طُرحت في الأمم المتّحدة أمس (الأربعاء) تساؤلات حول نزاهة الانتخابات الرئاسية المقرّرة في ليبيا بعد ثلاثة أسابيع، مع تشديد الأمين العام للمنظمة الدولية على وجوب ألا يكون هذا الاستحقاق «جزءاً من المشكلة» وتشكيك رئيس مجلس الأمن الدولي بتوفر الشروط اللازمة لإجراء انتخابات ديمقراطية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحافي: «نريد أن تكون هذه الانتخابات جزءاً من الحلّ وليس جزءاً من المشكلة في ليبيا»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف: «بناء عليه، سنبذل قصارى جهدنا لتسهيل إجراء حوار يتيح حلّ المسائل المتبقية (...) التي يمكن أن تقسّم ليبيا وإجراء الانتخابات بطريقة تسهم في حلّ المشكلة الليبية».
أما سفير النيجر لدى الأمم المتّحدة عبده أباري الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي فبدا أكثر تشاؤماً حيال سير الانتخابات المرتقبة في ليبيا.
تقرير أممي يتحدث عن {تهديد خطير} يمثّله وجود «المرتزقة» في ليبيا
وإذ شدّد أباري على أنّه يتحدّث بصفته سفيراً لدولة جارة لليبيا وليس رئيساً لمجلس الأمن الدولي، قال إنّ «شروط إجراء انتخابات حرّة وذات مصداقية وديمقراطية وتوافقية، وهي مدماك أساسي لعودة السلام والاستقرار إلى ليبيا، لم تتحقّق بعد».
وأضاف أنّ «المقاتلين الأجانب ما زالوا في ليبيا، وخط التماس ما زال في مكانه، ولم تحصل إعادة توحيد حقيقية للقوات العسكرية» في الجارة الشمالية لبلاده.
وشدّد أباري على أنّ «هذه ليست وجهة نظر مجلس الأمن، بل تحليل نقوم به. الوضع ليس ناضجاً بما فيه الكفاية، هو لم ينضج بما يكفي للسماح بإجراء انتخابات يمكن أن تؤدّي إلى استقرار وأمن دائمين في ليبيا».
وأكّد الدبلوماسي النيجري على أنّ بلاده لا تؤيد الموقف القائل بأنّه «يجب الذهاب إلى الانتخابات مهما كان الثمن وبغضّ النظر عن نوعيتها».
ووفقاً لأباري فإنّه من أصل أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي، بين مرتزقة وعسكريين أجانب أكّدت الأمم المتحدة وجودهم في ليبيا، «هناك ما بين 11 ألف و12 ألف سوداني» و«بضعة آلاف من دول في الساحل». وأضاف: «بصفتنا دولة مجاورة، نريد أن تجري عملية تسريح (هؤلاء المقاتلين) بتنسيق تامّ مع الدول المجاورة» التي يتحدّر منها هؤلاء المقاتلون.
وتأتي هذه المخاوف مع دخول ليبيا المرحلة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها في 24 ديسمبر الحالي، والتي تخيّم عليها الخلافات بين المعسكرات المتنافسة والتوترات الميدانية المتواصلة.
وكان حوار سياسي جرى بين الفرقاء الليبيين برعاية أممية في جنيف في فبراير (شباط) الماضي، أفضى إلى تشكيل سلطة سياسية تنفيذية موحّدة مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي حدّدت على التوالي في ديسمبر الحالي ويناير (كانون الثاني) المقبل.
الليبيون يتطلعون لرئيسهم المقبل... رغم خوفهم من إفشال الانتخابات