محاسبة 3 سجانين إسرائيليين انتقموا من فلسطينيين في «الجلبوع»

اثنان من أسرى الجلبوع الستة محمود العارضة ويعقوب القادري بعد إلقاء الشرطة الإسرائيلية القبض عليهما سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
اثنان من أسرى الجلبوع الستة محمود العارضة ويعقوب القادري بعد إلقاء الشرطة الإسرائيلية القبض عليهما سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

محاسبة 3 سجانين إسرائيليين انتقموا من فلسطينيين في «الجلبوع»

اثنان من أسرى الجلبوع الستة محمود العارضة ويعقوب القادري بعد إلقاء الشرطة الإسرائيلية القبض عليهما سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
اثنان من أسرى الجلبوع الستة محمود العارضة ويعقوب القادري بعد إلقاء الشرطة الإسرائيلية القبض عليهما سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

بين عشرات عمليات الانتقام التي نفذها سجانون إسرائيليون على أسرى فلسطينيين، انتقاما من فرار الأسرى الستة من سجن الجلبوع، في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي، قررت النيابة الإسرائيلية محاسبة ثلاثة سجانين فقط، لأن الكاميرات وثقت تصرفهم وهم ينتقمون من أسرى فلسطينيين بالاعتداء على عشرة منهم، ويجري فحص إمكانية إجراء تحقيق آخر أيضاً.
السجانون الثلاثة متهمون بالاعتداء بالأيدي والعصي على أولئك الأسرى مكبلي الأيدي والأقدام، أثناء نقل العشرات منهم من سجن الجلبوع إلى سجن شطة المحاذي. وأكد مصدر مطلع على التفاصيل، أن السجانين اعتدوا على الأسرى دون أي سبب، وفقط في سبيل الانتقام «وفش الخلق». غير أن كاميرات المراقبة في السجن التقطت صورا لجزء من الاعتداء، وتسرب هذا التوثيق لخارج الأسوار وطرح أمام الشرطة الخاصة بالتحقيق مع عناصر الشرطة. وقام الأسرى الذين تعرضوا للاعتداء بتقديم شكوى مرفقة بشهادات طبية تم تحريرها لدى تلقيهم العلاج.
مع بداية التحقيق، نصحت الوحدة القطرية للتحقيقات مع السجانين، التابعة لوحدة «لاهف 433» في جهاز الشرطة، بطرد اثنين من بين الثلاثة العاملين في سلك مصلحة السجون.
وأما التحقيق الثاني، فيتعلق باعتداء شبيه نفذه سجانون على أسرى فلسطينيين في سجن النقب الصحراوي، في 24 مارس (آذار) العام 2019، عندما ألقى سجانون 55 أسيرا مكبلا، الواحد تلو الآخر، على الأرض. ووثقت كاميرات الحراسة السجانين يتحلقون من حولهم يضربونهم بعصي ويركلونهم، فيما كانت أيدي الأسرى مقيدة خلف ظهورهم، وقد منعوا من التحرك أو التكلم، وبقوا في هذا الوضع لساعات طويلة. وكانت الشرطة والنيابة العامة الإسرائيلية، قد قررتا إغلاق الملف بزعم «مجرم غير معروف»، لكن أعيد فتح الملف مؤخراً في أعقاب استئناف قدمه الأسرى بواسطة المنظمة الحقوقية «مركز الدفاع عن الفرد».
يذكر أن سجاني مصلحة السجون، نفذوا عشرات الاعتداءات على أسرى فلسطينيين، في أعقاب فرار الأسرى الستة في الجلبوع، لكن التعامل مع هذه الاعتداءات كمخالفة للقانون، تتم فقط عندما يتم توثيقها وتسريبها إلى الخارج. وحسب محام فلسطيني يتابع أوضاع السجون، فإن «تصرف إدارة مصلحة السجون، يظهر كما لو أن التحقيق يتم مع من لا يتوخى الحذر أثناء الاعتداء، وليس في جوهر الاعتداء نفسه. ومن ينجح في تنفيذ اعتداء بلا توثيق، يكافأ».



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».