قبائل البجا تهدد مجدداً بإغلاق موانئ السودان

البرهان: نعمل على حل قضية الشرق

ميناء بورسودان على البحر الأحمر (أ.ف.ب)
ميناء بورسودان على البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

قبائل البجا تهدد مجدداً بإغلاق موانئ السودان

ميناء بورسودان على البحر الأحمر (أ.ف.ب)
ميناء بورسودان على البحر الأحمر (أ.ف.ب)

أعلن تجمع قبلي بشرق السودان الشروع في تصعيد جديد بإغلاق شرق البلاد والطريق البري الرابط بينه وبقية أنحاء البلاد، بما في ذلك الموانئ على البحر الأحمر، وذلك للمرة الثانية في غضون أشهر، بعد أن أعاد افتتاحها بعد استيلاء القائد العام للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، على السلطة في البلاد الشهر الماضي. ونقلت قناة «العربية» عن البرهان أمس، قوله إن «شرق السودان لديه قضية ونعمل على حلها».
وقال بيان صادر عن «المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة»، وهو تجمع قبلي يضم مكونات في شرق البلاد، إن المهلة التي منحها للحكومة المركزية لحسم القضايا السياسية التي يطالب بها، وعلى رأسها ما اصطُلح عليه بـ«مسار الشرق»، وهو تفصيلة من تفصيلات اتفاقية جوبا للسلام، قضت بحل تظلمات سكان البلاد وفقاً لعدة مسارات، من بينها «مسار الشرق».
ونقلت مصادر صحافية محلية أن التجمع الذي يقوده ناظر عشائر من قبيلة الهدندوة، محمد الأمين ترك، كوّن لجاناً مختصة تتعلق بإغلاق الموانئ والطريق القومي، وإنها اتخذت ترتيبات عديدة لتنفيذ إغلاق شرق البلاد «فوراً»، وذلك بعد إمهال السلطات لإلغاء المسار حتى اليوم (السبت) الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وقال الأمين السياسي للمجلس الأعلى لـ«نظارات البجا والعموديات المستقلة» سيد علي أبو آمنة، إن تجمعه سيغلق شرق البلاد في «الموعد المحدد»، فيما نقلت المصادر الصحافية المحلية عن أمين الإعلام في المجلس عثمان كلوج، قوله إن الموانئ والطريق القومي ستُغلق يوم السبت، حسب اتفاقهم مع الحكومة بإلغاء مسار الشرق. ووجه تحذيراً إلى المعنيين بقوله: «نحذّر شركات الملاحة واتحاد أصحاب العمل واتحاد غرف النقل بالسودان والموردين وأصحاب الصادرات وشركات التعدين». وكان المجلس قد أكد أمس تمسكه بالفترة الزمنية المحددة، التي تنقضي اليوم بموجب الاتفاق، محذراً من أنه «إذا استمر الحال بهذه الطريقة، سيكون خيارنا المضي قدماً في التعبير السلمي والعودة لمربع التتريس والاعتصام عند انتهاء الفترة المحددة».
من جانبه، أعلن أمين شباب المجلس الأعلى لنظارات البجا شرقي السودان، كرار عسكر، أنه سوف يتم إعلان جدول تصعيدي ثوري كامل من اللجنة التصعيدية للمجلس الأعلى لنظارات البجا.
وقال كرار عسكر في بيان أمس (الجمعة): «جماهير شعب البجا العظيمة... إن الإشاعات المستمرة من الانتهازيين المرتزقة الذين أدمنوا الارتزاق بقضايا شعبنا مكانهم مزبلة التاريخ وليس قيادة شعبنا». وتابع البيان: «فمسار الشرق لم يتم إلغاؤه حتى الآن من المجلس السيادي». وأردف: «ننوه لعدم الاستماع للإشاعات التي تقودها آليات التنسيق بين جهاز المخابرات والميليشيات و17 بوكو حرام». وختم البيان: «وعليه سوف يتم خلال الساعات القادمة إعلان جدول تصعيدي ثوري كامل من اللجنة التصعيدية للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، ترقبوا الجدول التصعيدي».
وكان تجمع قبائل البجا قد أعلن إنهاء إغلاق سابق لميناء بورتسودان والطريق البري، لمدة شهر اعتباراً من 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد استيلاء الجيش على السلطة في البلاد، بعد أن كانوا قد أغلقوه لمدة 39 يوماً، تسببت في خسائر فادحة للاقتصاد السوداني بلغت ملايين الدولارات، كما تسببت في أزمات في السلع والخدمات. وكان الغرض من الإغلاق الأول هو الضغط على الحكومة المركزية التي كان يرأسها الدكتور عبد الله حمدوك قبل انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول)، بغرض إلغاء «مسار الشرق»، ومعالجة قضايا الإقليم التنموية المعقدة التي ظلت من دون حلول منذ استقلال البلاد، وفق ما تقول قبائل البجا.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.