الحكومة التونسية تعد لإعلان «برنامج عمل واضح»

TT

الحكومة التونسية تعد لإعلان «برنامج عمل واضح»

كشف محمد الرقيق وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية في حكومة نجلاء بودن، عن توجه رئيسة الحكومة إلى الإعلان عن برنامج عمل واضح ودقيق بمناسبة مرور مائة يوم على تكليفها من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد برئاسة الحكومة. وقال إن مهمة الحكومة الحالية ليست يسيرة لكنها قادرة على تصحيح المسار. وأضاف في تصريح إعلامي أن الحكومة ماضية في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الممكنة، وكشف عن طلب رئيسة الحكومة من مختلف الوزراء تقديم استراتيجية عمل وبرنامج إصلاحات واضحة على أن يتم التعامل مع مختلف هذه المعطيات وبلورة برنامج عمل حكومة واضح ودقيق وقابل للتنفيذ. وكانت عدة أطراف سياسية ومنظمات اجتماعية قد اعتبرت أن حكومة نجلاء بودن تعمل دون برنامج واضح وهي غير قادرة على التعامل مع مختلف الملفات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة.
في غضون ذلك، أصدر الرئيس التونسي أوامر تقضي بتعيين أربعة ولاة جدد على كل من مدنين وبن عروس وصفاقس وقفصة، وفق ما أوردته الرئاسة في صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يسد عدة شغورات حاصلة على مستوى كبار المسؤولين في الجهات إثر إقالة العديد منهم وآخرهم والي منطقة سيدي بوزيد ومنطقة قبلي.
وواجهت تلك الإقالات، التي لم تتبعها تعيينات فورية، موجة واسعة من الانتقادات، خاصة في ظل موجة الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها تلك الجهات على غرار خريجي الجامعات بعد رفض الرئيس سعيد تنفيذ القانون 38 المتعلق بانتدابهم في القطاع العام وعمال شركات البستنة، علاوة على شباب «الكامور» المطالب بتنفيذ اتفاق حكومي، قد مرت عليه أكثر من سنة.
على صعيد آخر، طالب المكتب التنفيذي لحزب حركة النهضة بالذهاب إلى انتخابات عامة سابقة لأوانها، وتنظيم حوار وطني حول عدد من الملفات الكبرى على رأسها قانون الانتخابات والمحكمة الدستورية بالإضافة إلى «احترام الدستور بدل تعليقه وتحكيمه بدل استبدال المرسوم رقم 117 به واستعادة السلطة التشريعية لدورها التشريعي والرقابي كاملا».
واعتبرت قيادات النهضة أن المزاج العام في تونس قد تغيّر عمّا كان عليه نهاية يوليو (تموز) الماضي بعد أن تبيّن للتونسيين «حدود ما يطرحه الرئيس قيس سعيد وخطورة سياساته». وتلتقي حركة النهضة في هذا المقترح مع عدد من الأحزاب الأخرى على غرار الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه عبير موسي، وأكثر من حزب ذي توجه يساري على غرار الحزب الجمهوري والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وحزب العمال، غير أن هذه الأحزاب تدعو إلى محاسبة الائتلاف الحاكم الذي تزعمته حركة النهضة وتتهمها بالوقوف وراء فشل مختلف الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وتمحور اهتمام المكتب التنفيذي لحركة النهضة حول تقييم إدارة الرئيس سعيد للشأن العام، معتبرة أن «عجز الرئيس عن تقديم حلول لقضايا البلاد ظهر جليا رغم جمعه كل السلطات في يديه وإمعانه في خطابات التقسيم والاتهام والوعيد. كما أن الوعي انتشر في الساحة السياسية والمدنية بجل أحزابها ومنظماتها وجمعياتها وتطورت مواقفها الرافضة للانقلاب والتورط في خوض تجارب هلامية».
ونبهت النهضة إلى «خطورة انهيار أوضاع البلاد بسبب الانحراف بالسلطة والاتجاه بها قدما صوب الانغلاق والانفراد ومصادرة مبدأ أساسي في الديمقراطية وهو فصل السلطات بديلا عما يجري من تمركزها في يد واحدة»، وأشارت إلى «القرار الخطير» الذي اتخذه الرئيس بالتخلي عن وزارة الحكم المحلي وإلحاقها بوزارة الداخلية، قائلة إن ذلك يعد «مصادرة للباب السابع من الدستور الذي حقق أحد أهداف الثورة التونسية، فكان قرار إلغاء الوزارة نكوصا إلى صور المركزية الشديدة للسلطة والاستبداد» وهو ما سينعكس على العمل القاعدي والديمقراطية المحلية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.