تركيا تعتبر أن «توغلها» في سوريا يحقق «الأمن والرخاء» للسكان

TT

تركيا تعتبر أن «توغلها» في سوريا يحقق «الأمن والرخاء» للسكان

دافعت تركيا عن تدخلاتها العسكرية في شمال وشمال شرقي سوريا معتبرة أنها حققت الأمن والرخاء لسكان المنطقة.
وقالت المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، بينار كارا، إن عمليات «درع الفرات»، و«غصن الزيتون» و«نبع السلام» و«درع الربيع»، التي نفذتها تركيا شمال سوريا، وفّرت الأمن والرخاء لسكان المنطقة. وأكدت كارا استمرار تقديم المساعدات الإنسانية وأنشطة دعم البِنية التحتية التي تقوم بها وزارة الدفاع بالتنسيق مع الجهات المعنية من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
وأضافت، كارا في إفادة صحافية، أن هذه الأنشطة أسفرت عن عودة أكثر من مليون سوري طوعاً وبشكل آمِن وكريم إلى ديارهم، بينهم نحو 470 ألفاً عادوا إلى إدلب.
وأوضحت أنه «تم تقديم الخدمات الصحية لنحو 3 ملايين شخص في 14 مستشفى، وجرى توفير الدعم التعليمي لأكثر من 300 ألف طالب في 1325 مدرسة أغلقتها التنظيمات الإرهابية وأُعيد فتحها للتعليم والتدريب من قِبل تركيا، وتم افتتاح أكثر من 500 مسجد وكنيسة بعد ترميمها».
وكانت تركيا أعلنت مؤخراً أنها ستنفذ عملية عسكرية جديدة تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكن الحديث عنها توقف بعدما أبدت الولايات المتحدة وروسيا تحركات لمنع هذه العملية.
من ناحية أخرى، وصل التيار الكهربائي إلى محطة مياه الشرب «علوك» التي تغذي الحسكة ومناطق في ريفها، أمس (الأربعاء)، بعد انقطاعها 4 أيام متتالية.
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتشغيل محطة علوك، بعد ساعات من وصول التيار الكهربائي، وضخ مياه الشرب إلى المنطقة، فيما يستغرق وصول المياه إلى مدينة الحسكة ساعات عدة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع تجاوزات، أول من أمس، من قبل الفصائل الموالية لتركيا في ريف الحسكة، على الشبكة الكهربائية بهدف استجرار الكهرباء بطريقة غير مشروعة من خطوط تغذية محطة علوك، إضافة إلى توصيل الكهرباء إلى الآبار والنقاط العسكرية والمخافر.
وأشار المرصد إلى انقطاع المياه عن مدينة الحسكة والنواحي التابعة، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المغذي لمحطة علوك الواقعة قرب مدينة رأس العين، ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف الحسكة.
وأضاف أن التيار الكهربائي انقطع عن المحطة نتيجة وجود أعطال في الكابلات القادمة من سيطرة الإدارة الذاتية في الدرباسية.
وفي 25 من نوفمبر (تشرين الثاني)، أشار المرصد إلى أن فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا تقوم بسرقة أعمدة الكهرباء المتبقية في قرى ريف رأس العين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».