بيرنز عشية زيارة غانتس لواشنطن: لا سعي إيرانياً لصنع قنبلة نووية

بيرنز يدلي بإفادة أمام مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي (إ.ب.أ)
بيرنز يدلي بإفادة أمام مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

بيرنز عشية زيارة غانتس لواشنطن: لا سعي إيرانياً لصنع قنبلة نووية

بيرنز يدلي بإفادة أمام مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي (إ.ب.أ)
بيرنز يدلي بإفادة أمام مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي (إ.ب.أ)

قبل زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لواشنطن، أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، ويليام بيرنز أن الولايات المتحدة لم ترَ أي دليل على اتخاذ إيران قراراً بالسعي إلى الحصول على سلاح نووي، علماً بأن ملف البرنامج الإيراني المثير للجدل كان موضع بحث في القمة عبر الفيديو بين الرئيسين الأميركي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، أمس (الثلاثاء).
وكان بيرنز يتحدث أمام اجتماع للرؤساء التنفيذيين لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إذ قال إن وكالته «لا ترى أي دليل على أن المرشد الإيراني (علي خامنئي) اتخذ قراراً بالتحرك إلى التسلح» نووياً. وكرر تصريحات المسؤولين الأميركيين الآخرين وبينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، حول الجولة السابعة من محادثات فيينا في شأن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مشيراً إلى أن «الإيرانيين لم يأخذوا المفاوضات على محمل الجد في هذه المرحلة... سنرى قريباً مدى جديتهم».
ولم يعلّق بيرنز على الموعد الجديد للمحادثات، والذي أفاد المسؤولون الإيرانيون بأنه سيكون غداً (الخميس). ولكن تعليقاته هذه جاءت بعدما أصدر مسؤولون إسرائيليون كبار تهديدات صريحة في شأن برنامج إيران النووي، بما في ذلك من رئيس جهاز المخابرات العسكرية «الموساد» ديفيد بارنياع، الموجود حالياً في واشنطن للقاء بيرنز ومسؤولين أميركيين آخرين.
والأسبوع الماضي، أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي بأن إسرائيل أطلعت واشنطن وحلفاء أوروبيين على معلومات مخابرات تشير إلى أن إيران تتخذ إجراءات فنية للإعداد لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90%، وهو المستوى اللازم لصنع سلاح نووي. وتقول إيران إن برنامجها للأغراض السلمية فحسب.
ومن المقرر أن يصل وزير الدفاع بيني غانتس، إلى واشنطن في وقت لاحق هذا الأسبوع، حيث ستكون إيران النقطة المحورية في اجتماعاته مع بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن.
ورغم التحذيرات الإسرائيلية، أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، أن التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني لا يزال قوياً. وقال: «أعتقد أنه ربما تكون لدينا بعض الاختلافات (...) هذا طبيعي». وأضاف أن «هدفنا لا يزال كما هو، وهدفنا حازم تماماً ألا نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي». وأكد أن «المحادثات التي نُجريها مع إسرائيل (...) مهمة دائماً، ونسعى جاهدين لإبقائها شفافة ومنسقة بشكل جيد مع إسرائيل قدر الإمكان»، مشدداً على أنه «علينا أن نواجه قرارات صعبة إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة للامتثال للاتفاق».
وكان مسؤول أميركي كبير قد أكد مساء أول من أمس (الاثنين)، أن الرئيسين بايدن وبوتين أدرجا بعض القضايا الحيوية للأمن القومي الأميركي على جدول الأعمال خلال قمتهما عبر الفيديو، بما في ذلك المحادثات حول قلق واشنطن من تطوير إيران برنامجها النووي والتهديد الذي تشكّله على السلام والأمن الإقليميين. ولم ترشح على الفور معلومات عن أي نتائج جرى التوصل إليها بين الرئيسين الأميركي والروسي حول ملف إيران.



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».