الأسواق تتخطى «ذعر المتحورة»

بدعم القطاعات الأكثر استقراراً وآمال اللقاحات

الأسواق تتخطى «ذعر المتحورة»
TT

الأسواق تتخطى «ذعر المتحورة»

الأسواق تتخطى «ذعر المتحورة»

واصلت أسواق الأسهم العالمية أمس مكاسبها، متخطية الذعر الذي شهدته في نهاية الأسبوع الماضي نتيجة تفشي متحورة فيروس كورونا الجديدة «أوميكرون»، إذ ارتفعت أسهم شركات القطاعات التي عادة ما تكون مستقرة وقت الأزمات في حين يزن المستثمرون مدى فاعلية اللقاحات المتاحة في مواجهة أوميكرون المتحور الجديد من فيروس كورونا.
وارتفعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح الأربعاء بعد أن قالت فايزر وبيونتيك إن مسارا من ثلاث جرعات للقاحهما المضاد لكوفيد-19 أظهر أنه يحيًد تأثير متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون في اختبار بالمعمل.
وبدأ المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعا 2.58 نقطة، أو 0.01 بالمائة، عند 35716.85 نقطة. وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 4.11 نقطة، أو 0.09 بالمائة، إلى 4690.86 نقطة في حين زاد المؤشر ناسداك المجمع 3.73 نقطة، أو 0.02 بالمائة، إلى 15690.65 نقطة.
وبدورها ارتفعت الأسهم الأوروبية بعد أن سجلت أكبر مكسب ليومين في أكثر من عام، وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 بالمائة بعد أن قفز 3.8 بالمائة في اليومين السابقين.
وكانت أكبر الأسهم الرابحة هي أسهم القطاعات التي تتسم بالاستقرار في أوقات عدم التيقن مثل الرعاية الصحية والأغذية والمشروبات. وصعدت أسهم نستله 1.6 في المائة، ليجري تداولها قرب أعلى مستوياتها القياسية.
وفي آسيا، قفزت الأسهم اليابانية مع تزايد آمال المستثمرين في أن يكون تأثير المتحور أوميكرون على الاقتصاد العالمي أقل مما كان متوقعا في البداية. وارتفع المؤشر نيكي 1.4 بالمائة إلى 28860.62 نقطة، في أعلى مستوى إغلاق له منذ 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتقدم المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6 بالمائة إلى 2002.24 نقطة.
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي يوم الثلاثاء إن الأدلة الأولية تشير إلى أن أوميكرون أكثر قدرة على الأرجح على العدوى لكنه أقل خطرا.
وقادت أسهم التكنولوجيا المكاسب فقفزت الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات 2.6 بالمائة.
وارتفع سهم أومرون لصناعة الإلكترونيات 3.6 بالمائة، بينما أضافت نينتندو لصناعة الألعاب 3.5 بالمائة.
وصعدت الأسهم الأميركية الثلاثاء على الرغم من ارتفاع عائدات السندات قصيرة الأجل، مما يشير إلى أن أسواق الأسهم تستوعب على الأرجح المخاوف من أن يسرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) من وتيرة تقليص مشترياته من السندات.
من جانبها، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أسبوع مع تراجع الدولار وعائدات السندات الأميركية، وتلقى المعدن النفيس دفعة كملاذ آمن بسبب التوترات المتعلقة بأوكرانيا مع ترقب بيانات أسعار المستهلكين الأميركية المنتظرة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 بالمائة إلى 1791.40 دولار بحلول الساعة 1055 بتوقيت غرينتش في حين زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 بالمائة إلى 1793.20 دولار.
ومما زاد الإقبال على الذهب تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية ومؤشر الدولار. وينصب اهتمام الأسواق بالأساس على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي المنتظرة يوم الجمعة، والتي قد تؤثر على الجدول الزمني لتقليص مجلس الاحتياطي الفدرالي لإجراءات التحفيز الاقتصادي مع اقتراب موعد اجتماعه يومي 14 و15 ديسمبر (كانون الأول).
وقال دانيال بريزمان المحلل لدى كومرتس بنك إن الإقبال على الذهب ربما لقي دعما كذلك من تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا. فقد هدد الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا إذا ما غزت أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمائة إلى 22.45 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 0.6 بالمائة إلى 957.50 دولار، وهبط البلاديوم 0.7 بالمائة إلى 1839.45 دولار.



بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.