بعد سنوات عجاف... الأمل يعود مجدداً إلى مانشستر يونايتد مع وصول رانغنيك

الفريق يتطلب شخصية قوية تعيد له هويته... وترفض تعاقدات تضر بمصالحه

مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)
مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)
TT

بعد سنوات عجاف... الأمل يعود مجدداً إلى مانشستر يونايتد مع وصول رانغنيك

مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)
مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)

يمتلك مانشستر يونايتد كافة المقومات التي تساعده على المنافسة على البطولات والألقاب، وكل ما يحتاجه هو إعادة ضبط الأمور داخل الملعب وخارجه. لا يمكن أن ننسى أن مانشستر يونايتد احتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، لكن في ظل بحث النادي عن الأفضل ابتعد عن الأشياء التي جعلته يحقق النجاح في المقام الأول. وأعتقد أن النادي يفتقر للهوية الواضحة والبنية القوية في جميع أنحائه، وهو الأمر الذي امتدت تداعياته إلى الفريق.
وخلال الموسم الحالي تحت قيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، لم يكن اللاعبون يعرفون حقا ما إذا كانوا فريقاً يلعب بطريقة الضغط العالي على المنافسين أم فريقا يلعب بطريقة دفاعية ويعتمد على الهجمات المرتدة السريعة. أنا أحب سولسكاير وأرى أنه كان رائعاً لثقافة النادي وكان يحظى بدعم جماهيري كبير، وهو الأمر الذي كان يفتقده أي مدير فني للفريق منذ رحيل المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، لكن كبار المديرين الفنيين يجب أن يكونوا بارعين في النواحي الخططية والتكتيكية، وهو الأمر الذي كان يفتقده سولسكاير بشكل واضح.
لقد انتهت القصة بشكل مأساوي بعد الخسارة الثقيلة أمام واتفورد، وبلغت ذروتها بالتعليقات السلبية من اللاعبين. وأعتقد أن النادي اتخذ القرار الصحيح عندما أقال سولسكاير من منصبه، لأن الأمور لم تكن تسير على ما يرام. ومن الواضح أن الصفقات التي أبرمها الفريق خلال الصيف الماضي لم تقدم الدعم المطلوب، بل على العكس تماما أعاقت تقدم الفريق، لأن اللاعبين الجدد لم يكونوا مناسبين للطريقة التي يلعب بها الفريق. ومن الواضح أن التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو جعل الفريق يلعب بطريقة مختلفة، لكن لا يجب أن نلقي بالمسؤولية عليه وحده، خاصة أنه انضم للفريق في وقت متأخر من فترة الانتقالات الصيفية الماضية. في الحقيقة، كان الأمر يتطلب وجود شخصية قوية في مانشستر يونايتد ترفض عودة أحد أساطير النادي رغم أنه لا يزال يقدم أداءً على هذا المستوى العالي.
ويجب أن نتفق على أن رونالدو لم يخذل الفريق، فهو لا يزال يواصل تسجيل الأهداف، ويثبت أنه لا يزال أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن التعاقد معه جعل مانشستر يونايتد يغير الخطة التكتيكية التي يلعب بها بعد بداية الموسم، بالإضافة إلى أن الفريق لم يجر التعديلات اللازمة للتغلب على نقاط الضعف لدى النجم البرتغالي. ولو كان الطاقم الفني لمانشستر يونايتد يعلم أنه سيتعاقد مع رونالدو، لكان بإمكانه التعاقد مع محور ارتكاز قوي لتعويض فشل رونالدو في القيام بواجباته الدفاعية والضغط على مدافعي الفريق المنافس من الأمام.
وعلاوة على ذلك، واجه سولسكاير سوء حظ كبيرا بسبب إصابة المدافع الفرنسي رافائيل فاران، لأنه يمكن أن يكون لاعباً محورياً في قلب دفاع مانشستر يونايتد. وكلما استعاد مانشستر يونايتد خدمات فاران في وقت مبكر، كان ذلك أفضل، لأن ذلك سيساعد كثيرا في تخفيف الضغط عن هاري ماغواير. ويحتاج النادي لتدعيم الخط الخلفي وضخ دماء جديدة، حتى لا يضطر لوك شو وآرون وان بيساكا – البعيدان تماما عن مستواهما – للمشاركة في جميع المباريات كل أسبوع.
وفي كرة القدم الحديثة، يلعب ظهراء الجنب دورا كبيرا في النواحي الهجومية ويحسمون نتائج الكثير من المباريات، بالشكل الذي نراه مع أندية مثل تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي. وبالمثل، يجب أن يحصل خط الدفاع على الدعم اللازم من خط الهجوم، لكن مهاجمي مانشستر يونايتد لا يقومون بعملهم كما ينبغي من حيث الضغط على المنافس والعودة للخلف للقيام بالواجبات الدفاعية، لأنه كما نعرف جميعا فإن الدفاع يبدأ من الأمام. ويرغب مشجعو مانشستر يونايتد أن يكون الفريق أكثر إيجابية خلال المرحلة المقبلة. وتحت قيادة سولسكاير، كان الفريق يعتمد في كثير من الأحيان على محوري ارتكاز في وسط الملعب. من المؤكد أن سولسكاير كانت لديه أسبابه للقيام بذلك، لكن يمكن تعديل التشكيل بحيث يتم الاعتماد على محور ارتكاز واحد والسماح لدوني فان دي بيك بالقيام بدور أكثر ديناميكية في منتصف الملعب.
كان بول بوغبا يقدم مستويات رائعة في بداية الموسم، وكان يتحرك على الأطراف، وخاصة ناحية اليسار، وفي وسط الملعب، وكان يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين. ثم فجأة تم تغيير مركزه. أنا أتعاطف معه تماما، لأنه يعمل بكل قوة ويعود إلى الخلف كثيرا للقيام بواجباته الدفاعية، لكنه لا يحصل على الإشادة التي يستحقها. فهل يمكن أن يلعب بوغبا في وسط الملعب دون أن يحصل على الحماية اللازمة؟ بالطبع لا، لكننا نعرف ذلك منذ فترة طويلة، ونعرف كذلك أن المسؤولية لا تقع على بوغبا، الذي غاب عن المباريات الثلاث الماضية ولن يعود لأسابيع بسبب الإصابة. في الحقيقة، هناك لاعبون آخرون في مانشستر يونايتد يبذلون مجهودا أقل بكثير من الذي يبذله بوغبا!
وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن ضرورة بذل المهاجمين لمجهود أكبر، فهذا ليس رأيا شخصيا، لكنه حقيقة واضحة للجميع، إذ تشير الإحصاءات إلى أن مهاجمي مانشستر يونايتد لا يركضون بالشكل المطلوب فيما يتعلق بالعودة للخلف لتقديم الدعم اللازم للمدافعين. بالطبع، يمكن لهؤلاء اللاعبين القيام بذلك، لكنهم بحاجة إلى تحمل المسؤولية وأن يشعروا بأنهم سيحاسبون عندما يقصرون. ومن الواضح للجميع أن لاعبي ليفربول ومانشستر سيتي يبذلون جهدا أكبر من أجل استعادة الكرة من الخصم، وإبقاء المنافسين في نصف ملعبهم وحماية خط دفاعهم. يضم مانشستر يونايتد عددا كبيرا من المواهب الرائعة، لكنهم بحاجة إلى التوجيه السليم لاستغلال قدراتهم وإمكانياتهم كما ينبغي. إنهم يحتاجون إلى مدير فني جديد يتمتع بشخصية قوية لكي يخبرهم بأنه سيتم استبعاد أي لاعب لا يقوم بواجباته الكاملة داخل الملعب.
ويبدو أن مانشستر يونايتد خلص إلى أن المدير الفني المناسب غير متاح الآن، وهذا هو السبب في أنهم قاموا بتعيين رالف رانغنيك كمدير فني مؤقت. لكن يجب أن ينظر الفريق الآن إلى المديرين الفنيين الذين سيكونون متاحين في الصيف، ويدرس الاتجاه الذي يريد الذهاب إليه، وهو ما كان يمثل المشكلة الحقيقية طوال الفترة الماضية. ويبدو من المحبط بالنسبة لمانشستر يونايتد أن أفضل المديرين الفنيين في النواحي الخططية والتكتيكية يعملون الآن بالفعل مع أندية منافسة، وهو ما يجعل من الصعب للغاية التعاقد مع مدير فني قادر على الدخول في منافسة حقيقية مع جوسيب غوارديولا وتوماس توخيل ويورغن كلوب.
لكن الشيء المفرح ليونايتد أن رانغنيك يعد مسؤولا بشكل جزئي عن الإطاحة بالمدرب بسولسكاير حتى لو كان عن دون عمد، فقد ساهم في الوصول للشكل الحالي لاثنين من كبار منافسي مانشستر في الموسم الحالي، وهما ليفربول وتشيلسي. وأشاد كلوب وتوخيل ببرانغنيك في إلهامهما باتباع طريقة اللعب التي تعتمد على الضغط العكسي وهي الطريقة التي اعتمدها رانغنيك مع الفرق التي تولى الإشراف عليها منذ ثمانينات القرن الماضي. ومع التفوق الملحوظ لتشيلسي وليفربول على يونايتد، سيسعى رانغنيك لتقليص الفجوة مع المنافسين وأيضا تطبيق طريقة لعبه حتى نهاية الموسم وإلى ما بعد ذلك من خلال المنصب الاستشاري الذي سيتولاه لمدة عامين. ليس هناك أي شك في أن رانغنيك يتطلع لمساعدة يونايتد المدجج بالمواهب على تحقيق أهدافه خلال الفترة القصيرة التي سيتولى خلالها المسؤولية. وهو بالفعل قال: «متحمس للانضمام إلى مانشستر يونايتد وأركز على جعل هذا الموسم ناجحا للنادي».


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».