دمشق تحتضن معرضاً إيرانياً صناعياً ومؤتمراً اقتصادياً عربياً

الجفعري توقع عودة سوريا إلى الجامعة

محادثات بين وفدين سوري وإيراني في دمشق أمس (وكالة سانا)
محادثات بين وفدين سوري وإيراني في دمشق أمس (وكالة سانا)
TT

دمشق تحتضن معرضاً إيرانياً صناعياً ومؤتمراً اقتصادياً عربياً

محادثات بين وفدين سوري وإيراني في دمشق أمس (وكالة سانا)
محادثات بين وفدين سوري وإيراني في دمشق أمس (وكالة سانا)

انطلقت أعمال مؤتمر اقتصادي عربي في دمشق بالتوازي مع استضافتها معرضاً إيرانياً، في وقت قال مسؤول سوري إن الحراك العربي لحضور دمشق القمة العربية يسير بالاتجاه الصحيح.
وصرح نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري بشار الجعفري بأن التحركات الدبلوماسية لحضور سورية القمة العربية تسير بالاتجاه الصحيح. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية اليوم الاثنين عنه القول، بخصوص إمكانية حضور سوريا القمة العربية المقبلة في الجزائر، إن سوريا تتابع الأمر، و«هناك تحركات دبلوماسية راسخة وقوية بالاتجاه الصحيح».
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال في مقابلة إعلامية مؤخراً إنه «من المفروض أن تكون سوريا حاضرة» في القمة المقررة في مارس (آذار) 2022، وقال: «نأمل في أن تكون القمة العربية المقبلة انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك. ستكون هذه القمة جامعة وشاملة ولا تكرس التفرقة العربية».
تجدر الإشارة إلى أن عضوية سورية في الجامعة العربية معلقة منذ عام 2011 على خلفية اندلاع الأزمة في البلاد.
وإذ تحتفي أوساط رجال الأعمال السوريين بعودة تدريجية إلى المحيط العربي، ويوجهون الدعوات لرجال الأعمال العرب للاستثمار في سوريا، وصل إلى دمشق وزير الصناعة الإيراني مع عدد من نواب مجلس الشورى الإسلامي، ومسؤولون اقتصاديون وتجار إيرانيون، وتضمن برنامج الزيارة إلى جانب افتتاح المعرض الإيراني التخصصي لقاءات مع رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس ووزراء الصناعة زياد صباغ، والنفط بسام طعمة، والمالية كنان ياغي، إضافة لوزيري الاقتصاد سامر الخليل، والتجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، ذلك بالإضافة إلى عقد جلسة مباحثات مشتركة تضم ممثلين عن غرف التجارة والصناعة بين البلدين، وافتتاح منتدى لفرص الاستثمار الإيراني في سوريا على هامش المعرض التخصصي يشارك فيه 164 شركة إيرانية تقدم منتجات إيرانية تلبي احتياجات السوق السورية.
وافتتح المعرض يوم أمس الاثنين في مدينة المعارض جنوب دمشق على طريق المطار وزيري الصناعة السوري والإيراني، بهدف «عرض الفرص الاستثمارية الصناعية للقطاعين العام والخاص للتشاركية في العديد من المشاريع المتعلقة بـالمعدات الطبية والأدوية وصناعة البناء والزراعة والنفط والغاز والمعلوماتية وصناعة السيارات والبنوك وغيرها» بحسب صحيفة (الوطن) السورية المحلية.
وقال رئيس الغرفة التجارية السورية - الإيرانية المشتركة فهد درويش إن الملتقى المشترك هو «تأسيس للمؤتمر الاستثماري القادم المقرر إقامته في طهران بداية العام القادم».
وبحث وزير النفط والثروة المعدنية المهندس بسام طعمة مع وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني سيد رضا فاطمي آمين والوفد المرافق «علاقات التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات النفط والغاز والثروات المعدنية وضرورة الارتقاء بها وتطويرها على جميع المستويات»، حسب بيان رسمي سوري.
في غضون ذلك، اجتمع مسؤولون ورجال أعمال ومستثمرون عرب وسوريون في فندق الداماروز وسط دمشق في المؤتمر الرابع للاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية. ودعا رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس المستثمرين العرب للعمل والاستثمار في سوريـا «نظراً لوجود بيئة مناسبة ولا سيما بعد صدور قانون الاستثمار الجديد». وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وينظم المؤتمر الاتحاد العربي بالتنسيق والتعاون مع اتحاد الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية واتحاد تكنولوجيا المعلومات واتحاد القياس والمعايرة برعاية الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية.
وكشف رئيس مجلس الأعمال السوري الصيني محمد حمشو وجود «خطوات مهمة من رجال أعمال لتجاوز العقوبات المفروضة على سوريا عبر إقامة مجموعة من الاستثمارات وإحداث شركات ومشروعات مشتركة»، داعياً إلى «الربط بين المدن والمناطق الصناعية العربية وإعادة تفعيل المناطق الحرة العربية» وبدوره أكد وزير الصناعة السوري زياد صباغ على «ضرورة توجيه التعاون العربي الاقتصادي الصناعي على أساس المصلحة الاقتصادية للشعوب العربية وتوافق الإرادة السياسية».
وقال وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل عزيز الخباز الذي حضر المؤتمر مع وفد ضم رئيس اتحاد الصناعات، إن بلاده تعمل على إحداث شراكات عربية حقيقية لتوسيع آفاق الصناعة حفاظاً على التوازن الاقتصادي ووصولاً إلى أفضل الصيغ والاستفادة من الخبرات السورية في مجال المدن والمناطق الصناعية، فيما نوه رئيس الائتلاف الدولي للمدن الصناعية الدكتور طلال أبو غزالة «بأهمية انعقاد المؤتمر في دمشق».
ويشار إلى أن الاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية عام 2009، واختيرت دمشق مقراً له وفي عام 2020 صدر المرسوم التشريعي رقم 217 القاضي بالترخيص للاتحاد بإنشاء مقر دائم له في سوريا.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.