استفاد ثلاثة ملايين يمني من إزالة ومسح الألغام الأرضية والتوعية بمخاطرها سنويا، حيث زرعت ميلشيات الحوثي أكثر من مليون لغم، في المناطق التي دخلتها خلال السنوات الماضية، إلا أن أكثر من خمسمائة مدني كانوا ضحايا استمرار المواجهات خلال الربع الثالث من العام الجاري بينهم 70 طفلا و41 امرأة مع اختيار الميليشيات التصعيد العسكري ورفض كل مقترحات السلام، حيث سجل ثمانية ضحايا من المدنيين خلال سبتمبر (أيلول) الماضي. ووفق تقرير الربع سنوي لمشروع مراقبة إثر الصراع على المدنيين فإن المركز التنفيذي لمكافحة الألغام يقوم بتطهير نحو 3 ملايين متر مربع سنوياً في اليمن، حيث يستفيد من ذلك نحو 3 ملايين شخص في العام الواحد – بواقع مليوني مستفيد من عمليات إزالة ومسح الألغام ومليون مستفيد من التوعية بمخاطر الذخائر القابلة للانفجار. وأكد أنه ورغم ذلك فإن عمليات التطهير وحدها غير كافية، خاصة مع استمرار الأعمال القتالية. حيث يواصل شركاء العمل الإنساني مناشدة جميع أطراف النزاع الوفاء بالتزاماتهم، من خلال اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين وتوخي الحذر، خاصة من خلال الامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة والألغام الأرضية في المناطق المأهولة بالسكان.
وحسب التقرير تسبب العنف المسلح بسقوط 529 ضحية في صفوف المدنيين في اليمن خلال الربع الثالث من عام 2021 م، ويمثل هذا العدد نتيجة مباشرة للعنف المسلح للفترة ما بين يوليو (تموز) وسبتمبر، ومن بين الضحايا 170 قتيلاً و359 جريحاً من المدنيين. وشمل تقرير الربع الثالث 70 طفلاً و41 امرأة من الضحايا المدنيين. حيث تم احتساب أكبر عدد شهري للضحايا المدنيين خلال الربع الثالث في شهر سبتمبر، إذ تم الإبلاغ عن 233 ضحية من المدنيين، متضمنا 67 من القتلى، في ثاني أعلى عدد إجمالي شهري في جميع الحالات خلال هذا العام.
وأشار التقرير إلى أنه في المتوسط هناك نحو 8 ضحايا مدنيين يومياً في شهر سبتمبر – وهو ثاني أعلى رقم خلال عامين. في الربع الثالث، وكانت نيران الأسلحة الصغيرة السبب وراء سقوط 203 من الضحايا المدنيين، بمن فيهم 93 قتيلاً، مقابل 148 قتيلاً خلال الربع الثاني من عام 2021، حيث لا يزال السكان المدنيون في اليمن يتحملون وطأة الصراع، الذي أصبح الآن في عامه السابع. إذ تسبب التصعيد في الأعمال القتالية والمواجهات ومخلفات الحرب غير المنفجرة المنتشرة والعبوات الناسفة بمقتل وإصابة الأطفال والنساء والرجال في أنحاء اليمن مما أدى إلى تعطل حياة المدنيين وسبل عيشهم.
وفي إحاطة أصدرتها اليونيسف في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، تمت الإشارة إلى مقتل 10 آلاف طفل منذ مارس (آذار) 2015 م – ما يعادل أربعة أطفال يومياً – رغم أن الكثير من القتلى والجرحى الأطفال لم يتم رصدهم.
ويؤكد معدو التقرير أن مخلفات الذخائر القابلة للانفجار تسببت بأكبر عدد من الضحايا الأطفال خلال الربع الثالث. كما تسبب العنف المسلح بسقوط 70 ضحية في صفوف الأطفال في الربع الأخير، من بينهم 17 قتيلا. ويمثل ذلك انخفاضا من 121 ضحية في صفوف الأطفال تم الإبلاغ عنهم خلال الربع الثاني. فيما تسببت مخلفات الذخائر القابلة للانفجار، شاملة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، بـ61 في المائة من الـ 43 ضحية من الأطفال الذين تم الإبلاغ عنهم خلال الربع الثالث.
ومع إشارته إلى سقوط نصف عدد هؤلاء الضحايا، أي 18 ضحية من الأطفال تقريباً، في محافظة الحديدة أكد أن قلة التوعية بالمخاطر بسبب نقص التمويل، إلى جانب حب الاستطلاع المتزايد وكثرة التنقل، خاصة في المناطق النائية التي ربما لم تشهد جهوداً لإزالة الألغام، أدت إلى تعرض الأطفال للأذى من مخلفات الذخائر القابلة للانفجار.
نزع الألغام والتوعية بمخاطرها ينقذان ثلاثة ملايين يمني سنوياً
نزع الألغام والتوعية بمخاطرها ينقذان ثلاثة ملايين يمني سنوياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة