ليلى علوي: تكريمي في «البحر الأحمر» نقطة مضيئة بمشواري

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها متفائلة بالمهرجان ومستقبل السينما السعودية

ليلى علوي في افتتاح مهرجان البحر الأحمر (أ.ف.ب)
ليلى علوي في افتتاح مهرجان البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

ليلى علوي: تكريمي في «البحر الأحمر» نقطة مضيئة بمشواري

ليلى علوي في افتتاح مهرجان البحر الأحمر (أ.ف.ب)
ليلى علوي في افتتاح مهرجان البحر الأحمر (أ.ف.ب)

أعربت الفنانة ليلى علوي عن سعادتها الكبيرة بتكريمها في الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في مدينة جدة السعودية، مؤكدة تفاؤلها بالمهرجان الذي يحظى باهتمام كبير، وأشادت في حوارها مع «الشرق الأوسط» بتنامي الإنتاج السينمائي في المملكة، وظهور مخرجات وممثلات وصانعات أفلام واعدات.
ولعبت ليلى علوي دور البطولة في أكثر من سبعين فيلماً روائياً طويلاً ولا تزال تواصل تجسيد البطولة حتى الآن تلفزيونياً وسينمائياً، كما فازت بالكثير من الجوائز العربية والعالمية في مسيرة حافلة بالإنجازات، ما يتماشى مع رغبة مهرجان البحر الأحمر السينمائي في إبراز دور المرأة كمبدعة سينمائية في مجالات مختلفة.
وتعد ليلى علوي أول ممثلة يجري تكريمها في «البحر الأحمر السينمائي»، وعن ذلك تقول: «هذا أمر يسعدني جداً، فالتكريم في حد ذاته مهم لأنه يأتي بعد مسيرة عمرها 40 عاماً في مجال التمثيل، البعض يقول لي: ألم تشبعي من التكريمات وجوائز؟ فأقول لهم: لا، إن كل تكريم يمثل فرحة، وشمعة تضيء طريقي، وهذا التقدير الذي أحظى به أمر مهم للغاية للفنان، ولكل إنسان أيضاً، لذلك أرى تكريمي في جدة نقطة مضيئة في مشواري».
وخلال المهرجان تتحدث علوي في محاضرة تلقيها عن اختلاف الشخصيات التي جسّدتها عبر أفلامها مع اختلاف المخرجين الذين تعاملت معهم: «بالتأكيد لكل مخرج أسلوبه وبصمته المميزة ومن حسن حظي أنني تعاملت مع كبار المخرجين الذين أضافوا لي الكثير».
وترى علوي أن تعدد المهرجانات السينمائية في الوطن العربي يصب في صالح السينما العربية: «تعدد المهرجانات يخلق تواصلاً مهماً بين صناع الأفلام، لأنها تطرح سينما تمثل بلدان العالم كافة مما يتيح للجمهور التعرف على نوعيات متباينة من الأفلام، كما أن المهرجانات باتت تلعب دوراً مهماً في مجال الإنتاج، وتمنح فرصاً أكبر لصناع الأفلام المستقلة، ورغم كثرة المهرجانات في مصر فإنني أتمنى أن يكون هناك مهرجان سينمائي في كل محافظة مصرية لفتح أسوق أوسع للأفلام، فالسينما التي عرفتها مصر منذ نحو 111 سنة حققت تواصلاً مهماً مع الجمهور العربي في كل مكان، كونها أيضاً أداة مهمة للثقافة والتنوير، وطرح مشكلات المجتمع.
تستعيد النجمة المصرية مع تكريمها مشواراً فنياً قطعته، واجهت فيه تحديات كبيرة، مؤكدةً أن هناك 6 شخصيات تدين لهم بالفضل في ذلك أولهم والدتها الراحلة التي «آمنت بموهبتي وساندتني بقوة حتى آخر يوم في حياتها، وأدين لها بالكثير مما لا يمكن حصره، ثم الفنان يحيى الفخراني الذي شاركني بطولة فيلم (خرج ولم يعد)، والمخرج الراحل محمد خان الذي غيّر مسار حياتي بهذا الدور الذي حصلت به على عدد كبير من الجوائز، والكاتب الكبير وحيد حامد، والمخرجان عاطف الطيب وحسين كمال اللذان ساعداني لتقديم أدوار مهمة وتركوا بصمة في أفلامي».
وتصور ليلى حالياً مسلسل تلفزيوني جديد مكون من 10 حلقات بعنوان «منورة بأهلها» من إخراج يسري نصر الله، وسيُعرض عبر منصة «شاهد» ويشارك به مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم غادة عادل، وسلوى خطاب، وباسم سمرة، وناهد السباعي، ومن تأليف محمد أمين وتدور أحداثه خلال عام 2008، وعنه تقول: «أقدم شخصية جديدة تماماً عليَّ، وأثق بأن هذا العمل سيكون مختلفاً وسيعجب المشاهدين».
وعن المعايير التي تحكم اختياراتها الفنية في هذه المرحلة من مشوارها تقول: «أختار العمل الذي يطرح موضوعاً يهمّ الناس، ويكون مكتوباً بشكل صحيح، ومن خلال مخرج جيد ومتمكن، فأنا تحمست لفيلم (ماما حامل) جداً لأنني أحببت فكرته والرسالة التي يوصلها للجمهور، وليس بالضرورة أن تكون رسالة كبيرة، فحين ينجح في إضحاك الجمهور ورسم بسمة على وجهه فهذا أمر مهم، وقد شعرت أنه سيكون قريباً من الناس، وهذا ما تحقق بالفعل، حيث أقبل الجمهور على مشاهدته في دور العرض بمصر والسعودية وباقي دول الخليج، وكذلك مشاركتي في فيلم (200 جنيه)، وهو بطولة جماعية لكنني أيضاً أحببته وأستمتع بالعمل مع المخرج محمد أمين، وقد وجدت السيناريو جيداً ومكتملاً على الورق فما بالك بعدما تحول إلى صورة مرئية وشخصيات حية تتحرك لتبث همومها وأحلامها».
وغابت ليلى علوي طويلاً عن الأعمال المسرحية رغم أن بدايتها الفنية كانت من خلال مسرحية «8 ستات» مع المخرج جلال الشرقاوي، وتبرر ليلى غيابها عن المسرح قائلة: «لم أجد النص الذي يغريني، كما أنني أشعر أن العروض المسرحية الحالية متشابهة، وأتمنى أن أعثر على عمل مختلف لتقديمه خلال الفترة المقبلة».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».