بنطلون الموسم للرجال بين {الكلاسيكي{ والـ«سبور»

توجهات الموضة: كونه أساسًا لا بد منه.. بدأ يحصل على اهتمام أكبر من قبل المصممين

روبرتو كافالي و «بيربيري برورسم» و جيورجيو أرماني و من عرض روبرتو كافالي
روبرتو كافالي و «بيربيري برورسم» و جيورجيو أرماني و من عرض روبرتو كافالي
TT

بنطلون الموسم للرجال بين {الكلاسيكي{ والـ«سبور»

روبرتو كافالي و «بيربيري برورسم» و جيورجيو أرماني و من عرض روبرتو كافالي
روبرتو كافالي و «بيربيري برورسم» و جيورجيو أرماني و من عرض روبرتو كافالي

مع حلول فصل الربيع، لا تتغير ألوان وأحوال الطبيعة والطقس فحسب، بل أيضا الحالة النفسية التي تنعكس أحيانا في رغبة جامحة للانطلاق نحو الدفء ومعانقة الشمس، بالتخلص من الأزياء السميكة والثقيلة التي صاحبتنا طوال فصل الشتاء. في هذه الفترة تبحث المرأة عن فساتين منسابة ومعاطف خفيفة، أما الرجل فيعانق القمصان والـ«تي - شيرتات»، ومكتفيا بكنزات خفيفة في حال تغير الطقس فجأة.
على العكس من المرأة التي تعرف كيف تتعامل مع تغيرات المواسم، فإن الكثير من الرجال يجدون أنفسهم في مأزق، أولا لأن القطع الخاصة بهم محدودة، وثانيا لأن قلة منهم يعرفون ماذا يختارون من بين كل ما يقترحه المصممون في أسابيع الموضة. وفيما يمكن تغيير القمصان بالكنزات أو «تي - شيرتات»، فإن البنطلون يبقى ركيزة لا تتغير، وإن تغيرت تصاميمه وألوانه وخاماته. ويشير الخبراء أن هذه العناصر الثلاثة تحدد الإطلالة وتمنحها مظهرا مختلفا ومتجددا في كل مرة. ولحسن الحظ أن أغلب المصممين باتوا يجتهدون في تجديده، خصوصا مع انتعاش قطاع التفصيل وإقبال الشباب على البدلات المفصلة. هادي سليمان مصمم دار «سان لوران» مثلا يميل إلى القصات الضيقة، و«هاكيت» للقصات الكلاسيكية، بينما جيورجيو أرماني، فهو يقدم تصاميم واسعة بطيات متعددة منذ عدة مواسم.
والحقيقة أنه في حين تناسب القصات الضيقة شريحة محدودة من الشباب والرجال الذين يتمتعون بمقاييس رشيقة إن لم نقل صبيانية، فإن التصاميم الواسعة التي يطرحها أغلب الإيطاليين أمثال أرماني و«زيغنا» و«كاروسو» و«باغليولي» رحيمة وأكثر ديمقراطية في مخاطبتها مقاسات ومقاييس مختلفة. كما أن ألوانها تتباين بين الكلاسيكي الهادي والطبيعي الجريء، كما هو الحال بالنسبة لـ«باغليولي» التي اقترحت لهذا الموسم بنطلونات من الكتان بألوان الليمون. لكن عندما يتعلق بالألوان الجريئة، فليس هناك أكثر من البريطانيين إتقانا وعشقا لها. من دار «دانهيل» المعروفة بكلاسيكيتها، التي قدمت مجموعة من البنطلونات بألوان تتأرجح بين الأخضر النعناعي والبرونزي، إلى «إي توتز» التي قدمت تصاميم باللون الأزرق المتوهج، أكد مصممها، باتريك غرانت، أنها يمكن أن تكون بديلا رائعا لبنطلونات الجينز، مرورا بدار «أندرسون أند شيبارد» التي ركبت هذه الموجة وطرحت بنطلونات واسعة بألوان الأزرق الداكن والكريم والفوشيا والأخضر. في هذا الزخم من الاقتراحات، تبقى الخطوة الأولى لاختيار البنطلون المناسب، بعد قراءة توجهات الموضة وما تم عرضه على المنصات، التعرف على مدى تماشي هذه التوجهات مع أسلوب حياتك ومقاييس جسمك، علما بأن البنطلون الضيق الذي ساد لسنوات طويلة بدأ يتوارى إلى الخلف لصالح تصاميم أكثر سخاء وعقلانية. من أهم التوجهات، نذكر:
1- البنطلون الواسع من أسفل مستوحى من حقبة السبعينات، ورغم أنه تصميم لن يروق للكل، لهذا فإن الخيار الثاني هو التصميم المستقيم مع بعض الاتساع، كما ظهر في عروض مارك جايكوبس، راف سيمونز و«إي توتز». ويبدو أنه سيكون قويا هذا الموسم. لإضفاء المزيد من العصرية عليه يمكن تنسيقه مع حذاء رياضي وجاكيت من الجلد.
2- البنطلون المنقوش بالمربعات، كما اقترحه كل من توم فورد: «دولتشي أند غابانا». رغم أن مظهره جريء إلا أنه أيضا أنيق إذا تم تنسيقه مع قطع بألوان أحادية. ما يشفع له أنه يحمل كل بصمات الأناقة الإنجليزية وتفصيلها الراقي عندما يأتي بألوان دافئة وهادئة تخفف من صراخ المربعات. شرائح الشباب تلقفتها بسرعة بدليل أنها وصلت إلى محلات الموضة الشعبية مثل «توبمان» و«بيرتن» وغيرهما لتلبي رغبة زبائن ذوي إمكانيات محدودة في معانقة هذه الموضة.
3- البنطلون القصير الذي يُفسح المجال لظهور الكاحل أو الجوارب، موضة ظهرت منذ بضع مواسم، ويبدو أنها ستبقى لمواسم أخرى مقبلة، لأن الرجل الشاب «استحلاها» من جهة، والمصممين وجدوا أنها منفذ لبيع المزيد من الأحذية والجوارب. بيد أنه رغم كونها بدلة مفصلة من أساسيات خزانة أي رجل، بغض النظر عن العمر أو الأسلوب، فإنها قد لا تثير الانتباه إليك كثيرا إذا كنتَ شابا في مقتبل العمر. الطريقة المثالية إذا كنت تريد التميز عن أقرانك وتظهر أنك مواكب للموضة وقارئ جيد لتغيراتها، عليك ببنطلون قصير وحذاء بتصميم مبتكر.
الجديد في هذا التصميم أنه يأتي بنقشات وطبعات متنوعة، تعطي تأثيرا أقوى. يمكن ارتداء هذا التصميم من دون جوارب، لكنه يبدو أفضل مع جوارب منقوشة أو بألوان متوهجة لتكسير رتابة بدلة بلون كلاسيكي وسادة.
4- التصميم الرياضي خضع لتقنيات التفصيل الراقي، مما أكسبه أناقة لا يمكن إنكارها، مع حفاظه دائما على عنصر الراحة. الفضل في هذا يعود إلى تصميمه الواسع أولا وخاماته المترفة ثانيا. وهذا يعني أن هذا التصميم لم يعد يرتبط بشريحة كسولة لا تهتم بمظهرها أو بالموضة، بل العكس تماما، فهو مفصل من أسفل بطريقة ضيقة إلى حد ما تجعله مناسبا لكل الأماكن، شريطة أن لا تنسقه مع سترة كلاسيكية أو رسمية، فجماله يبرز أكثر عندما تنسقه مع قطع بتصميم «سبور» مستوحى من عالم الرياضة.
5- البنطلون المستوحى من الملابس العسكرية، وهو ليس جديدا، لكن الجديد فيه هو الآخر أنه خضع للتفصيل وتخلص من اتساعه المبالغ فيه، كما استعملت فيه خامات مترفة وناعمة. الشيء نفسه يمكن أن يقال عن البنطلون الجلدي، الذي طرحته بعض بيوت الأزياء بألوان الربيع لمخاطبة شريحة الشباب. الجميل فيه أنه بملمس الحرير، مما ساعد على تطويعه في تصاميم راقية.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.