لماذا يثير «متغير كورونا الأفريقي» القلق حول العالم؟

مخاوف من عدم «فاعلية» اللقاحات معه

أسرة ملتزمة ارتداء الكمامات في هراري عاصمة زيمبابوي أمس حيث ينتشر وباء كورونا في القارة الأفريقية (أ.ب)
أسرة ملتزمة ارتداء الكمامات في هراري عاصمة زيمبابوي أمس حيث ينتشر وباء كورونا في القارة الأفريقية (أ.ب)
TT

لماذا يثير «متغير كورونا الأفريقي» القلق حول العالم؟

أسرة ملتزمة ارتداء الكمامات في هراري عاصمة زيمبابوي أمس حيث ينتشر وباء كورونا في القارة الأفريقية (أ.ب)
أسرة ملتزمة ارتداء الكمامات في هراري عاصمة زيمبابوي أمس حيث ينتشر وباء كورونا في القارة الأفريقية (أ.ب)

تعود الأخبار المتداولة حول جائحة «كوفيد– 19» بالذاكرة إلى أحداث مارس (آذار) 2020، عندما كان العالم يسارع الزمن لوقف تفشي فيروس مثير للقلق.
فإلى جانب العدد المتزايد من الإصابات التي تشهدها أوروبا اليوم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، ظهر متغير جديد من فيروس «كورونا» المسبب لمرض «كوفيد – 19»، ليضع العالم مجدداً في حالة تأهب شديد. ويمتلك المتغير، وفق دراسات أولية، مواصفات قد تجعله ضمن خانة «المتغيرات المثيرة للقلق».
وتوجد 3 تصنيفات لمتغيرات «كورونا» وضعتها منظمة الصحة العالمية؛ أن يكون مثيراً للقلق، أو مثيراً للاهتمام، أو متغيراً عادياً ليس له أي أهمية. وينطبق التصنيف الأول على المتغير الذي يحمل خصائص فريدة عن الفيروس الأصلي، ويتمكن من الانتشار عالمياً بصورة كبيرة، بينما يصبح التصنيف الثاني ملائماً للمتغير الذي يحمل خصائص فريدة عن الفيروس الأصلي، ولكن انتشاره لا يزال محدوداً، وتوجد فئة ثالثة من المتغيرات، لا تحمل اختلافاً كبيراً عن الفيروس الأصلي.
والمتغير الجديد يحمل الرمز «B.1.1.529»، وتم تحديده لأول مرة في بوتسوانا هذا الشهر، وظهر في المسافرين إلى هونغ كونغ من جنوب أفريقيا، وهو يحتوي على «مجموعة غير عادية من الطفرات تبدو مختلفة تماماً عن المتغيرات الأخرى التي تم تداولها»، كما يؤكد توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار بجنوب أفريقيا.
وقال دي أوليفيرا، في بيان صحافي، الخميس: «لقد فاجأنا هذا المتغير، الذي حقق قفزة كبيرة في التطور والعديد من الطفرات، التي يبلغ عددها 50 طفرة، منها أكثر من 30 طفرة على بروتين (سبايك)، وهو الجزء من الفيروس الذي يمنحه شكله التاجي الشهير، وهو الهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس لفتح المدخل إلى خلايا الجسم». ويضيف: «كذلك يملك هذا المتغير 10 طفرات في مجال ربط المستقبلات (هذا الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بخلايا أجسامنا)، ويمكن أن نستشعر الخطورة عندما نعلم أن متغير (دلتا) الذي اجتاح العالم امتلك طفرتين فقط في هذا الجزء».
من جانبها، قالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إن السلالة المتحورة تحتوي على «بروتين سبايك»، الذي يشكل النتوءات الشوكية الموجودة على سطح فيروس كورونا، ويختلف تماماً عن البروتين الموجود في فيروس كورونا الأصلي الذي صنعت لقاحات «كوفيد – 19» على أساسه. فيما ذكر وزير النقل البريطاني غرانت شابس، في تصريحات صحافية، استناداً إلى تقييم العلماء، أن السلالة الجديدة هي «أهم تحور على الإطلاق يواجهونه في أبحاثهم حتى الآن».
ورغم أن المتغير يمتلك مواصفات تجعله على رأس المتغيرات المثيرة للقلق، لاختلافه الكبير عن الفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان بالصين، بما يعني أن اللقاحات، التي تم تصميمها باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعّالة، إلا أن رافي غوبتا، الأستاذ بجامعة «كامبريدج»، دعا إلى «عدم استباق الأحداث بشأن تقييم مدى خطورة هذا المتغير».
ويؤكد دي أوليفيرا، في تصريحات نقلتها شبكة «بي بي سي»، أن «هناك العديد من الأمثلة على المتغيرات التي بدت مخيفة على الورق، لكنها لم تحقق شيئاً. فمتغير (بيتا) على سبيل المثال، كان على رأس اهتمامات الناس في بداية العام، لأنه كان الأفضل في الهروب من جهاز المناعة، لكن في النهاية كان «دلتا» الأسرع انتشاراً وهو الذي سيطر على العالم». ويضيف: «لا يزال الوقت مبكراً لاستخلاص استنتاجات واضحة، ولكن هناك بالفعل علامات تثير القلق».
من جانبه، قال مكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، في إفادة إعلامية إن «المنظمة تراقب عن كثب التحور (B.1.1.529) المبلغ عنه مؤخراً». ووفق البيان، فإن «التحليل المبكر يظهر أن هذا التحور يحتوي على عدد كبير من الطفرات التي سوف تخضع لمزيد من الدراسة». وأضاف أن «منظمة الصحة العالمية سوف تعقد للمجموعة الاستشارية الفنية بشأن تطور الفيروسات (TAG - VE) لتحديد ما إذا كان ينبغي تحديد اعتبار هذا المتغير مثيراً للأهمية أو مثيراً للقلق».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».