استقالة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا رفضاً لنقل مقره إلى طرابلس

المبعوث الأممي إلى ليبيا المستقيل يان كوبيش (رويترز)
المبعوث الأممي إلى ليبيا المستقيل يان كوبيش (رويترز)
TT

استقالة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا رفضاً لنقل مقره إلى طرابلس

المبعوث الأممي إلى ليبيا المستقيل يان كوبيش (رويترز)
المبعوث الأممي إلى ليبيا المستقيل يان كوبيش (رويترز)

كشف دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط»، عن أن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المبعوث الخاص للأمين العام، يان كوبيش، استقال أمس من منصبه «لأسباب شخصية» تتعلق بتفضيله إبقاء مقر عمله في جنيف، بدلاً من الانتقال إلى طرابلس، تنفيذاً لقرار اتخذه مجلس الأمن خلال العام الماضي. غير أنهم تساءلوا عن أسباب اتخاذ هذا القرار بعد أقل من عام على توليه هذا المنصب، وقبل أسابيع فقط من الانتخابات المقررة في البلاد.
وأكد الناطق باسم الأمم المتحدة في نيويورك، ستيفان دوجاريك، هذه الاستقالة. وقال موضحاً «نحن جميعاً على دراية كاملة بالتقويم الانتخابي، ونعمل بأسرع ما يمكن لضمان استمرارية القيادة». مضيفاً «نتمتع بحضور قوي على الأرض. وسيواصل جميع زملائنا، كما فعلوا، العمل مع المؤسسات الليبية في ضوء الانتخابات المقبلة، والتحديات الإنسانية في البلاد».
وشغل كوبيش، وهو وزير خارجية سلوفاكيا سابقاً، منصب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان وكذلك في العراق. ووافق مجلس الأمن على تعيينه وسيط سلام لليبيا في يناير (كانون الثاني)، خلفاً للبناني غسان سلامة الذي استقال في مارس (آذار) 2020 لأسباب شخصية أيضاً.
وأكد دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمم المتحدة اقترحت بشكل غير رسمي اسم الدبلوماسي البريطاني نيكولاس كاي بديلاً. لكن «التعيين لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها؛ لأن الإجراءات تستوجب رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رئيس مجلس الأمن، وعدم اعتراض أي من الأعضاء الـ15 على هذا التعيين».
غير أن مجلس الأمن سيجتمع اليوم (الأربعاء)، وفقاً لبرنامج العمل المعد منذ مطلع الشهر الحالي. وفي هذا السياق، أكد دوجاريك، أن كوبيش سيقدم الإحاطة المعتادة للأعضاء، ولن يستبدل بأحد المسؤولين من الأمانة العامة في نيويورك، كما أشاعت بعض التقارير.
كما أوضح دبلوماسي آخر، أن كوبيش «لوّح بالاستقالة أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، حين كانت الضغوط تتزايد عليه من المسؤولين الأمميين، وكذلك من الدبلوماسيين الغربيين»، الذين عبّروا عن اعتقادهم بأن «هناك حاجة لكي يكون المبعوث الأممي على الأرض، في ظل المساعي الجارية لإجراء الانتخابات الليبية، المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. بالإضافة إلى نشر مراقبين لآلية وقف النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي في ليبيا، التي انزلقت إلى الفوضى»، بعد إطاحة حكم العقيد معمر القذافي عام 2011.
ونفى دوجاريك تقارير أخرى عن وجود تباينات بين غوتيريش وكوبيش حول طريقة عمل المهمة الأممية في ليبيا.
وطالب منتدى سياسي للأمم المتحدة العام الماضي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار خريطة طريق لإنهاء الحرب في ليبيا. لكن الخلافات بشأن التصويت المزمع تهدد بعرقلة عملية السلام. ومن المقرر أن تجرى الجولة الأولى من التصويت الرئاسي في الموعد، في حين جرى تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى يناير أو فبراير (شباط) المقبل. ومع ذلك، لم يتم الاتفاق بعد على قواعد الانتخابات.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.