المنفي يؤكد على توفير «الضمانات اللازمة» لإنجاح الانتخابات الليبية

الطعون تلاحق الدبيبة... واستمرار محاولات إقصاء حفتر

محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي يفتتح «المؤتمر الوطني للشباب» بطرابلس (المجلس الرئاسي)
محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي يفتتح «المؤتمر الوطني للشباب» بطرابلس (المجلس الرئاسي)
TT

المنفي يؤكد على توفير «الضمانات اللازمة» لإنجاح الانتخابات الليبية

محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي يفتتح «المؤتمر الوطني للشباب» بطرابلس (المجلس الرئاسي)
محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي يفتتح «المؤتمر الوطني للشباب» بطرابلس (المجلس الرئاسي)

أكد محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي مجدداً التزامه بالعمل من أجل إنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بينما تجاهل رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، مزاعم عن حصوله على جنسية أجنبية على نحو مخالف لقانون الانتخابات الرئاسية، فيما استمرت أمس، المحاولات التي تبذلها جهات أمنية وعسكرية محسوبة على الحكومة لمنع المشير خليفة حفتر أحد المرشحين الرئيسيين في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، من المشاركة فيها.
وقال المنفى في حفل افتتاح «المؤتمر الوطني للشباب» بالعاصمة طرابلس، بمشاركة ممثلي البعثات الدبلوماسية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والسفير الأميركي لدى ليبيا، إنه يسعى «لإنجاح الانتخابات الرئاسیة والتشریعیة، عبر تحقیق كل الضمانات اللازمة، حتى تكون انتخابات حرّة ونزیهة، تعبّر نتائجها عن إرادة الشعب اللیبي، وتحقق كامل شروط العملیة الدیمقراطیة».
وأعلن دعمه لكل المبادرات الشبابية، التي تُعنى بالشأن الوطني، ومنها مشاركتهم الفاعلة في الاستحقاق الانتخابي. وأضاف «نعي جیدا حجم الصعوبات والمخاطر المحدقة ببلادنا، وتخوفنا الحقیقي من العودة إلى الصراعات القديمة التي تعب منها اللیبیون، وضاعفت من أزماتهم خلال السنوات الماضیة، وهو ما یحتّم علینا من منطلق المسؤولیة المبادرة باتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن السلم، وتمكّن للمصالحة، وتضع المنافسة السیاسیة في مربّع التنافس السلمي الدیمقراطی، دون عدوان أو مغالبة».
وأعلن اعتماد المؤتمر للانعقاد سنوياً، ليكون من الركائز الرئيسية لمشروع المصالحة الوطنية، وتعزيز مشاركتهم فيها. وقال إن مشروع المصالحة الوطنية الشاملة، يهدف لجمع الأفرقاء ورأب الصدع، حفاظًا على النسيج المجتمعي الليبي، وطالب بإشراك الشباب في رسم السياسة العامة للدولة، وأن يكون لهم دور فاعل في هذه المرحلة المفصلية، من تاريخ الأمة الليبية.
من جانبه، اعتبر المبعوث الأميركي لدى ليبيا وسفيرها ريتشارد نولاند، أن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر(كانون الأول) المقبل، سيكون يوما تاريخيا لتحول البلاد من الحرب إلى السلام والمصالحة، وقال في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر إن الليبيين اليوم «أقرب ما يكونون لتشكيل مستقبل مستقر». وتابع «الليبيون قد لا يتفقون على شخص أو حزب معين لكن يتفقون على استقرار ليبيا وبنائها»، وشجع الجميع على المشاركة والتصويت في الانتخابات؛ لتشكيل مستقبل ليبيا، مطالبا الشباب بلعب دورهم المهم في هذه العملية الانتخابية.
في غضون ذلك، نشرت صحيفة «العنوان» الليبية الإلكترونية صورة قالت إنها لنموذج طلب الدبيبة جنسية جزيرة «سانت كيتس» التي لفتت إلى حصوله عليها قبل توليه منصبه في شهر مارس (آذار) الماضي، مشيرة إلى أن الدبيبة يملك هذه الجنسية ولم يصرح بها للدولة ويستخدم جواز سفر هذه الجزيرة لتسجيل بعض الشركات والأموال الخاصة به. ونقلت عن مصادر أن الدبيبة، حصل على جنسية وجواز سفر هذه الجزيرة فعليا بعكس ما يقوله عن عدم امتلاكه أي جنسية أجنبية. ولم يعلق الدبيبة رسميا على هذه المزاعم، لكنه دعا المواطنين مساء أول من أمس، عبر تغريدة بموقع «تويتر» إلى تسلم بطاقاتهم الانتخابية وعدم ترك حقهم في التصويت.
من جهة أخرى، تحدث يوسف بن حميدة رئيس جهاز المباحث الجنائية التابع لوزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» عن وجود «سوابق جنائية وقيود أمنية» بشأن حفتر ومرشحين آخرين. ووجه بن حميدة رسالة إلى عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات ردا على طلبه مراجعة الحالة الجنائية لعشرة مرشحين من بينهم حفتر، مرفقا بها ادعاء وكيل النيابة بمكتب المدعي العام العسكري بشأن وجود عدة أوامر قبض وإحضار ضد حفتر حسب قانون العقوبات العسكرية.
بدورها، اتهمت عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية للحكومة، حفتر بالمسؤولية عن «المقابر الجماعية» التي تم اكتشافها بمدينة بترهونة، وقالت في بيان لها مساء أول من أمس، إن المتسبب فيها يتقدم للانتخابات في تجاهل تام لما اقترف، مشيرة إلى أن الانتخابات ينبغي أن تكون جزءا من مشروع العدالة الانتقالية للمضي نحو الاستقرار وبناء الدولة.
ومن المقرر أن يتم مساء اليوم إغلاق باب توزيع البطاقات الانتخابية، وفقا لما أعلنته المفوضية، التي شددت على أن «من لا يتسلم بطاقته، لا يمكنه التصويت في الانتخابات المقبلة». وأمر الأمن القضائي بتكليف دوريات لتأمين مقار المحاكم التي تستقبل طعون المرشحين المستبعدين، بعد ساعات فقط من إعلان الحكومة أنها أمرت بتعزيز أمن المحاكم المعنية بالنظر في الطعون الانتخابية، عقب اعتداء مجهولين على المحكمة الابتدائية في مدينة سبها جنوب البلاد. يأتي ذلك فيما تحدثت مصادر محلية عن توتر مفاجئ في الأوضاع الأمنية في مدينة سرت، مشيرة إلى حملة مداهمة للمنازل والمؤسسات العامة واعتقال أعداد من شباب القبائل في سرت، بينما أخلت الجهات الأمنية بالمدينة مسؤوليتها.
وفى تطور مفاجئ، سيطرت قوة مسلحة تتبع الكتيبة 166 بقيادة محمد الحصان، على طريق المطار جنوب العاصمة، مساء أول من أمس، تزامنا مع انتشار عناصر من ميليشيات «فرسان جنزور» في منطقة «ولي العهد» بطريق المطار، بينما وزعت ميليشيا «النواصي» صورا من داخل مقر تابع لميليشيات الضمان بعد اقتحامه مساء أول أمس.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.