة بـ«كوفيد – 19» في دول الجنوب الأفريقي ومنها زيمبابوي، ومن المتوقع أن تزيد أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج بالمستشفيات مع انتشار المرض، وفق «رويترز».
وقالت المنظمة، في تقريرها الأسبوعي عن الحالة الوبائية، إن هناك حاجة لمزيد من البيانات لتقييم شدة الأعراض التي يسببها «أوميكرون» وما إذا كان تحوره قد يحد من الحماية التي توفرها اللقاحات. وتابعت: «حتى لو كانت شدة الأعراض تعادل أو تقل عن المتحور دلتا، تظل التوقعات بأن يزيد عدد المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج بالمستشفيات إذا أصيبت أعداد أكبر من الناس، وسيكون هناك فارق زمني بين زيادة الإصابات وارتفاع الوفيات».
وكان مايكل راين، المسؤول عن الحالات الطارئة في منظمة الصحة العالمية، أعلن في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أول من أمس (الثلاثاء)، أنه «ليس هناك أي سبب» للتشكيك بفاعلية اللقاحات المتوفرة حالياً ضد «كورونا» في الحماية ضد «أوميكرون»، مؤكداً أنه لا مؤشرات على أن هذا المتحور يسبب مرضاً أشد من ذلك الناجم عن المتحور دلتا.
وقال: «لدينا لقاحات عالية الفاعلية أثبتت فاعليتها ضد جميع المتغيرات حتى الآن، من حيث شدة المرض والاستشفاء، وليس هناك أي سبب للتفكير بأن الأمر لن يكون كذلك» مع «أوميكرون»، مشدداً في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.
وأضاف هذا الطبيب الذي نادراً ما يجري مقابلات صحافية فردية أن «السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة. في الواقع، فإن بعض الأماكن في أفريقيا الجنوبية تبلغ عن أعراض أخف»، بالمقارنة مع تلك التي تسببها نسخ متحورة سابقة من الفيروس.
وكان كبير علماء البيت الأبيض أنتوني فاوتشي أكد، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، أن تحديد مدى شدة متحور فيروس كورونا الجديد «أوميكرون» سيستغرق أسابيع، لكن المؤشرات الأولية تدل على أنها ليست أسوأ من سابقاتها بل قد تكون أخف.
غير أن المسؤول الكبير في المنظمة الأممية دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأن المتحور الجديد لم يرصد سوى في 24 نوفمبر (تشرين الثاني). وقال: «علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل» هذه البيانات، مشدداً في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أن البيانات المتاحة لا تزال أولية.
ومع ذلك، طمأن الدكتور راين بأنه حتى وإن تبين لاحقاً أن اللقاحات المتوفرة حالياً أقل فاعلية ضد «أوميكرون» فإنه «من غير المرجح بتاتاً» أن يتمكن هذا المتحور من أن يخترق بالكامل الحماية التي توفرها اللقاحات.
وتُجرى حالياً دراسات مخبرية لمعرفة ما إذا كان المتحور الجديد الذي يحوي طفرات كثيرة تقلق العلماء، أكثر قابلية للانتشار، إضافة إلى مدى مقاومته للمناعة الناتجة من العدوى الأولى أو اللقاح، وما إذا كان تأثيره أكثر خطورة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس، إن على الحكومات أن تعيد على وجه السرعة تقييم خططها لمواجهة كوفيد-19 وأن تسرع برامج التطعيم لإبطاء تفشي متحور أوميكرون لفيروس كورونا.
وأضاف في إفادة صحفية أن الانتشار العالمي للمتحور يظهر أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على مسار الجائحة، مشيرا إلى أن الوقت حان لاحتواء الفيروس قبل دخول مزيد من مرضى أوميكرون إلى المستشفيات.
ومضى يقول: «نطالب جميع الدول بزيادة وسائل الرصد والفحوص والتتبع... أي تساهل الآن سيكلف أرواحا».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.