اشتباكات وتعزيزات قرب عفرين شمال سوريا

مقتل 3 أشخاص بقصف صاروخي على المدينة في ريف حلب

بعد غارة روسية على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب في 11 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
بعد غارة روسية على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب في 11 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات وتعزيزات قرب عفرين شمال سوريا

بعد غارة روسية على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب في 11 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
بعد غارة روسية على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب في 11 الشهر الحالي (أ.ف.ب)

قتل ثلاثة أشخص وأصيب 17 أخرون في قصف صاروخي على مدينة عفرين في ريف حلب شمال سوريا ليل الجمعة - السبت، في وقت أسمرت الاشتباكات في ريف إدلب شمال غربي البلاد.
قال مصدر طبي في مشفى عفرين الوطني لوكالة الأنباء الألمانية، أن «ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 17 آخرين أغلبهم أطفال». وأكد المصدر: «وصلت إلى المشفى الوطني جثث ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 17 أخرين بجروح بينهم 9 أطفال إضافة إلى وصول جرحى إلى عيادات خاصة وبعض الجرحى تعرضوا لكسور تم إخراجهم من تحت الأنقاض».
وفي وقت سابق، قال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية إن أكثر من 13 صاروخاً سقطت على مدينة عفرين بريف حلب الغرب. وأضاف المصدر «انطلقت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى المناطق التي تعرضت للقصف وتعمل على إخلاء الجرحى».
من جانبه، أكد مصدر في الشرطة الحرة بمدينة عفرين، أن «مصدر القذائف الصاروخية هو مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية جنوب شرقي المدينة وتعمل الفصائل العسكرية لتحديد مناطق القصف والتعامل معها».
وتتعرض مدينة عفرين لقصف صاروخي بشكل متكرر. وتسيطر فصائل سوريا معارضة موالية لتركيا على مدينة عفرين منذ إطلاق
عملية غصن الزيتون في مارس (آذار) عام 2018.
من جهته، قال سعيد الحياني وهو ناشط بريف حلب الشمالي، أن «فصائل الجيش الوطني السوري في غرفة القيادة الموحدة (عزم) أحبطت صباح السبت 20 نوفمبر (تشرين الثاني) محاولة تقدم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على جبهة دير مشمش جنوب عفرين بريف حلب الشمالي، صباح اليوم السبت، وسط اشتباكات عنيفة، وأنباء عن مقتل عدد من عناصرها، وذلك عقب ساعات من اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة السبت، بالأسلحة الثقيلة، على جبهة منطقة مرعناز بريف مدينة إعزاز شمال مدينة حلب.
وأضاف، أن «فصائل المعارضة الموالية لأنقرة في غرفة عمليات (عزم)، والقوات التركية المتمركزة بالقرب من مدينة عفرين، استهدفت بقذائف المدفعية والصاروخية مواقع عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في مناطق برج قاص وشوارغة وقلعة شوارغة ومرعناز وابين وتنب، في ناحية شرا التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، رداً على قصف الأخيرة للأحياء السكنية في وسط مدينة عفرين براجمات الصواريخ، الأمر الذي أسفر عن مقتل 3 مدنيين بينهم امرأة، فيما جرح 12 آخرين بينهم نساء وأطفال».
وأوضح، أنه «تم رصد وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام السوري برفقة مجموعات تابعة للميليشيات الإيرانية بينها مجموعات من (لواء الباقر وفاطميون وحزب الله السوري)، خلال الأيام الأخيرة الماضية، إلى مناطق بريف حلب الشمالي، متاخمة لخطوط التماس مع فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقره، وتشم التعزيزات (دبابات وناقلات جند وجنود ومواد لوجيستية)، تابعة لكتيبة المدرعات في الفرقة الثالثة في صفوف قوات النظام، وسط إجراءات أمنية مشددة».
وتتواصل الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين فصائل المعارضة السورية من جهة وقوات النظام من جهة ثانية في منطقة «خفض التصعيد»، شمال غربي سوريا.
وقال قيادي في «الجبهة الوطنية للتحرير»، إحدى فصائل المعارضة السورية المسلحة في إدلب، إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، جرت بين فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» من جهة، وقوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة ثانية، على محاور حنتوتين ودير سنبل بريف معرة النعمان جنوب إدلب، إثر محاولة تقدم فاشلة للأخيرة، نحو مواقع ونقاط عسكرية تابعة لفصائل المعارضة، قتل خلالها 3 عناصر من قوات النظام وجُرح آخرون.
وأضاف، أن فصائل المعارضة قصفت بقذائف صاروخية ومدفعية، عدداً من المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام في معسكرات كفرنبل وحزارين ومعرة النعمان ومحيط سراقب ومناطق كفر بطيخ وداديخ بريف إدلب، وجرى أيضاً قصف مماثل استهدف معسكر جورين بريف حماة الغربي، ووقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وذلك رداً على قصفها لمواقع تابعة لفصائل المعارضة في سهل الغاب شمال غربي حماة، قُتل وجرح على إثره 6 عناصر من فصائل المعارضة.
وأشار، إلى أن مناطق فليفل والبارة وسفوهن والفطيرة بجبل الزاوية، شهدت قصفاً مدفعياً وصاروخياً من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في محيط مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين، وترافق القصف مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء.
وأوضح، أنه جرى خلال الأخيرة الماضية، رصد 5 محاولات تقدم وتسلل لقوات النظام والميليشيات الإيرانية على خطوط التماس في مناطق فليفل وحنتوتين ودير سنبل والفطيرة بريف إدلب وكفر تعال غربي حلب، وجرى التعامل معها وإجبار قوات النظام على التراجع بعد تكبيدها خسائر بالعدة والعتاد والأرواح.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).