«مفوضية الانتخابات» للاستئناف ضد عودة نجل القذافي إلى السباق الرئاسي

تزامناً مع مقترحات أميركية وبريطانية لمعاقبة «معرقلي» الاستحقاق الليبي

عماد السائح مستقبلاً مسؤول ملف الانتخابات بالبعثة الأممية في طرابلس أمس (المفوضية)
عماد السائح مستقبلاً مسؤول ملف الانتخابات بالبعثة الأممية في طرابلس أمس (المفوضية)
TT

«مفوضية الانتخابات» للاستئناف ضد عودة نجل القذافي إلى السباق الرئاسي

عماد السائح مستقبلاً مسؤول ملف الانتخابات بالبعثة الأممية في طرابلس أمس (المفوضية)
عماد السائح مستقبلاً مسؤول ملف الانتخابات بالبعثة الأممية في طرابلس أمس (المفوضية)

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أنها ستلجأ إلى محكمة الاستئناف للطعن في قرار محكمة سبها (جنوب)، القاضي بإعادة سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، إلى قائمة مرشحي الانتخابات الرئاسية المنتظرة. وفي غضون ذلك، كشفت السفارة الأميركية بليبيا أنها ناقشت اقتراحاً بشأن إمكانية زيادة فاعلية السلطات العقابية ضد الذين «يعرقلون أو يقوضون» استكمال عملية الانتقال السياسي في ليبيا بشكل ناجح.
وأبلغ عماد السائح، رئيس مفوضية الانتخابات، وسائل إعلام محلية، أنها ستستأنف ضد قرار محكمة سبها بقبول طعن قدمه نجل القذافي، وإعادته إلى السباق الانتخابي، بعدما استبعدته المفوضية في وقت سابق من قائمة المرشحين بسبب مخالفته شروط الترشح المطلوبة.
وقال السائح، الذي ناقش أمس، مع مسؤول ملف الانتخابات ببعثة الأمم المتحدة سبل تلقي دعم أكبر من المجتمع الدولي للانتخابات المقبلة، إن المفوضية بصدد الاستئناف على قرارات المحاكم بقبول طعون المرشحين الذين استبعدتهم المفوضية، وعادوا بأحكام قضائية.
كما قال أعضاء في «المفوضية» إنها ستقدم خلال الساعات المقبلة استئنافها، حيث من المقرر أن تنتهي مرحلة الطعون الثلاثاء المقبل.
وتكهنت تقارير إعلامية بأن موقف «المفوضية»، وتصريحات رئيسها السائح يعكسان ضغوطاً سرية مارسها عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، في اتجاه أن يكون الاستئناف ضد نجل القذافي في محكمة بنغازي بشرق البلاد.
وتنص شروط الترشح على ضرورة ألا يكون قد صدرت بحق المرشح أحكام قضائية نهائية في جناية أو جريمة، وحصوله على شهادة خلوّ من السوابق العدلية.
وتصاعدت حدة التوتر السياسي قبل ثلاثة أسابيع من إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد، وأيضاً قبل إعلان مرتقب خلال أيام عن القائمة النهائية للمرشحين بعد انتهاء مرحلة الطعون، حيث تعرض عدد من المراكز الانتخابية لسطو مسلح، وسرقة بضعة آلاف من بطاقات الناخبين، ما يلقي بظلال الشك على تنظيم هذه الانتخابات.
وفي هذا السياق، قال بيان للسفارة الأميركية، مساء أول من أمس، إن نائب السفير الأميركي لدى ليبيا، ليزلي أوردمان، بحث مع البعثة البريطانية لدى الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على «معرقلي الانتخابات» في ليبيا.
ولم يكشف البيان طبيعة هذه العقوبات أو مدتها، ولا هوية من ستطالهم، علماً بأن السفارة الأميركية هددت مؤخراً باتخاذ مواقف متشددة ضد «معرقلي الانتخابات».
من جهته، استغل ريتشارد نورلاند، السفير الأميركي لدى ليبيا، حلول اليوم العالمي لذوي «الاحتياجات الخاصة»، أمس، ليشدد على أهمية تمكن جميع الليبيين من ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة الكاملة في الانتخابات وفي الحياة الاقتصادية والاجتماعية بليبيا.
وأعرب نورلاند في بيان بالمناسبة عن فخر بلاده بدعم مفوضية الانتخابات، وشركاء المجتمع المدني لحملة جعل الانتخابات الوطنية الليبية المقبلة أكثر سهولة على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً مواصلة أميركا العمل بهذا الخصوص لضمان المشاركة الشاملة في موعدها.
بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي، على لسان الناطق باسمه، بضرورة اتّخاذ جميع الخطوات والترتيبات اللازمة لضمان إجراء الاستحقاق الانتخابي «كعملية حرة ونزيهة وشاملة، وذات مصداقية، وفي موعده المحدد».
وأكد «الاتحاد» في بيان عبر «تويتر» دعمه لمفوضية الانتخابات، وقال إنه يتطلع للنجاح في إجراء انتخابات «دون تعرضها لأي عمليات تهديد أو ترهيب».
وطبقاً لما أعلنته مفوضية الانتخابات، فقد بلغ إجمالي عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية في كل الدوائر الانتخابية 3702 مرشح، بينما تجاوز عدد بطاقات الناخبين، التي تم تسليمها في كل أنحاء البلاد، أكثر من 2.4 مليون بطاقة، بينما ينتظر أن يدلي أكثر من 2.8 مليون ليبي بأصواتهم في أول اقتراع سري عام ومباشر لاختيار رئيسهم المقبل، من بين خليط من المرشحين يضم شخصيات سياسية وعسكرية، إلى جانب نشطاء وأكاديميين.
في غضون ذلك، طالبت «منظمة العفو الدولية» من القضاء في ليبيا، ومفوضية الانتخابات، بإقصاء الأشخاص المشتبه في ارتكابهم جرائم طبقاً للقانون الدولي، إلى حين الانتهاء من التحقيقات في الادعاءات ضدهم، وحثت في بيان لها أول من أمس، على ضرورة إقصاء هؤلاء من المناصب، التي قد تمكنهم من ارتكاب انتهاكات أخرى، أو التستر على جرائم، أو التدخل في تحقيقات أو تعطيهم حصانة من الملاحقة القضائية. من جهة أخرى، أصدر الدبيبة، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، قراراً مفاجئاً مساء أول من أمس، بتعيين اللواء أسامة جويلي مديراً لإدارة الاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى مهامه السابقة كآمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.