هاتف ينقذ حياة المصابين بحساسية الطعام

يصمم بغطاء لحاقن آلي لعلاج الصدمة الناجمة عنها

هاتف ينقذ حياة المصابين بحساسية الطعام
TT

هاتف ينقذ حياة المصابين بحساسية الطعام

هاتف ينقذ حياة المصابين بحساسية الطعام

لم يلتزم خافيير إيفيلين في شبابه بحمل حاقن «الإبينفرين» الآلي الذي يفرز الدواء الذي يحتاج إليه عندما يُصاب بصدمة تحسسية، إذ لم يكن حجمه الكبير لائقاً حسبما يذكر. ويعاني إيفيلين (38 عاماً) المولود في شيكاغو من حساسية تجاه بعض أنواع المكسرات الشجرية والأسماك وبروتين الكَازين الموجود في الأجبان.
غطاء ضد الحساسية
وقد انتقل إلى ديترويت عام 2013 وقرر، وهو الذي يملك خلفية معرفية في التقنية، تطوير أجهزة مفيدة للناس، أبرزها غطاء للهاتف متصل بحاقن «إبينفرين» آلي.
وتقول مليكة غوبتا، متخصصة بحساسية الأطفال وأستاذة مساعدة في جامعة ميشيغان، إن «العلاج الفعال الوحيد لردة الفعل التحسسية، أو ما يعرف بصدمة الحساسية، هو الإبينفرين لأنه وبكل ما للكلمة من معنى، ينقذ حياة الناس. كما أن استخدامه ضروري جداً في بداية الصدمة، ومن هنا تنبع أهمية احتفاظ المريض به طوال الوقت».
يملك إيفيلين شركة تُدعى «أليرجي» في مجمع «تيك تاون ديترويت»، حازت أخيراً براءة اختراع لغطاء الهاتف الذي سمّاه «أومنيجيكت» Omniject من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية. ونالت شركته هذا العام منحة بحثية تُعطى للشركات الصغيرة المبتكرة من مؤسسة العلوم الوطنية في كندا.
ويقول بول رايزر، المدير الإداري للشركات العاملة في التقنية في «تيك تاون»، إنه شاهد تطور عمل إيفيلين خلال السنوات القليلة الماضية، ويعتقد أن جهازه سيحدث نقلة نوعية في حياة مستخدميه.
يعاني ما يقارب 32 مليون أميركي من حساسيات الأطعمة، 5.6 مليون منهم أطفال، حسب أرقام منظمة «فود أليرجي أند إيدوكيشن» غير الربحية في فيرجينيا. وتشير المنظمة إلى أن نحو 200 ألف شخص في الولايات المتحدة يحتاجون سنوياً إلى عناية طبية طارئة بسبب ردود الأفعال التحسسية تجاه الأطعمة.
حقنة طبية
يحمل غطاء الهاتف «أومنيجيكت» حاقناً آلياً مستطيل الشكل بسماكة نصف بوصة على ظهره. وإذا شعر مالك الغطاء أنه يعاني من ردة فعلٍ تحسسية، يستطيع حقن نفسه بالإبينفرين. كما يحتوي الجهاز على برنامج إلكتروني يعلم الدائرة الداعمة لصاحبه عند إفراز أي جرعة من الدواء.
يوصي الأطباء المرضى الذين يعانون من حساسيات الأطعمة بحمل حاقني إبينفرين آليين طوال الوقت، ولكن المرضى لا يلتزمون دائماً بهذه النصيحة.
بدأ عمل إيفيلين بفكرة تطوير الجهاز وتطور مع ابتكار تطبيقٍ لتنظيم أسلوب الحياة اسمه «أليرجي» متوفر لنظامي أندرويد وiOS.
يتصل جهاز «أومنيجيكت» بتطبيق «أليرجي» Alerje الذي يتيح للمستخدمين متابعة الأطعمة التي قد تضر بهم. يعمل إيفيلين اليوم مع فريقه على تطبيقٍ آخر لمساعدة المرضى على الخضوع لعلاجات التخلص من الحساسية، أو ما يعرف باسم علاج مناعي فموي يتيح لهم متابعة التقدم والتواصل مع معالجين متخصصين بالحساسية، حتى إنه تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع لهذا التطبيق.
* «ذا ديترويت نيوز»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً