أعلنت تركيا تأييدها إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد في 24 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، فيما لا تزال تماطل في سحب قواتها وآلاف المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم العام الماضي في إطار دعمها لحكومة الوفاق الليبية السابقة برئاسة فائز السراج، بموجب مذكرة تفاهم موقعة بين الجانبين بشأن التعاون العسكري والأمني في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، خلال مداخلة في منتدى حوارات المتوسط ليل السبت - الأحد، إن «تركيا تؤيد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وترى أنه في حال تأجيلها فيجب توضيح الأسباب بشفافية للرأي العام والإعلان عن خريطة طريق محددة بخصوص السباق الانتخابي». وتابع: «نعتقد أن ذلك مهم جداً من ناحية شرعية الحكومة القائمة وسلامة الخطوات التي سيتم اتخاذها حتى موعد إجراء الانتخابات». وشدد على أن بلاده ستواصل دعم الشعب الليبي وحكومته الشرعية مهما كانت نتيجة الانتخابات.
ولا تزال الخلافات مستمرة في ليبيا حول قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بين مجلس النواب من جانب والمجلس الأعلى للدولة، الذي يرأسه خالد المشري، وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة والمجلس الرئاسي من جانب آخر. وسبق أن أعلن المشري أن تركيا وإيطاليا تريان أن إجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة سيقود إلى حرب أهلية.
في غضون ذلك، كشفت تركيا عن تمسكها بعدم سحب آلاف المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم إلى ليبيا إلا بالتزامن مع انسحاب المرتزقة الذين أرسلتهم أطراف أخرى، في إشارة إلى روسيا.
وقال عضو اللجنة العسكرية الليبية (5+5) الفريق فرج الصوصاع إن اللجنة طالبت تركيا، خلال اجتماعات في أنقرة أول من أمس، بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، لافتاً إلى «ترحيب أنقرة بطلب اللجنة العسكرية، شريطة أن يكون الانسحاب متزامناً من قبل جميع الأطراف».
وأضاف الصوصاع أنه تم إجراء محادثات مع الجانب التركي بخصوص تنفيذ مقررات مؤتمر برلين وقرار وقف إطلاق النار، وما يترتب عليه من سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وتابع أن «تركيا رحبت بهذا الطلب، تحقيقاً لمبدأ السيادة الوطنية الذي لا يمكن التفريط فيه، بشرط أن يكون الانسحاب من جميع الأطراف متوازياً ومتزامناً».
وعقب اجتماعاتها في تركيا، توجهت اللجنة إلى موسكو للغرض ذاته، وذلك تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الداعمة لقرارات اللجنة العسكرية المشتركة على أن يكون الانسحاب المتزامن تحت إشراف المراقبين الدوليين والمحليين.
وتعد تركيا وجودها العسكري في ليبيا شرعياً، وأنه يأتي تطبيقاً لاتفاقية أبرمت مع حكومة الوفاق الليبية السابقة؛ وترفض التعامل معها كقوة أجنبية يجب عليها الخروج من البلاد.
والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده غير مستعدة لإجراء أي محادثات بشأن وضع قواتها العسكرية في ليبيا مع أي أطراف أخرى غير الحكومة الليبية، وأن رئيسي المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، أكدا خلال مؤتمر باريس حول ليبا، الذي عقد الشهر الماضي، استعدادهما لمواصلة تأييد مذكرة التفاهم، الموقعة مع تركيا عام 2019 بشأن التعاون العسكري والأمني.
وقال كالين إن تركيا تسعى لمساعدة ليبيا في إنشاء جيش موحد، يجمع كل القوات شرق وغرب البلاد تحت مظلة واحدة، ومعتبراً أن ذلك «مهم جدا لمستقبل ليبيا وأمنها»، وأن تركيا تواصل دعم ليبيا لمواجهة الإرهاب، المتمثل في تنظيم «داعش»، ومواجهة الجماعات المسلحة.
وكان كالين اعتبر عقب مؤتمر باريس أن حضور بلاده في ليبيا «يمثل قوة استقرار»، وذلك بعد مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا وروسيا بسحب «مرتزقتهما وقواتهما» من هذا البلد «دون تأخير». وقال كالين حينها: «أحياناً يثير حلفاؤنا هذه القضية كما لو كان الوجود التركي هو المشكلة الرئيسية في ليبيا. الأمر ليس كذلك... نحن هناك كقوة استقرار ولمساعدة الشعب الليبي... وجنودنا هناك بموجب اتفاق مع الحكومة الليبية (حكومة الوفاق السابقة برئاسة فائز السراج).
لذلك لا يمكن وضعهم في مستوى المرتزقة، الذين جيء بهم من دول أخرى».
وتساءل كالين عن «مساعي» الدول الغربية لانسحاب شركة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية من ليبيا. وقال بهذا الخصوص: «هناك وجود لفاغنر، المرتزقة الروس. لا أعرف ما يفعله أصدقاؤنا وحلفاؤنا في أوروبا حيال ذلك. هل يتحدثون حقاً مع روسيا حول هذا الأمر؟ وهل يبذلون حقاً جهوداً جادة ومتضافرة لإخراج قوات فاغنر من ليبيا؟».
تركيا تؤيد الانتخابات الليبية وتماطل في الانسحاب العسكري
https://aawsat.com/home/article/3343526/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%A4%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A
تركيا تؤيد الانتخابات الليبية وتماطل في الانسحاب العسكري
أكدت أن سحب القوات والمرتزقة يجب أن يتم من جميع الأطراف بالتزامن
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
تركيا تؤيد الانتخابات الليبية وتماطل في الانسحاب العسكري
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة