المنسق العام لحركة التغيير: النظام البرلماني هو الأنسب لكردستان العراق

رئاسة برلمان الإقليم تتشاور مع الأطراف السياسية لصياغة دستور جديد

وفد رئاسة برلمان إقليم كردستان العراق خلال لقائهم مع المنسق العام لحركة التغيير في السليمانية أمس (موقع «سبه ي} الكردي)
وفد رئاسة برلمان إقليم كردستان العراق خلال لقائهم مع المنسق العام لحركة التغيير في السليمانية أمس (موقع «سبه ي} الكردي)
TT

المنسق العام لحركة التغيير: النظام البرلماني هو الأنسب لكردستان العراق

وفد رئاسة برلمان إقليم كردستان العراق خلال لقائهم مع المنسق العام لحركة التغيير في السليمانية أمس (موقع «سبه ي} الكردي)
وفد رئاسة برلمان إقليم كردستان العراق خلال لقائهم مع المنسق العام لحركة التغيير في السليمانية أمس (موقع «سبه ي} الكردي)

تواصل رئاسة برلمان إقليم كردستان العراق مشاوراتها مع الأطراف السياسية من أجل التوصل إلى إجماع وطني وسياسي حول صياغة دستور خاص وقانون رئاسة الإقليم.
وقال سكرتير برلمان كردستان فخر الدين قادر، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد بحثنا في اجتماعاتنا مع الأطراف السياسية، مسألة صياغة دستور للإقليم وموضوع رئاسة الإقليم، وذلك بهدف توصل هذه الأطراف إلى إجماع سياسي فيما بينها حول المسألتين خارج البرلمان، لكي تسير الإجراءات القانونية الخاصة بذلك داخل البرلمان بسهولة، فنحن نريد من هذه الأطراف أن تكون متوافقة من خلال كتلها فيما بعد عندما تشكل اللجنة الخاصة بصياغة الدستور في البرلمان، لنتعامل مع هذه المسألة بجدية، وكذلك الاتفاق على مسألة رئاسة الإقليم التي تعتبر هي الأخرى إحدى المسائل المهمة أيضا»، مبينا أنهم التمسوا خلال اجتماعاتهم مع هذه الأطراف التأكيد على التوصل إلى إجماع حول هاتين المسألتين.
والتقى رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد صادق، ونائبه جعفر إيمنكي، وسكرتير البرلمان فخر الدين قادر، أمس، نوشيروان مصطفى المنسق العام لحركة التغيير في مدينة السليمانية، حيث ناقش وفد البرلمان مع مصطفى موضوع الدستور ورئاسة الإقليم.
وقال رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد صادق، في مؤتمر صحافي مشترك عقد مع المنسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى في السليمانية، أمس، لقد: «استمعنا خلال لقائنا إلى آراء منسق حركة التغيير وقياداتها حول مسألة صياغة دستور الإقليم وكيفية التوصل إلى إجماع حول هذا المشروع، بالإضافة إلى مسألة رئاسة الإقليم، هذه المواضيع تم الحديث عنها داخل البرلمان من قبل، لكنها بحاجة إلى معرفة آراء المختصين في هذا المجال ومشاورتهم، وآراء الأطراف السياسية. مشاوراتنا مستمرة، ومن المحتمل أن تتشاور الأطراف السياسية فيما بينها حول هذه المسائل خلال المدة المقبلة».
من جانبه، قال نوشيروان مصطفى: «من خلال تقييمنا لأوضاع الدول في الشرق الأوسط والنظام الرئاسي فيها، يتضح لنا أن النظام السياسي الأنسب لكردستان العراق، هو النظام البرلماني المشابهة للنظام في بغداد، وقد أبلغنا رئاسة البرلمان بذلك». بدوره، قال فرحان جوهر، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الإقليم، في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد توصلت كل الأطراف الكردستانية في اللجنة القانونية داخل برلمان الإقليم إلى اتفاق بشأن إعداد مشروع دستور الإقليم، وتشكيل لجنة خاصة بصياغة الدستور»، مشيرا إلى أن اللجنة ستقدم تقريرها بهذا الخصوص إلى رئاسة البرلمان لتضعها في برنامج عمل جلساتها المقبلة، لبحثها وانتخاب اللجنة الخاصة بها. وأضاف جوهر: «حاليا لا يمتلك الإقليم أي دستور خاص به، وهو يعتمد على الدستور الاتحادي لتسيير الأمور»، مؤكدا أن «امتلاك الإقليم لدستور خاص به لا يتعارض مع الدستور العراقي، فللأقاليم حق إصدار دستور خاص بشرط عدم تعارض بنوده مع الدستور الاتحادي».
من جانبه، قال طارق جوهر، المستشار الإعلامي في رئاسة برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السياسي الحالي المتبع في إقليم كردستان، يجمع بين النظامين البرلماني والرئاسي، لأن الحكومة يتم انتخابها داخل البرلمان، على الرغم من وجود فراغ دستوري، والأطراف الكردستانية تعمل حاليا على إعداد مشروع الدستور لملء هذا الفراغ».
وقال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» إن «اعتماد النظام البرلماني كما في بغداد يعني التقليل من صلاحيات رئيس الإقليم ومنح هذه الصلاحيات لرئيس الحكومة الذي سيكون القائد العام لقوات الإقليم».
وحول موضوع رئاسة الإقليم وما إذا كان سيتم التجديد للرئيس بارزاني للمرة الثالثة، قال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: «المشكلة ليس في التجديد أو عدم التجديد، الإقليم اليوم بحاجة للاستقرار في ظل هذه الأوضاع القلقة خاصة بوجود تهديدات (داعش)، والاستقرار يعني بقاء الرئيس بارزاني لقيادة الإقليم وقوات البيشمركة. ما يهمنا الآن هو التوصل لاتفاق أساسي حول صيغة النظام في الإقليم، وما نوع هذا النظام، رئاسي أم برلماني؟ وصياغة دستور إقليم كردستان».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.