بنيت قلق من احتمال رفع العقوبات الإيرانية

جنرال إسرائيلي: واشنطن تتحدث عن خيار عسكري لكن طهران لا تأخذ الأمر بجدية

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يصل إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يصل إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (رويترز)
TT

بنيت قلق من احتمال رفع العقوبات الإيرانية

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يصل إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يصل إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (رويترز)

في الوقت الذي يعرب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، عن «قلق بالغ»، من احتمال رفع العقوبات عن إيران، دعا الرئيس السابق لدائرة البحوث في شعبة استخبارات العسكرية في الجيش، يوسي كوبرفاسر، إلى تصعيد التهديد في واشنطن وتل أبيب.
وقال كوبرفاسر إن «إيران أصبحت دولة على عتبة التسلح النووي. ولكي تقتنع بأن عليها التراجع عن ذلك، يجب أن تفهم أن التهديد بالخيار العسكري جاد ويترافق مع خطوات عملية ميدانية».
وقال كوبرفاسر، الذي قاد في الماضي عملية رصد الخطط الإيرانية، إن «الإدارة الأميركية بدأت تطرح بشكل جدي ومهم مسألة الخيار العسكري. وهذا جيد. لكن المسؤولين في طهران لا يشعرون بأن هذا التهديد جاد».
وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن اعتقاد أن «يواصلوا (الإيرانيون) العمل وبشكل غير مسبوق على تخصيب أكبر قدر من اليورانيوم للدرجة المطلوبة للتحول إلى سلاح نووي. وقاموا بإنتاج يورانيوم معدني». وقال: «أولئك الذين يحسبون أن إيران تحتاج إلى سنتين حتى تصبح دولة نووية عسكرياً يخطئون. فالفترة التي يحتاجونها أقل بكثير. وهم يتصرفون بعدم اكتراث للتهديدات. وقاموا بطرد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافائيل غروسي) من طهران بشكل مهين، في الأسبوع الماضي. وينبغي أن يفهموا أن العالم الغربي اتخذ قراراً جدياً بمنعهم من تنفيذ مشاريعهم النووية العسكرية، ويرفقوا التهديد بخطوات عملية».
وقال الجنرال الإسرائيلي، في حديث إذاعي بث صباح أمس الأحد، عشية بدء مفاوضات فيينا، إن «الإدارة الأميركية تهدد بخيارات أخرى ضد إيران، وبينها الخيار العسكري، ولكن مسؤوليها السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا يخفون خوفهم من الاضطرار إلى استخدام هذا الخيار.
ولم يكتف كوبر فاسر حتى بالتهديدات الإسرائيلية واعتبرها «غير حازمة». وقال إن «الولايات المتحدة تستخدم التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية ولكنها غير واثقة تماماً بأن التهديدات جدية. فهي تعرف أن إسرائيل وحدها لن تستطيع تدمير قدرات طهران النووية بالكامل، وعلى إسرائيل أن تقنع واشنطن بأنها جادة في اللجوء للخيار العسكري. والإقناع يكون بإجراءات إسرائيلية عملية أكثر وعلنية أكثر لتحويل التهديد لخطوات عسكرية عملية». واختتم قائلاً إن «ما سيقنع الإيرانيين بأن هجمات عسكرية مدمرة تنتظرهم في حال الاستمرار في مشروعهم، هو أن تظهر إسرائيل والولايات المتحدة جهداً مشتركاً لتنفيذ الخيار العسكري».
وكان رئيس الوزراء، بنيت، قد أعلن في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس الأحد، أنه «عشية استئناف المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى في فيينا، غداً (اليوم الاثنين)، يوجد قلق إسرائيلي بالغ من احتمال رفع العقوبات عن إيران. فإزالة العقوبات تعني السماح بضخ مليارات إلى إيران، مقابل قيود غير كافية في المجال النووي». وأضاف أن «هذه رسالة نمررها بأي طريقة، للأميركيين وأيضاً إلى الدول التي تفاوض إيران».
وقال بنيت إن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي سيسافر هذا الأسبوع إلى بريطانيا وفرنسا، «سيمرر رسالة مشابهة خلال لقاءاته في لندن وباريس». وقالت الخارجية الإسرائيلية إن لبيد سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون.



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».