انخفاض التضخم في السودان رغم التوترات السياسية

تراجع معدل التضخم في السودان بشكل طفيف رغم التطورات السياسية والاجتماعية بالبلاد (أ.ف.ب)
تراجع معدل التضخم في السودان بشكل طفيف رغم التطورات السياسية والاجتماعية بالبلاد (أ.ف.ب)
TT

انخفاض التضخم في السودان رغم التوترات السياسية

تراجع معدل التضخم في السودان بشكل طفيف رغم التطورات السياسية والاجتماعية بالبلاد (أ.ف.ب)
تراجع معدل التضخم في السودان بشكل طفيف رغم التطورات السياسية والاجتماعية بالبلاد (أ.ف.ب)

أعلن الجهاز المركزي للإحصاء في السودان انخفاض معدل التضخم بشكل طفيف خلال الشهرين الماضيين، رغم عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد، عقب استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي تسبب في تجميد مساعدات مالية من أميركا والمؤسسات الدولية تقدر بأكثر من ملياري دولار، فضلاً عن تعليق خطوات إعفاء ديون السودان الخارجية.
وبلغ معدل التضخم في أكتوبر 350.84 في المائة، بانخفاض قدره 14.98 نقطة عن الشهر السابق عليه؛ إذ سجل 365.82 في المائة. وذكر بيان جهاز الإحصاء، أمس، أن معدلات التضخم السنوي انخفضت في السلع المستوردة ومجموعة الأغذية والمشروبات في المدن والأرياف.
وأشار البيان إلى تصاعد معدلات التضخم السنوي لأسعار السلع الاستهلاكية والخدمية في 5 من ولايات البلاد، ويأتي هذا التصاعد مع دخول البلاد موسم الحصاد لكثير من المحاصيل النقدية التي تدر ملايين الدولارات على البلاد سنوياً.
وشهد السودان في سبتمبر (أيلول) الماضي انخفاضاً قياسياً في التضخم بنسبة 35.22 في المائة، والذي حدث لأول مرة في البلاد منذ سقوط نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، في أبريل (نيسان) 2019. وتوقع صندوق النقد الدولي في يوليو (تموز) الماضي توالي انخفاض معدلات التضخم السنوية في السودان إلى أن يصل 10 في المائة بحلول عام 2023.
وعلقت أميركا مساعدات مالية بقيمة 700 مليون دولار، بعد إعلان قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، تسلم السلطة بانقلاب عسكري وحل الحكومة المدنية وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وأوقف البنك الدولي صرف أموال كل عملياته في السودان، وتوقف عن البتّ بأي عملية جديدة إلى حين العودة للأوضاع الدستورية في البلاد بقيادة المدنيين، وكان البنك قد تعهد بتقديم منح وقروض ميسرة للسودان لتمويل عدد من المشاريع في الزراعة والقطاعات الخدمية يصل إجماليها إلى 3 مليارات دولار خلال العام المقبل.
وبرر رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، توقيعه الاتفاق السياسي مع قائد الجيش، الذي يجد رفضاً واسعاً في الشارع والقوى السياسية، لتجنب خسارة البلاد المكاسب الاقتصادية التي حصلت عليها البلاد خلال الفترة الماضية.
وشهدت الأوضاع الاقتصادية في البلاد خلال الفترة الماضية تحسناً ملحوظاً؛ إذ ارتفعت عائدات الصادرات من المنتجات الزراعية «الصمغ العربي، والسمسم، والحبوب الزيتية والثروة الحيوانية» 1.5 مليار دولار، في حين تجاوزت الواردات من المواد البترولية والقمح والسلع الأساسية ملياري دولار. ولأول مرة منذ سنوات يتجاوز الاحتياط النقدي من العملات الأجنبية في البنك المركزي أكثر من مليار دولار.
وحصل السودان في يونيو (حزيران) الماضي على إعفاء أكثر من 50 مليار دولار من ديونه الخارجية في عملية تعد الأكبر في تاريخ مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون (هيبك)، ويمهد القرار حصول السودان على منح وقروض جديدة من صندوق التنمية العالمي بمبلغ 4 مليارات دولار، لإحداث انتعاش اقتصادي والحد من الفقر المستشري في البلاد.
وطبّقت الحكومة السودانية سياسة تحرير سعر الصرف امتثالاً لشروط المؤسسات المالية الدولية لوقف تدهور قيمة العملة الوطنية وخفض التضخم، بالإضافة إلى جذب التحويلات المالية للسودانيين بالخارج والتي تقدر بنحو 6 مليارات دولار سنوياً لسد العجز من العملات الأجنبية في البنك المركزي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).