غوتيريش يعين ستيفاني ويليامز مستشارة خاصة لليبيا

مصادر أممية: ليست بديلاً لكوبيش وأنهما لتوفير دعم صلب للانتخابات

TT

غوتيريش يعين ستيفاني ويليامز مستشارة خاصة لليبيا

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، الأميركية ستيفاني ويليامز، مستشارة خاصة له في شأن ليبيا، بهدف متابعة جهود الوساطة الأممية بين الأطراف الليبية وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات المقررة في نهاية الشهر الحالي.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر رفيع في المنظمة الدولية أن تعيين ويليامز «ليس استبدالاً لمهمة» المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيه، الذي استقال قبل نحو أسبوعين، بعد خلاف مع الأمين العام للمنظمة الدولية حول دور الوساطة الأممية قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد، مؤكداً أن كوبيش «سيواصل تصريف الأعمال ريثما يجري تعيين مبعوث جديد».
كانت روسيا عرقلت تسمية مرشح، هو البريطاني نيكولاس كاي، لهذا المنصب. وهذه هي المرة الأولى التي يعين فيها غوتيريش شخصاً في منصب «مستشار خاص» لليبيا، علماً بأن «الهدف من ذلك هو تأمين دعم صلب وسلس من الأمم المتحدة عشية الانتخابات الرئاسية والتشريعية».
وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، بأن ويليامز «ستقود جهود المساعي الحميدة والوساطة، والانخراط مع أصحاب المصلحة الليبيين الإقليميين والدوليين لمتابعة تنفيذ المسارات الثلاثة للحوار الليبي، السياسية والأمنية والاقتصادية، ودعم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا». ولفت إلى أن ويليامز «تتمتع بخبرة واسعة في الدبلوماسية وسياسة الأمن الخارجي، على الصعيد الدولي وكذلك في بلدها».
وعملت ويليامز سابقاً كممثلة خاصة بالإنابة ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أنسميل» بين عامي 2020 و2021 ونائبة للممثل الخاص لبعثة «أنسميل» بين عامي 2018 و2020، وباعتبارها عضواً في السلك الدبلوماسي برتبة وزيرة ومستشارة، تولت ويليامز مهماتها بصفتها القائمة بالأعمال لمكتب ليبيا في تونس عام 2018.
وهي عملت سابقاً كمستشارة أولى للشؤون السورية، ومقرها لندن، وكانت مسؤولة أمام مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية بين عامي 2017 و2018، كما شغلت منصب نائبة رئيس البعثة الأميركية في العراق بين عامي 2016 و2017، والأردن بين عامي 2013 و2015، والبحرين بين عامي 2010 و2013، وكذلك عملت في سفارات الولايات المتحدة في الإمارات العربية المتحدة والكويت وباكستان. وشغلت قبل ذلك في واشنطن منصب مسؤول مكتب الأردن، ونائبة مدير شؤون مصر والمشرق العربي، ومديرة مكتب المغرب العربي.
وتخرجت ويليامز برتبة الشرف من جامعة ماريلاند عام 1987 باختصاص مزدوج في الاقتصاد والعلاقات الحكومية. وعام 1989، حصلت على درجة الماجستير من مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون. وهي خريجة متميزة في الكلية الحربية الوطنية الأميركية، حيث حصلت على درجة الماجستير في دراسات الأمن القومي في عام 2008، وهي تتقن اللغتين الإنجليزية والعربية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.