لسان ذهبي في فم مومياء مصرية

أعلنت مصر، أمس، اكتشاف مقبرتين متجاورتين ترجعان إلى العصر الصاوي، خلال أعمال الحفائر التي تنفذها البعثة الأثرية الإسبانية، التابعة لجامعة برشلونة، في منطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا (صعيد مصر).
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في بيان صحافي أمس، إنّ «البعثة عثرت على لسان من الذهب داخل فم مومياء مصرية مجهولة، كما عُثر على تابوت مصنوع من الحجر الجيري له غطاء على هيئة سيدة، وبجانبه بقايا رفات لشخص آخر غير معروف بعد».
وأشار جمال السمسطاوي، مدير عام آثار مصر الوسطى، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّه «لم تُحدّد هوية صاحب المقبرة، كما أنّ المومياء التي عثر عليها في حال سيئة من الحفظ، ويجري حالياً دراستها لتحديد صاحبها».
ويوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط» أنّ «وجود اللسان الذهبي داخل فم المومياء له دلالات دينية وجنائزية عند المصري القديم، حيث يوضع لتتمكن المومياء من الكلام عند سؤالها في العالم الآخر». مؤكداً أنّ اختيار الذهب مرتبط بالإله آمون رع، (إله الشمس)، مشيراً إلى أنّ «أشهر الحالات التي عثر فيها على لسان ذهب كانت في مقابر تابوزيرس ماجنا في الإسكندرية، والتي تعود للعصر اليوناني الروماني».
الاكتشاف الذي أعلن عنه أمس بمنطقة البهنسا ليس الأول، فقد سبق أن أعلنت البعثة الإسبانية في مايو (أيار) 2020. عن اكتشاف مقبرة ترجع للعصر الصاوي، إضافة إلى ثمان مقابر ترجع إلى العصر الروماني.
ويعدّ الكشف استكمالاً لعمل البعثة في المنطقة الذي بدأ من أكثر من 30 عاماً، حسب السمسطاوي الذي يضيف أنّ «المقبرتين تعودان للعصر الصاوي، أو الأسرة 26. ومن المتوقع أن يُعثر فيها على آثار من فترات أخرى، لا سيما أنّها تقع ضمن الإقليم التاسع عشر من أقاليم مصر العليا».
وعثرت البعثة على تابوت من الحجر الجيري بوجه آدمي في حالة جيدة من الحفظ، إضافة إلى كوتين يوجد بداخل كل واحدة منها أوانٍ كانوبية كما عُثر أيضاً على عدد 402 تمثال من الأوشابتي مصنوع من الفايانس ومجموعة من التمائم الصغيرة والخرز أخضر اللون.