بايدن يوجه الدعوات لـ«قمة الديمقراطية»

موسكو تعتبرها «انقسامية»... وبكين غاضبة من حضور تايوان

«قائمة الديمقراطية» ستخضع لتمحيص دقيق من قبل المحلّلين والسياسيين وستكون موضع انتقاد من قبل الكثيرين (أ.ب)
«قائمة الديمقراطية» ستخضع لتمحيص دقيق من قبل المحلّلين والسياسيين وستكون موضع انتقاد من قبل الكثيرين (أ.ب)
TT

بايدن يوجه الدعوات لـ«قمة الديمقراطية»

«قائمة الديمقراطية» ستخضع لتمحيص دقيق من قبل المحلّلين والسياسيين وستكون موضع انتقاد من قبل الكثيرين (أ.ب)
«قائمة الديمقراطية» ستخضع لتمحيص دقيق من قبل المحلّلين والسياسيين وستكون موضع انتقاد من قبل الكثيرين (أ.ب)

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن نحو 110 دول وأقاليم، بينها أبرز حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، إلى قمة افتراضية حول الديمقراطية في ديسمبر (كانون الأول). وهذه القائمة المفترض أن يكون بايدن قد زانها بميزان الجواهرجي ستخضع لتمحيص دقيق من قبل المحللين والسياسيين في العالم أجمع وستكون على الأرجح موضع انتقاد من قبل الكثيرين.
وغاب عن لائحة المدعوين التي نشرتها وزارة الخارجية الثلاثاء، كل من روسيا والصين، وهما العدوتان الجيوسياسيتان الرئيسيتان لواشنطن.
ولم يُخفِ الرئيس الأميركي منذ دخوله البيت الأبيض أنه يعتبر هذه الدول «أنظمة استبدادية» يجب أن تقف الديمقراطيات ضدها. وتُعد «القمة من أجل الديمقراطية» التي ستعقد النسخة الأولى منها افتراضيا في 9 و10 ديسمبر (كانون الأول) قبل لقاء حضوري، إحدى أدوات السياسة الخارجية لإدارة بايدن.
وإلى جانب حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، ضمت القائمة من أوروبا، بولندا، التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكن المجر التي يقودها رئيس الوزراء المثير للجدل فيكتور أوربان استبعدت منها. كما ضمت دولا مثل الهند وباكستان، لكن تركيا، العضو في حلف الناتو، استبعدت منها أيضا. بالمقابل فقد دعا بايدن إلى القمة البرازيل، رغم أن الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدد مثير للجدل هو جايير بولسونارو. وضمت القائمة دولا من أفريقيا بينها جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والنيجر. وضمت من الشرق الأوسط إسرائيل والعراق. وكما كان متوقعاً فإن بايدن لم يدعُ روسيا ولا الصين، المنافستين الرئيسيتين للولايات المتحدة، لكنه بالمقابل دعا إليها تايوان، التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة مستقلة لكنها تعتبرها ديمقراطية مقارنة بالصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، في خطوة أثارت غضب بكين التي ستكون حتماً الغائب الحاضر الأبرز في هذا الاجتماع الأول من نوعه.
انتقدت روسيا الخطوة قائلة إنها تهدف إلى «تفريق الدول». وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي إن «الولايات المتحدة تفضل خلق خطوط تقسيم جديدة، لتفريق الدول بين تلك الجيدة بحسب رأيها، وأخرى سيئة»، بعدما استثنت منها روسيا والصين.
وتزايدت أسباب التوتر بين واشنطن وموسكو في الأشهر الأخيرة، رغم الرغبة في التهدئة التي أبداها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن في قمتهما في يونيو (حزيران) في جنيف.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) لم يخفِ الرئيس الديمقراطي أن سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعمها بلاده و«أنظمة استبدادية» خير من يمثلها في نظره هما الصين وروسيا. لا بل إن «قمة الديمقراطية» هذه هي أحد وعود حملته الانتخابية. وتعد القمة وهي الأولى من نوعها اختبارا لتأكيد بايدن، الذي أعلن في أول خطاب له عن السياسة الخارجية في فبراير (شباط) شباط، أنه سيعيد الولايات المتحدة إلى القيادة العالمية لمواجهة القوى السلطوية التي تتزعمها الصين وروسيا. لكن قائمة الدول التي كان الرئيس الأميركي يعتزم دعوتها للمشاركة في هذه القمة لم تكن معروفة بعد.
وإذا كان متوقعاً أن تغيب الصين عن هذه القمة فإن ما لم يتوقعه كثيرون هو أن يدعو بايدن إليها تايوان التي لا تعترف بها الولايات المتحدة أساساً كدولة مستقلة بل تعتبرها نموذجاً ديمقراطياً يحتذى في مواجهة العملاق الآسيوي الذي يعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيه ويتعهد بإعادة ضمها يوماً ما وبالقوة إذا لزم الأمر. ومن هنا يتوقع أن تؤجج دعوة تايوان لحضور هذه القمة الافتراضية التوترات التي ما انفكت حدتها ترتفع في الأسابيع الأخيرة بين واشنطن وبكين بسبب الجزيرة. أعربت بكين الأربعاء عن «معارضتها الشديدة» لدعوة تايوان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان إنه «ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها كجزء لا يتجزأ من الصين».
وتقول تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي إنه ليس من حق بكين التحدث باسمها. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله إن الذين يسعون للاستقلال في تايوان وأنصارهم في الولايات المتحدة «يعلبون بالنار».
وشكرت تايوان الأربعاء الرئيس الأميركي جو بايدن على دعوتها، معتبرة أن الحدث سيتيح للجزيرة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بإظهار مؤهلاتها على المستوى الدولي. وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة التايوانية كزافييه تشانغ في تصريح للصحافيين: «من خلال هذه القمة، يمكن لتايوان أن تتشارك قصة نجاحها في الديمقراطية». وستشارك في القمة الهند التي وإن كانت تلقب بـ«أضخم ديمقراطية في العالم» فإن رئيس وزرائها الهندوسي القومي ناريندرا مودي موضع انتقادات شديدة من جانب منظمات تدافع عن حقوق الإنسان. كما ستشارك في القمة باكستان رغم العلاقة المتقلبة التي تربط بينها وبين الولايات المتحدة.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.