تباطؤ الطلب على السفر والطيران الخارجي في السعودية

عاملون لـ «الشرق الأوسط»: «أوميكرون» رفع معدل إلغاء الحجوزات وانعكس إيجابياً على السياحة الداخلية

حركة حجوزات السفر الخارجي في السعودية تتراجع مع التطورات حول متحور «أوميكرون» (الشرق الأوسط)
حركة حجوزات السفر الخارجي في السعودية تتراجع مع التطورات حول متحور «أوميكرون» (الشرق الأوسط)
TT

تباطؤ الطلب على السفر والطيران الخارجي في السعودية

حركة حجوزات السفر الخارجي في السعودية تتراجع مع التطورات حول متحور «أوميكرون» (الشرق الأوسط)
حركة حجوزات السفر الخارجي في السعودية تتراجع مع التطورات حول متحور «أوميكرون» (الشرق الأوسط)

بعد انتعاش قطاع السفر والسياحة وفتح الأجواء وتخفيف قيود الطيران، عادت التخوفات بعد ظهور المتحور الفيروسي من كورونا «أوميكرون» الذي بدأت انعكاساته تظهر جلية على قطاع السفر والسياحة، بحسب مصادر عاملة في السعودية، حيث أشارت إلى أن الطلب على الحجوزات للتذاكر والإيواء الخارجي سجل تراجعاً مع وتيرة الأنباء المتتالية عن الفيروس.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» هاني الزهراني، الذي يدير مكتب شواطئ المحيط للسفر والسياحة، أنه بعد ظهور الأنباء عن المتحور الجديد شهد القطاع ركوداً ملموساً في حركة الحجوزات الخارجية من السعودية، مشيراً إلى أن معدل إلغاء الحجوزات بلغ 60 في المائة. وقال: «كثير ممن حجزوا سابقاً تواصلوا مع المكتب لإلغاء حجوزاتهم بعد السماع بالمتحور وتطبيق الإجراءات الاحترازية في بعض الدول»، لافتاً إلى أنه في حال ما تواصلت التطورات بشأن المتحور الجديد سيعيش القطاع مرحلة صعبة تضاف لمرحلة الجائحة وتبعاتها، على حد تعبيره.
وكانت مصادر نفطية أشارت، لـ«رويترز»، إلى توقعات بأن تتسبب المستجدات حول «أوميكرون» في التأثير على أسعار وقود «الطائرات»، بجانب تخوف الناس من السفر بعد تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية «مثيراً للقلق».
من ناحيته، كشف لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الشيخاني، الذي يعمل بمكتب مزايا للسفر والسياحة، أنه بعد قرب العالم من التخلص من الجائحة والتعافي الذي أعاد الحياة لحركة السفر وحجوزات الإيواء والتذاكر إلا أن شبح «أوميكرون» منع القطاع من الاستمرار وتسبب في تباطؤ التعافي بشكل ملموس، موضحاً أنه بعد الضجة الذي صاحبت اكتشاف المتحور الفيروسي الجديد تخوف الناس من السفر في الوقت الحالي، ما دفع الكثيرين إلى تجنب الحجوزات والتريث إلى الفترة المقبلة لمتابعة المستجدات.
وأضاف الشيخاني أن قطاع السياحة شهد تطورات خلال الفترة الماضية على صعيد حجوزات الفنادق والطيران والبرامج السياحة، حيث تم اعتماد إلغاء بعض البرامج والتعديل عليها، بينما قدر نسبة انخفاض الإقبال على نشاط مكاتب السياحة والسفر الخارجي بما نسبته 45 في المائة بعد ظهور متحور «أوميكرون».
وقال الشيخاني إن التخوف من السفر خارج المملكة جاء بسبب زيادة الحالات وانتشار الفيروس في عدد من دول أوروبا وأفريقيا، لكنه لفت إلى أن انحسار حركة السفر الخارجية انعكس إيجابياً على السياحة الداخلية، خصوصاً بعد التطور الملحوظ والفعاليات والأحداث السياحية التي تقام داخل البلاد، ما جعل السياحة الداخلية بديلاً أوفر وآمن صحياً للمواطنين.
ولفت الشيخاني إلى أن الفترة الماضية شهدت حجوزات عالية على مناطق سياحية داخل المملكة سواء من مواطنين ومقيمين ومن بلدان الإقليم المجاورة.
تأتي هذه المستجدات في وقت وجهت هيئة الطيران المدني في السعودية الشركات بتعليق القدوم من سبع دول هي: جنوب أفريقيا، وناميبيا، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وليسوتو، وإسواتيني.
وشددت منظمة الصحة العالمية على أن وضع القيود على السفر لن يمنع الفيروس من الانتشار ودعت الدول إلى عدم وضع قيود على السفر، موصية الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 60 عاماً أو الذين يعانون من أمراض مزمنة بعدم السفر في الوقت الراهن.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.