ليبيا: استهداف جديد بمصراتة.. وميليشيات «فجر ليبيا» تعلن الحرب على «داعش»

بريطانيا تعين سفيرًا جديدًا.. وحفتر يعلن اقتراب ساعة الخلاص من المتطرفين

ليبيا: استهداف جديد بمصراتة.. وميليشيات «فجر ليبيا» تعلن الحرب على «داعش»
TT

ليبيا: استهداف جديد بمصراتة.. وميليشيات «فجر ليبيا» تعلن الحرب على «داعش»

ليبيا: استهداف جديد بمصراتة.. وميليشيات «فجر ليبيا» تعلن الحرب على «داعش»

في أول ظهور رسمي له لتفنيد شائعة اغتياله التي روجت لها الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، كشف الفريق خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، أمس، النقاب عن استكمال استعدادات الجيش الوطني الليبي عسكريًا وميدانيًا لتحرير بنغازي (شرق ليبيا)، من بقية ما وصفه بأوكار ميليشيات الإرهاب والتطرف.
وأكد حفتر من مقره بمدينة المرج بشرق ليبيا، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الموالية للسلطات الشرعية، أهمية «استمرار تلاحم أهالي مدينة بنغازي مع الجيش البطل وهو يخوض (المعركة المصيرية) من أجل استكمال ملحمة الصمود في مواجهة الإرهاب الأعمى الذي عانت منه بنغازي كثيرًا، وحان الوقت لاستئصال هذا الوباء نهائيا». وحث من وصفهم بالمواطنين الليبيين الشرفاء في ربوع الوطن على أن تكون معنوياتهم مرتفعة جدا في هذه اللحظات، وأن يلتفوا حول جيشهم الذي قال: «إنه ينفذ خطة قيادته العامة المتضمنة ساعة الصفر والخلاص النهائي من هذا الوباء الذي أضر بسمعة ليبيا بعد أن جعلت منها ميليشيات الإرهاب مرتعا بالمتطرفين من كل صوب وحدب»، على حد تعبيره، مطالبا بعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تستهدف النيل من معنوياتهم واستعدادات جيشهم وجاهزيته في هذه اللحظات الحاسمة.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء التابعة للحكومة الشرعية في ليبيا، أن الجيش الليبي يسجل ما وصفته بتقدم حاسم في منطقة الهواري ويكتسح الميليشيات الإرهابية ويدخل مستشفى الهواري والقلب ومبنى البحث الجنائي في مدينة بنغازي.
وكانت القوات الخاصة الليبية «الصاعقة» قد أعلنت سيطرتها على كافة محاور القتال بالمدينة على حساب ميليشيات ما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي؛ لكنها ما زالت في المقابل تخوض معارك متقطعة في محور الليثي مع بقايا الجيوب الإرهابية القابعة في الحي.
في غضون ذلك، أعلنت الغرفة الأمنية المشتركة بمدينة ترهونة التي تبعد نحو 90 كلم جنوب شرق طرابلس، عن رفع الغطاء الاجتماعي عن كل من ينتمي إلى تنظيم داعش أو «القاعدة» من أبناء المدينة أو الوافدين إليها. وأوضحت الغرفة، في بيان لها، أن هذا القرار تم اتخاذه عقب اجتماع مع المجلس البلدي للمدينة ومجلس الحكماء والشورى ومؤسسات المجتمع المدني، مشيرة إلى أن جميع الأطراف اتفقت على مكافحة من سموهم التنظيمات الإرهابية وإدانتهم للتطرف والفكر التكفيري. وكان عدد من المتشددين في ترهونة قد أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش، واستعدادهم المشاركة في عمليات التنظيم في سرت، حيث يقوم عناصر «داعش» عمليات عسكرية ضد قوات «فجر ليبيا».
إلى ذلك، انفجرت أمس، سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من نقطة تفتيش بمنطقة الكراريم شرق مدينة مصراتة، وقالت مصادر ليبية، إن رجال الأمن أطلقوا النار على رجل نزل من سيارة اقتربت من البوابة وبيده رمانة، مما أدى إلى مقتله وانفجار السيارة، مضيفة: «إن الانفجار الذي يعتبر الأحدث من نوعه في سلسلة العمليات الانتحارية في مصراتة لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية».
في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أنها عينت أمس، بيتر ميليت سفيرا لبريطانيا لدى ليبيا خلفا لمايكل إيرون، الذي قالت إنه «سوف يشغل منصبا دبلوماسيا آخر لم توضحه». وقالت الوزارة في بيان أمس، إن ميليت سيبدأ مهام منصبه الجديد يوليو (تموز) المقبل، مشيرة إلى أنه شغل عدة مناصب في البعثات البريطانية في الدوحة وبروكسل وأثينا ونيقوسيا وعمّان. وفى أول تصريح له بمناسبة تعيينه، اعتبر السفير البريطاني الجديد أن الأزمة الراهنة في ليبيا تحتل أهمية كبيرة لدى المملكة المتحدة وأوروبا، لافتا إلى أن «وجود متطرفين وإرهابيين في ليبيا واستمرار القتال فيها يعني ضرورة التوصل لحل سياسي مبكرا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لتوحيد صفوف كل الليبيين وراء هدف واحد». وعبر عن أمله في أن يعاد فتح السفارة البريطانية في طرابلس خلال فترة خدمته، وأن تعالج مسألة إعادة أعمار البلاد مستقبلا.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.