يعيش الفلسطينيون في مخيم اليرموك، جنوب دمشق، كارثة إنسانية وصلت إلى حدّ «المجاعة» وانتشار «الجثث المتحللة» في المنازل والأحياء، فيما لم تنجح المنظمات الدولية بإجلاء أكثر من 94 مدنيًا، بينهم 43 امرأة و20 طفلاً، وفق ما أكد المتحدث باسم «الأونروا» كريستوفر غونيس. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا تأكيد المعلومات التي أشارت إلى إجلاء ألفي مدني»، مناشدًا المجتمع الدولي والجهات التي لها صلة بالفصائل المقاتلة التدخّل وممارسة نفوذها لوقف القتال والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، ولا سيما منهم الأكثر ضعفا، النساء والأطفال.
مع العلم، أنّ مصادر فلسطينية كانت قد أعلنت عن تمكّن 500 عائلة، أي نحو 2500 شخص من الخروج من مخيم اليرموك وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم وخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وأكد غونيس أنّ إجلاء المدنيين يجب أن يتم وفق القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، مضيفا: «نحن بحاجة إلى النفوذ المالي والدبلوماسي والاقتصادي والديني، وعلى المجتمع الدولي ألا يقف متفرجًا، وعلى القوى العالمية التحرك لحماية المدنيين الذين يبلغ عددهم نحو 18 ألفًا بينهم، 3500 طفل يواجهون خطر الموت في أي لحظة» واضاف نحن نواجه {مذبحة أبرياء} محتملة.. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف ويتفرج.
وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب بالسماح للمنظمات الإنسانية بإدخال مساعدات إلى المخيم، ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيار كراهينبول من جهته، الوضع الإنساني في اليرموك بـ«الكارثي تمامًا». وقال أمام مجلس الأمن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من الأردن: «بالكاد يعيش السكان على 400 سعر حراري يوميا».
وفي تقرير نشرته حملة «أنقذوا اليرموك»، أشارت فيه إلى المعاناة الإنسانية التي وصلت إلى حدّ «المجاعة» يعيشها أهالي المخيم في مختلف المجالات بعد أسبوع على هجوم تنظيم داعش. وأوضحت أنّ هناك انهيارًا كاملاً في قطاعات الخدمات التي لم يبقَ منها أساسًا إلا القليل، بعد ثلاثة أعوام من الحصار الشديد.
وأكد تقرير «أنقذوا اليرموك» نقلاً عن مصادر خاصة من داخل المخيم، وجود عشرات الجثث المتحللة لأبناء المخيم الذين أعدمهم «داعش»، أو قتلهم عبر عمليات القنص، أو الذين سقطوا جراء القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
وتقول المصادر، إن هناك جثثًا لا تزال تحت المباني التي دُمّرت بسبب قيام النظام بإلقاء براميل متفجرة عليها، وكان من الصعب إجراء عمليات بحث وإنقاذ بسبب غياب المعدات.
كذلك، تشير المعطيات الميدانية من المخيم، وفق التقرير إلى ارتفاع عدد القتلى ووجود عشرات الجرحى في غياب إمكانية تأمين العلاج اللازم وانعدام الأمن، ومنع السلطات السورية إدخال مساعدات للمحاصرين في الداخل المخيم، في ظل حالة المجاعة القائمة واستمرار «داعش» في سيطرتها على معظم المناطق. وفي ما يتعلّق بالوضع الصحي في المخيم، أشار التقرير إلى أن هناك أربع مستشفيات، معظمها لا يعمل، فيما عمد النظام إلى قطع المياه والكهرباء عن المخيم الذي كان يتغذى من (شبكة مياه مدينة دمشق)، الأمر الذي أدّى إلى قيام المؤسسات الخيرية والإغاثية بحفر بئر مياه، وكانت تزوّد الأهالي من خلاله بمياه الاستخدام والشرب رغم أنها غير صالحة، الأمر الذي أدّى إلى انتشار الكثير من الأمراض.
ويشهد المخيم منذ أسبوع، اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم داعش، كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أحصى مقتل 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين منذ اقتحام التنظيم.
وكان عدد سكان المخيم قد تراجع من نحو 160 ألفًا قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد إلى نحو 18 ألفًا قبل بدء هجوم تنظيم داعش.
وأغرق هجوم التنظيم المخيم في مأساة جديدة بعد معاناة أهاليه من حصار خانق مستمر منذ نحو عامين، أدى إلى وفاة 200 شخص نتيجة سوء التغذية ونقص الأدوية.
10:58 دقيقه
المتحدث باسم «الأونروا» لـ {الشرق الأوسط}: نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع {مذبحة أبرياء}
https://aawsat.com/home/article/332186/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%85-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%86%D8%B1%D9%88%D8%A7%C2%BB-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9-%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9
المتحدث باسم «الأونروا» لـ {الشرق الأوسط}: نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع {مذبحة أبرياء}
فلسطينيو اليرموك يعيشون «كارثة إنسانية» بين «المجاعة» و«الجثث المتحللة»
المتحدث باسم «الأونروا» لـ {الشرق الأوسط}: نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع {مذبحة أبرياء}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
