عضو في «أسترازينيكا» لـ«الشرق الأوسط»: قدرة انتشار محدودة لـ«أوميكرون»

سالمان شدد على أن الاحترازات أصبحت أهم مما مضى

الدكتور أحمد سالمان (الشرق الأوسط)
الدكتور أحمد سالمان (الشرق الأوسط)
TT

عضو في «أسترازينيكا» لـ«الشرق الأوسط»: قدرة انتشار محدودة لـ«أوميكرون»

الدكتور أحمد سالمان (الشرق الأوسط)
الدكتور أحمد سالمان (الشرق الأوسط)

قال أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد «إدوارد جينز» بجامعة أوكسفورد، وعضو فريق تطوير لقاح (أوكسفورد/ أسترازينيكا)، إن هناك مؤشرا لعدم امتلاك المتغير الجديد من فيروس كورونا المستجد «أوميكرون»، قدرة كبيرة على الانتشار، على الرغم من وجود عدد كبير من الطفرات به.
وتم تسجيل ما يقارب المائة إصابة بهذا المتغير الجديد، منها 77 إصابة في مقاطعة واحدة بجنوب أفريقيا، والباقي تم تسجيله في دول جنوب القارة، مع حالة في إسرائيل وحالة في بلجيكا، وحالتين في هونغ كونغ، حتى مساء أمس.
واعتبر سالمان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذا ربما يعطي مؤشرا على أن سرعة الانتشار ليست كبيرة، ولكن لا نستطيع الجزم بذلك قبل إجراء دراسات أكثر تفصيلا».
وأشار عضو فريق تطوير لقاح (أوكسفورد/ أسترازينيكا)، إلى مجموعة من الأسئلة التي سيتعين على الدراسات التي ستجرى على المتغير الجديد الإجابة عنها، إلى جانب التأكد من سرعة انتشاره، وهل سيؤدي إلى أعراض أشد أو أعراض أقل من المرض، وسرعة تكاثر الفيروس في الخلايا البشرية، وهذا من شأنه أن يعطي تصورا لمدى قدرة الفيروس على التسبب في عدوى شديدة يصعب علاجها. ويقول: «كانت إحدى مشاكل متغير دلتا هي سرعة تكاثره، فبينما كانت السلالة الأصلية تأخذ فترة أسبوعين حتى تبدأ الأعراض في الظهور بقوة، وصلت مع دلتا إلى خمسة أيام».
كما سيتعين أيضا، الإجابة عن سؤال ذي أهمية كبيرة، يتعلق بمدى فاعلية اللقاحات الحالية مع المتغير الجديد، لا سيما أن الطفرات التي يحملها هذا المتغير، منها حوالي 32 طفرة في بروتين «الأشواك» الذي تستهدفه أغلب اللقاحات.
ويضيف: «أسرع دراسة يمكن إجراؤها خلال أسبوعين على الأكثر هي معرفة مدى قدرة الأجسام المضادة التي يولدها اللقاح على تحييد الفيروس، ويتم ذلك، عن طريق أخذ عينات دم من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، ثم معرفة مدى فاعلية الأجسام المضادة في دمائهم ضد المتغير الجديد».
وتعد الأجسام المضادة هي أحد فروع المناعة البشرية، ولكن لتكوين صورة كاملة عن فاعلية اللقاحات مع المتغير الجديد، يجب إجراء دراسات على أجسام بشرية، تعرضت للمتغير الجديد بعد تناول اللقاحات، و«هذا يأخذ وقتا أطول يمتد لشهور» كما يوضح سالمان.
وإلى أن تتم الإجابة عن كل هذه الأسئلة، يؤكد عضو فريق تطوير لقاح (أوكسفورد/ أسترازينيكا)، أننا أمام «متغير مثير للقلق، يحتوي على عدد من الطفرات تبلغ ضعف عدد الموجودة في متغير دلتا، وهذا يعني ضرورة الالتزام أكثر من أي وقت مضى بالإجراءات الاحترازية، التي من بينها الحصول على اللقاح».
ويقول: «حتى لو أثبتت الدراسات انخفاض فاعلية اللقاحات أمام المتغير الجديد، فإن الحصول على قدر من المناعة في الوقت الراهن أفضل من لا شيء».
يذكر أن جائحة «كوفيد - 19» شهدت حدوث ما يقارب الأربعة آلاف طفرة، 10 منها، تم تصنيفها بين مثيرة للاهتمام ومثيرة للقلق، ومتغير «أوميكرون» هو الخامس المثير للقلق، بعد متغيرات ألفا وبيتا وجاما ودلتا.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».