مؤسسات مصرية تتفاعل مبكراً مع «قمة COP 27» بشرم الشيخ

دعوات لتعديلات تشريعية وإعلامية للإسهام في تحول الطاقة

جانب من أعمال «مؤتمر الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية» في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
جانب من أعمال «مؤتمر الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية» في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
TT

مؤسسات مصرية تتفاعل مبكراً مع «قمة COP 27» بشرم الشيخ

جانب من أعمال «مؤتمر الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية» في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
جانب من أعمال «مؤتمر الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية» في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة المصرية لاستضافة «قمة COP27» لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ العام المقبل، دخلت مؤسسات غير حكومية وأخرى عاملة بالمجتمع المدني، أمس، على خط التفاعل مع القمة، التي يتوقع أن يحضرها قادة دول ورؤساء حكومات عدة حول العالم.
ودعا مشاركون في «مؤتمر الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية 2050 وتحول الطاقة في مصر»، أمس، إلى وضع تعديلات تشريعية وإجراءات إعلامية، وأخرى أكاديمية لدعم المساعي المحلية، والدولية في مجال تحول الطاقة ومواجهة التغيرات المناخية.
ودعت آخر نسخة من قمة المناخ، التي حملت اسم «COP26» واستضافتها مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة الشهر الماضي، إلى «الإسراع في التخلص التدريجي من الفحم وتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري».
وخلال المؤتمر، الذي نظمه «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، بتعاون مع منظمة «فريدرش إيبرت» الألمانية في القاهرة أمس، قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس برنامج دراسات الطاقة بالمركز، إن «التفاعل غير الحكومي مع قمة المناخ، المرتقبة في مدينة شرم الشيخ المصرية، ضروري ومهم لكل أطراف المجتمع، خاصة أن انعكاسات القضية لن تقف عند حدود قطاع بعينه»، مشيراً إلى أن «قضية تحول الطاقة من أجل مواجهة التغيرات المناخية باتت تشغل حيزاً كبيراً من الاهتمام العام؛ وذلك بسبب الانبعاثات الكربونية وما تطرحه من مخاطر وتهديدات على أمن الدول والمجتمعات، في ظل تفاقم الكوارث الطبيعية كالفيضانات».
بدوره، دعا الدكتور المهندس، محمد صلاح السبكي، إلى «تعزيز المساهمة الأكاديمية للتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن تطوير البنية الأساسية، بشرياً وتحتياً، لتحقيق الالتزامات المحلية والدولية لمصر في نطاق تحول الطاقة، وتنمية الطاقات غير المتجددة».
واعتبرت النائبة في البرلمان المصري، أميرة صابر، أن «استضافة مصر قمة المناخ المرتقبة، ستكون فرصة لفتح المجال لجذب استثمارات ذات صلة بقضايا تحول الطاقة، وخاصة في الشركات الناشئة والمتوسطة»، مشيرة إلى ضرورة أن «يتحول ملف التغيرات المناخية من كونه ملفاً حكومياً ليصبح ملفاً شعبياً، يهتم به المواطنون، ويشعرون بأهميته وانعكاساته». كما دعت صابر إلى «العمل على تحقيق وتعزيز حقوق الإنسان البيئية في التشريعات المصري عبر تحديثها».
وتمثل مصادر الطاقة المتجددة في مصر راهناً «نحو 20 في المائة» من مزيج الطاقة، وقد أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركته في قمة غلاسكو عن سعي بلاده إلى «زيادة النسبة إلى 42 في المائة بحلول عام 2035».
وبشأن التعاطي الإعلامي مع قضايا المناخ، قال رئيس تحرير صحيفة «الأهرام ويكلي»، عزت إبراهيم، إن «وسائل الإعلام المختلفة لم تنجح في إظهار تأثير تغيرات المناخ، بل إن بعض الصحف كانت تفرد مساحات أكبر لصالح التغطيات المشككة في التغير»، مضيفاً أنه «يجب توسعة حجم التغطيات المعمقة المرتبطة بقضايا البيئة، مع الحرص على تبسيط المصطلحات المتخصصة لإيصالها للقراء والمشاهدين، وكذلك شرح السياق الرابط بين الكوارث المحلية والتغيرات المناخية عالمياً».
وطرحت مصر في عام 2020 للمرة الأولى سندات حكومية خضراء بقيمة 750 مليون دولار، تستهدف «جذب استثمارات لتمويل النفقات المرتبطة بمشروعات خضراء صديقة للبيئة، وتحقيق خطة التنمية المستدامة في مجالات النقل النظيف والطاقة المتجددة والحد من التلوث».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.