ثقة المستهلكين الأتراك تتبخر

الليرة تواصل مسار الانحدار

الليرة التركية فقدت ثلث قيمتها هذا العام (إ.ب.أ)
الليرة التركية فقدت ثلث قيمتها هذا العام (إ.ب.أ)
TT

ثقة المستهلكين الأتراك تتبخر

الليرة التركية فقدت ثلث قيمتها هذا العام (إ.ب.أ)
الليرة التركية فقدت ثلث قيمتها هذا العام (إ.ب.أ)

تراجع مؤشر ثقة المستهلك في الاقتصاد التركي في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بنسبة 7.3 في المائة إلى 71.1 نقطة، ليسجل أدنى مستوى له منذ البدء في نشر البيانات عام 2004، فيما عده خبراء انعكاساً لعمليات بيع سريعة لليرة التركية بأدنى قيمة لها على الإطلاق.
وبينما استعادت الليرة هامشاً ضئيلاً جداً من خسائرها، التي بلغت نحو 10 في المائة خلال نوفمبر وأكثر من 30 في المائة منذ بداية العام، أظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي، أن مؤشر ثقة المستهلك تراجع إلى 71.1 نقطة، مقابل 76.8 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويعد المؤشر مقياساً أساسياً للاقتصاد بشكل عام، حيث يكشف الانطباعات عن الوضع المالي والوضع الاقتصادي العام، إلى جانب اتجاهات الإنفاق والادخار. كما تراجعت جميع المؤشرات الفرعية في الشهر الحالي، لكن التوقعات بالوضع المالي كانت الأسوأ. وتراجع مؤشر توقعات الوضع المالي في الأشهر الـ12 المقبلة بـ8.8 في المائة على أساس شهري إلى 68.9 في نوفمبر. وتراجع مؤشر توقعات الوضع الاقتصادي العام 8.1 في المائة إلى 68.2 في المائة هذا الشهر، ومؤشر الوضع المالي للأسر، 7.5 في المائة إلى 56.1 في المائة.
وتراجعت ثقة المستهلكين العام الماضي بسبب تداعيات تفشي وباء كورونا، قبل تحقيق انتعاش بدأ في التلاشي في أكتوبر الماضي. وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي، أن مؤشر ثقة المستهلكين كان تراجع في أكتوبر إلى 76.8 نقطة من 79.7 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويشير مستوى الثقة دون 100 نقطة إلى توقعات متشائمة، بينما تشير قراءة فوق ذلك المستوى إلى التفاؤل.
في غضون ذلك، استعادت الليرة التركية هامشاً ضئيلاً جداً من خسائرها التي حدثت نتيجة قرار البنك المركزي في 18 نوفمبر الحالي بخفض سعر الفائدة الرئيس 100 نقطة أساس من 16 في المائة إلى 15 في المائة، وهو الخفض الثالث على التوالي، حيث سبق وخفض البنك سعر الفائدة بواقع 200 نقطة أساس في سبتمبر، ثم 100 نقطة في أكتوبر ليبلغ مجموع الخفض 400 نقطة أساس، استجابة لضغوط من الرئيس رجب طيب إردوغان على الرغم من تحذيرات وكالات التصنيف الدولية والخبراء من تيسير السياسة النقدية.
وصعدت الليرة التركية، في بداية تعاملات الأسبوع أمس، لتسجل 11.20 مقابل الدولار ارتفاعاً من نحو 11.20 في ختام تعاملات الأسبوع الماضي يوم الجمعة.
وفقدت العملة التركية ثلث قيمتها هذا العام، وكان مستواها الأضعف على الإطلاق الذي بلغته خلال يوم الجمعة عند 11.32 ليرة مقابل الدولار، لثامن جلسة على التوالي من تسجيل المستويات القياسية المنخفضة.
على صعيد آخر، قال رئيس اتحاد الحلال العالمي، أحمد جلير، إن تركيا تتجه إلى زيادة حصتها من سوق الحلال العالمية (صناعات وصيرفة وخدمات وسياحة وعديد المنتجات)، إلى 400 مليار دولار خلال العقد المقبل، مقارنة مع 100 مليار دولار حالياً.
وأضاف، أن تطور التجارة العالمية وزيادة عدد المنتجين في السوق العالمية أدى إلى تزايد الطلب على الشهادات التي تبين للمستهلكين أن المنتجات التي يشترونها حلال، إلى جانب الخدمات المصرفية والسياحية.
وأشار جلير إلى أنه مع ازدياد حجم السوق، بدأت شهادات الحلال تجذب انتباه الهيئات التي تضع المعايير وتصدر شهادات صلاحية المنتجات السلعية والخدمية في الغرب. وتابع، أن حجم سوق الحلال في العالم بلغ 7 تريليونات دولار، مشيراً إلى أن تركيا تسعى لرفع حصتها في القطاع.
وقال جلير، إن معهد المواصفات والمعايير للدول الإسلامية أنشئ في إسطنبول، بمبادرة من تركيا، وهو آلية معتمدة لتنسيق المعايير بين دول منظمة التعاون الإسلامي، ومع انتشار معايير المنتجات والخدمات الحلال، اكتسب إنتاج المنتجات الحلال وسوقها أهمية كبيرة في السوق التجارية الدولية.
ولفت جلير، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية أمس إلى أن هناك ملياراً و860 مليون مسلم يعيشون في دول العالم الإسلامي، إضافة إلى الجاليات المسلمة في دول أخرى، أصبحوا يميلون للحصول على معلومات حول ما ينتجونه ويستهلكونه، وأن هناك اهتماماً في العالم المسيحي بالمنتجات والخدمات الحلال.
وذكر، أن هناك مؤسسات غربية كبرى تسعى للدخول في مجال إصدار شهادات الحلال، إلا أن الاتحاد لا يفضل قيام مثل هذه المؤسسات بإصدارها؛ لأن العمل به يتطلب أن يتحلى الشخص بالإيمان إلى جانب المعرفة والمهارة والخبرة... فلا يمكن لفرد أو مؤسسة ليس لديها حساسية دينية أن يراقب أو يفحص بشكل جيد أغذية ستصل إلى موائد المسلمين.
وقال، إن تركيا لديها أيضاً «هيئة اعتماد الحلال»، لاعتماد المؤسسات التي تصدر شهادات الحلال، معرباً عن ثقته في أن هذه الهيئة ستلقى مع الوقت رواجاً وقبولاً في القطاع على مستوى العالم.



ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.