الصناعات الإسرائيلية ستعمل على تحديث طائرات مغربية

بمصادقة خاصة من البيت الأبيض والبنتاغون

TT

الصناعات الإسرائيلية ستعمل على تحديث طائرات مغربية

بعد عودة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، من الرباط إلى تل أبيب، كشف النقاب عن قسم من خبايا الاتفاقيات العسكرية التي وقعها في المغرب، وبينها تحديث 24 طائرة قديمة من طراز «إف 16 – v» أميركية الصنع. وقال مصدر مقرب منه إنه حصل قبل ذلك على مصادقة البنتاغون وكذلك البيت الأبيض على هذه الصفقة.
وأضاف المصدر أن الطائرة المذكورة ستصبح أحدث طائرة من نوعها عندما يتم تسليمها إلى سلاح الجو المغربي في سنة 2025، وستقوم شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بصنع أجنحة هذه الطائرات، وستقوم شركة لوكهايد مارتين الأميركية بصنع 40 خوذة حديثة يستخدمها الطيارون المغربيون، علماً بأن هذه الخوذ هي أيضاً من اختراع إسرائيلي.
وأكد المصدر أن مفاوضات مريرة جرت بين واشنطن والرباط وتل أبيب، طيلة سنتين قبل انضمام المغرب لاتفاقيات إبراهيم، حتى تم الحصول على المصادقة الأميركية لصفقة الأسلحة الإسرائيلية المغربية. وقد تمت إدارة المفاوضات بين الدول الثلاث بسرية مطلقة. وقال المصدر إنه، خلال تلك المفاوضات وقبلها بسنوات عدة، تم بناء جسور ثقة بين الطرفين، قامت خلالها إسرائيل بتزويد الجيش المغربي والمخابرات بأجهزة وأسلحة مختلفة. ومن هذه الأسلحة ثلاث طائرات إسرائيلية مسيرة من طراز «هارون» في سنة 2014 تم استخدامها في دوريات مراقبة في أجواء الصحراء المغربية. ولكي تبقى إسرائيل خارج الصورة وقعت الاتفاق شركة فرنسية. وبلغت قيمة الصفقة 48 مليون دولار.
وقبل سنتين باعت إسرائيل للمغرب منظومة دفاعية لإسقاط طائرات هجومية مسيرة، تسمى «سكايلوك»، وقبل شهرين باعت إسرائيل للمغرب سيارات دورية عسكرية من دون سائق، وهي من إنتاج شركة «البيت» الإسرائيلية.
وحسب الاتفاقيات التي وقعها غانتس في المغرب، هناك سلسلة طلبات أخرى من أسلحة وعتاد عسكري.
وكشف النقاب في تل أبيب، أمس، أن 70 رجل أعمال مغربياً سيصلون إلى تل أبيب، في منتصف الشهر القادم. وسيرأس الوفد رئيس الاتحاد شكيب العلج، وتشمل مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك لاستكشاف سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وبحسب مصادر في تل أبيب، تأتي زيارة البعثة المغربية على هامش إطلاق الخطوط الملكية المغربية لخط جوي مباشر بين الدار البيضاء وتل أبيب، وتمثل مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك على غرار السياحة، والصناعة، والزراعة، والتكنولوجيا والابتكار، والتعليم، والصحة والطاقات المتجددة وكذا التمويل، والتأمين، فضلاً عن التوزيع واسع النطاق والنسيج.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».