إدوارد شايرز... بائع الآلات الكاتبة الذي حوّل المجر إلى قوة عملاقة في كرة القدم

لاعبو منتخبي المجر والبرازيل يدخلون إلى أرض الملعب قبل مواجهة الفريقين في ربع نهائي مونديال 1954 (غيتي)
لاعبو منتخبي المجر والبرازيل يدخلون إلى أرض الملعب قبل مواجهة الفريقين في ربع نهائي مونديال 1954 (غيتي)
TT

إدوارد شايرز... بائع الآلات الكاتبة الذي حوّل المجر إلى قوة عملاقة في كرة القدم

لاعبو منتخبي المجر والبرازيل يدخلون إلى أرض الملعب قبل مواجهة الفريقين في ربع نهائي مونديال 1954 (غيتي)
لاعبو منتخبي المجر والبرازيل يدخلون إلى أرض الملعب قبل مواجهة الفريقين في ربع نهائي مونديال 1954 (غيتي)

عندما فازت المجر على إنجلترا بستة أهداف مقابل ثلاثة على ملعب ويمبلي عام 1953 وبددت أسطورة تفوق كرة القدم الإنجليزية، كان ضيف الشرف هو جيمي هوغان، لاعب بيرنلي السابق الذي كاد أن يصبح كاهناً لكنه أصبح بدلاً من ذلك المدير الفني الأكثر تأثيراً في تاريخ كرة القدم. وقال غوستاف سيبيس، المدير الفني لمنتخب المجر العظيم: «لقد لعبنا كرة القدم كما علمنا إياها جيمي هوغان. عندما يتم سرد تاريخنا في عالم كرة القدم، يجب أن يُكتب اسمه بأحرف من ذهب».
لكن جزءا مهما للغاية من هذا التاريخ يتمثل في كيفية وصول هوغان إلى المجر في المقام الأول. لقد كانت الشخصية الرئيسية في تلك القصة لرجل إنجليزي آخر هو إدوارد شايرز، وهو بائع آلات كاتبة من بولينغتون بالقرب من ماكليسفيلد، والذي تُقرأ قصته العائلية وكأنها ملحمة تاريخية من القرن العشرين. وبينما كان هوغان يعاني من إصابة في الركبة أثرت كثيرا على مسيرته الكروية، فكر في الانتقال إلى عالم التدريب، لكنه كان يعلم جيدا أنه ليس له مكان في كرة القدم الإنجليزية، لذلك سعى للحصول على فرصة للتدريب في الخارج. وفي عام 1914 عُرض عليه القيام بدور في إعداد النمسا لدورة الألعاب الأولمبية لعام 1916 وكان هوغان قد أمضى شهرين في فيينا عندما اغتيل فرانز فرديناند في سراييفو. وبعد شهر، كانت بريطانيا في حالة حرب مع المجر والنمسا.
وفي وقت مبكر من صباح أحد الأيام، اقتحمت الشرطة شقته في فيينا واعتقلته كأجنبي معاد. سُمح لزوجته بالعودة إلى بيرنلي في مارس (آذار) 1915، لكن هوغان بقي هناك وأصبح يشعر بالملل بشكل متزايد إلى أن سُمح له في أواخر عام 1916 بالسفر إلى بودابست. وهناك، تم تعيينه مديرا فنيا لنادي «إم تي كيه»، وقام بعمل رائع في كرة القدم وساعد المجر على الوصول لنهائيات كأس العالم مرتين.
وخلال العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، كان له تأثير عميق على الطريقة التي تلعب بها المباريات في إيطاليا وألمانيا وهولندا والدول الاسكندنافية وفرنسا ويوغسلافيا وأميركا الجنوبية. ويجب التأكيد على أن كرة القدم الحديثة هي في الأساس مجرية الأصل. لكن الطريقة التي وصل بها هوغان من فيينا إلى بودابست ظلت غير واضحة حتى صادفت مقابلة أجرتها صحيفة «نيمزيتي سبورت» في عام 1933 مع إدوارد شايرز، الذي اتضح أنه فعل الكثير لتهيئة الظروف التي ازدهر فيها هوغان.
كان شايرز يبلغ من العمر 17 عاماً وكان يعمل كاتباً في مصنع للآلات الكاتبة في مدينة مانشستر عندما قرر الرحيل مع والده إلى فيينا، التي انتقل إليها بعد أن تم إخطاره بأن رطوبة الشمال الغربي لإنجلترا كانت سيئة لرئتيه. وكان شقيقه، فرنك، قد انتقل إلى كندا وانضم إلى الجيش عند اندلاع الحرب وقُتل في معركة باشنديل. وذهبت شقيقتا إدوارد معه، وسافرتا عبر باريس، حيث التقى إدوارد بأدا وسرعان ما تزوجها.
وفي فيينا، باع شايرز الآلات الكاتبة وبدأ في استيراد السلع الرياضية، ويعود الفضل إليه على نطاق واسع في إدخال تنس الطاولة إلى المجر النمساوية. كما لعب الكريكيت والتنس وأصبح صديقاً جيداً لهارولد غاندون، الذي فاز في عام 1894 ببطولة النمسا المفتوحة للتنس في براغ (كانت بوهيميا آنذاك جزءاً من الإمبراطورية النمساوية). لقد ازدهرت كرة القدم في المجر النمساوية وكان شايرز في قلبها، حيث حمل شارة قيادة منتخب النمسا في مناسبة واحدة على الأقل.
وفي عام 1904 انتقل إلى بودابست، وقال إن السبب في ذلك يتمثل في أن «شركتي كانت بحاجة إلى شخص ما للقيام بأعمال تجارية في السوق المجرية الصعبة». وهناك انضم إلى نادي «إم تي كيه»، الذي يعد واحدا من أكبر ناديين في البلاد، لكن المخاوف الصحية أثرت بالسلب على مسيرته الكروية، وتحول للعمل كحكم ثم كإداري. وشعر شايرز بالإحباط بعدما فشل نادي «إم تي كيه» في كسر هيمنة فيرينكفاروس على كرة القدم المجرية، لذلك اتخذ إجراءات جذرية في عام 1911 وأقنع جون تايت روبرتسون، ذلك الاسكوتلندي الذي كان لاعبا ومدربا لنادي تشيلسي، بتولي القيادة الفنية لنادي «إم تي كيه».
وبالفعل، بدأ روبرتسون في تطوير طريقة اللعب التي يعتمد عليها «إم تي كيه»، لكنه رحل فجأة في عام 1913 ومع ذلك، فقد كان روبرتسون قد وضع حجر الأساس لطريقة عمل صحيحة داخل النادي. والأهم من ذلك أن هوغان، الذي كان يشعر بالإحباط الشديد تحت الإقامة الجبرية، قد كتب لشايرز يطلب منه المساعدة. ورأى شايرز أن الفرصة سانحة، وأقنع نائب رئيس نادي «إم تي كيه»، بارون ديرسزتاي المتعلم في كامبريدج، بأن يتقدم باستئناف لدى السلطات النمساوية. وفي أواخر عام 1916 وصل هوغان إلى بودابست ليشغل منصب المدير الفني لنادي «إم تي كيه».
ورغم أن النمسا والمجر كانتا في حالة حرب مع بريطانيا، فإن الموقف من الرعايا الأجانب كان مختلفاً تماماً. وتشير رسالة من السفير الأميركي في فيينا إلى نظيره في لندن إلى أنه بحلول مايو (أيار) 1915، تم اعتقال 75 شخصا من بين ما يقدر بألف و286 مواطناً بريطانياً في النمسا، وثلاثة فقط من بين 512 مواطنا بريطانيا في المجر. وفي وقت لاحق، كان شايرز أحد الموقعين على رسالة من الجالية البريطانية إلى السلطات المجرية تشكرهم على كرم الضيافة المستمر لهم خلال الحرب.
وعلى مدار عامين كاملين، كان هوغان يعكف على وضع رؤية شاملة لكرة القدم، وكان يلعب بطريقة خططية متطورة جعلت «إم تي كيه» ربما أفضل ناد في العالم في ذلك الوقت. وبعد الهدنة، واستيلاء الشيوعيين على السلطة وما كان يسمى بالرعب الأحمر آنذاك، فر هوغان وشايرز إلى المملكة المتحدة. وبعد انهيار جمهورية المجر السوفياتية، سرعان ما عاد كل منهما. وعاد هوغان للعمل في مجال التدريب.
وبحلول أواخر العشرينات من القرن الماضي، بدأ شايرز يواجه صعوبات كبيرة في عمله. واستقلت ابنته، إثيل، آخر قطار من بودابست متجها نحو الشرق، وانتهى بها المطاف في طهران، حيث تزوجت من مصرفي بريطاني. وبقيت ابنته الأخرى، فرنسيس، مع ابنة أخت تشرشل ضمن مجموعة صغيرة من المواطنين البريطانيين الذين بقوا في المجر خلال الحرب. ويتحدر منها 15 من أحفاد إدوارد المجريين، بينما يوجد ستة آخرون في المملكة المتحدة. من الواضح أن تاريخ هذه العائلة غير عادي، بسبب روح المغامرة وريادة الأعمال المميزة، ومن خلال لعب دور أساسي في تطوير كرة القدم المجرية، وبالتالي كرة القدم العالمية كما تُلعب اليوم.


مقالات ذات صلة

لاليغا: فياريال ثانياً مؤقتاً… وأتلتيكو شريكاً لبرشلونة

رياضة عالمية الإسباني جيرارد مورينو مهاجم فياريال يحاول افتكاك الكرة من الحارس الصربي ماركو ديميتروفيتش لاعب إسبانيول (أ.ف.ب).

لاليغا: فياريال ثانياً مؤقتاً… وأتلتيكو شريكاً لبرشلونة

شدّد فياريال الخناق على برشلونة بعد أن تقدم إلى المركز الثاني موقتا إثر فوزه على مضيفه اسبانيول بثنائية نظيفة السبت في المرحلة الثانية عشرة من الدوري الإسباني.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية البرتغالي بيدرو نيتو لاعب تشيلسي يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لفريقه (أ.ف.ب).

البريمرليغ: تشيلسي يهزم ولفرهامبتون ويصعد للمركز الثاني

سجل مالو جوستو وجواو بيدرو وبيدرو نيتو ثلاثة أهداف في الشوط الثاني قادت تشيلسي للفوز 3-0 على ولفرهامبتون واندرارز متذيل الترتيب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الهولندي ماتياس دي ليخت، مدافع مانشستر يونايتد (رويترز).

دي ليخت مدافع مان يونايتد: التعادل مع توتنهام مشابه لسيناريو نوتنغهام

أعرب الهولندي ماتياس دي ليخت، مدافع مانشستر يونايتد، عن شعوره بالإحباط بعد تعادل فريقه 2-2 مع توتنهام اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لوتشيانو سباليتي، المدير الفني لفريق يوفنتوس (أ.ف.ب).

سباليتي: يوفنتوس بحاجة إلى التحسن

أكد لوتشيانو سباليتي، المدير الفني لفريق يوفنتوس، أن فريقه ما زال بحاجة إلى تحسين أدائه في بعض الجوانب، وذلك عقب تعادله السلبي أمام جاره تورينو.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية إدريسا توريه لاعب بيزا يحتفل بعد تسجيله هدفًا في شباك كريمونيزي (أ.ب).

بيزا يحقق فوزه الأول في الدوري الإيطالي على حساب كريمونيزي

نجح بيزا في تحقيق فوزه الأول بالموسم الجاري بعد صعوده إلى الدوري الممتاز، ليرفع رصيده إلى تسع نقاط في المركز السادس عشر.

«الشرق الأوسط» (روما)

مانشستر يونايتد ينتزع تعادلاً مثيراً من أرض توتنهام بالدوري الإنجليزي

رأسيىة ماتيس دي ليخت  في  الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
رأسيىة ماتيس دي ليخت في الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
TT

مانشستر يونايتد ينتزع تعادلاً مثيراً من أرض توتنهام بالدوري الإنجليزي

رأسيىة ماتيس دي ليخت  في  الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
رأسيىة ماتيس دي ليخت في الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)

سجل ماتيس دي ليخت هدفاً برأسه في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود مانشستر يونايتد للتعادل 2-2 مع توتنهام هوتسبير ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت، بعدما اعتقد ريتشارليسون أنه منح أصحاب الأرض الفوز أيضاً في الوقت بدل الضائع. وافتتح برايان مبيمو الذي انضم إلى يونايتد صيفاً التسجيل من محاولة فريقه الأولى على المرمى في الدقيقة 32؛ إذ حول تمريرة أماد ديالو إلى داخل الشباك بعد فشل توتنهام في تشتيت الكرة، محرزاً الهدف السادس هذا الموسم. واستعرض توتنهام كأس الدوري الأوروبي قبل انطلاق المباراة، في تذكير بانتصاره على يونايتد في نهائي مايو (أيار) الماضي، الذي ضمن له التأهل إلى دوري الأبطال.

لكن لم يكن لهذه اللفتة التأثير المطلوب؛ إذ أهدر ريتشارليسون أفضل فرصة لتوتنهام في الشوط الأول وبدا أداء أصحاب الأرض باهتاً قبل نهاية الشوط الأول، ما قوبل ببعض صيحات الاستهجان. وتحسن الأداء قليلاً بعد الاستراحة، لكن قرار توماس فرانك مدرب توتنهام بالدفع بماتيس تيل بدلاً من تشافي سيمونز قبل 10 دقائق من نهاية المباراة قوبل أيضاً باستهجان من جانب جماهيره. لكن تيل نجح في إدراك التعادل في الدقيقة 84 قبل أن يمنح ريتشارليسون توتنهام التقدم بعد سبع دقائق من محالفته الحظ بلمس تسديدة ويلسون أودوبيرت ليحولها إلى داخل الشباك. لكن دي ليخت عادل النتيجة في اللحظات الأخيرة من ركلة ركنية نفذها برونو فرنانديز ليمدد مسيرة يونايتد بلا هزيمة إلى خمس مباريات ويترك توتنهام بانتصار واحد على أرضه في الدوري من أصل ست مباريات هذا الموسم. ويملك الفريقان 18 نقطة من 11 مباراة.

فاز توتنهام على يونايتد أربع مرات في كل المسابقات الموسم الماضي، وتوج ذلك بالفوز بالدوري الأوروبي، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ مقعد مدربه أنجي بوستيكوغلو. وسعى بديله فرانك لزيادة قوة توتنهام لكن الفريق افتقر للشراسة الهجومية في بعض الأحيان وهو ما ظهر في الشوط الأول في مواجهة السبت. وحل أودوبيرت بديلاً لراندال كولو مواني في الشوط الأول وصنع فرصة مبكرة بتمريرة عرضية رائعة سددها روميرو مباشرة في اتجاه الحارس سيني لامينس الذي تصدى بعد ذلك لتسديدة جواو بالينيا. وعندما بدا أن المباراة تتجه بعيداً عن متناول توتنهام تعاون ثلاثة بدلاء في هجمة إذ مرر أودوبيرت الكرة إلى ديستني أودوغي الذي لعب تمريرة عرضية سددها تيل واصطدمت بقدم دي ليخت وسكنت الشباك. وقام ميكي فان دي فين بتدخل حاسم لمنع بنيامين سيسكو من إعادة يونايتد للمقدمة قبل أن يمنح ريتشارليسون توتنهام هدف التقدم. لكن دي ليخت ارتقى عالياً في القائم البعيد في آخر ست دقائق من الوقت بدل الضائع ليدرك التعادل. قال دي ليخت لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «لحسن الحظ حصلنا على نقطة، أعتقد أننا كنا نستحق أكثر بالنظر إلى أدائنا». وأضاف: «أنا فخور بكيفية قتال الفريق وعودته لنيل نقطة في ملعب صعب».

إدريسا غاي وفرحة هز شباك إيفرتون (رويترز)

وعاد إيفرتون لطريق الانتصارات بالفوز 2-صفر على ضيفه فولهام. أنهى إيفرتون الشوط الأول متقدماً بهدف لاعب الوسط السنغالي، إدريسا غاي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وفي الشوط الثاني، أضاف مايكل كين الهدف الثاني لأصحاب الأرض. تجاوز إيفرتون بهذا الفوز كبوة خسارتين وتعادل في الجولات الثلاث الماضية، ليرفع رصيده إلى 15 نقطة. أما فولهام تجمد رصيده عند 11 نقطة، بعدما تلقى خسارته السادسة في الدوري منذ بداية الموسم الجاري.

وفي التوقيت نفسه، واصل وست هام يونايتد صحوته بفوز ثانٍ على التوالي بالتغلب على ضيفه بيرنلي بنتيجة 3-2. تقدم بيرنلي بهدف زيان فيلمينغ في الدقيقة 35، وقلب الفريق اللندني الطاولة على ضيفه بثلاثية سجلها كالوم ويلسون وتوماس سوتشيك وكايل ووكر بيترز في الدقائق 44 و77 و87. وقلص بيرنلي الفارق بهدف ثانٍ سجله جوش كولين في الدقيقة 97 مستغلاً خطأ من الفرنسي ألفونس أريولا، حارس مرمى وست هام. بهذا الفوز يرفع وست هام رصيده إلى 10 نقاط، ليتساوى مع بيرنلي في عدد النقاط.


«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
TT

«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

في حين حقق منتخب مصر لتنس الطاولة إنجازاً تاريخياً بالفوز بالمنافسات كافة للرجال والسيدات، وتحقيق «الفراعنة» لقب البطولة الأفريقية التي أُقيمت في تونس، والتأهل إلى بطولة العالم المقررة إقامتها في لندن 2026، فإن ما شهدته البطولة من «مشادة» كلامية بين اثنين من أبرز لاعبيه خلال إحدى المنافسات عكَّرت صفو البطولة، وأثارت انتقادات في الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية.

ففي مشهد غير معتاد، دخل اللاعبان عمر عصر ومحمود أشرف في مشادة حادة خلال مباراة منتخب مصر أمام منتخب نيجيريا ضمن منافسات البطولة، وصلت إلى حد التهديد بعدم اللعب، وكادت أن تتحول اشتباكاً بالأيدي أمام عدسات الكاميرات والجمهور.

وبدأت الأزمة بين الثنائي، وفق وسائل الإعلام المصرية، قبل مواجهة عمر عصر لاعب منتخب نيجيريا، قبل نهائي الرجال، عندما تلقى تحية كل أعضاء الفريق ما عدا زميله محمود أشرف (نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، أشرف حلمي)؛ وهو ما تسبب في حالة غضب شديدة للأول، ولكن الجهاز الإداري للمنتخب تدخل لتهدئته.

وتجددت الأزمة مرة أخرى بين اللاعبين، فمع تقدم عصر بالنتيجة، ونيله إشادة جميع المتواجدين فإن زميله محمود، طالب عصر بخروجه وعدم جلوسه على مقاعد البدلاء حتى يكمل المباراة؛ ما أدى إلى مشادة بين اللاعبين، وتبادل العبارات غير اللائقة.

وبينما انتشر مقطع فيديو يوثّق الواقعة سريعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وصف روادها الأمر بـ«الفضيحة الرياضية» التي لا تليق بتمثيل مصر في المحافل الدولية.

كما تداول آخرون قرار الاتحاد المصري لتنس الطاولة فتح تحقيق رسمي في الواقعة، وتحويل اللاعبين إلى لجنة الانضباط لمراجعة سلوكهما خلال البطولة.

وزادت الانتقادات «السوشيالية» عقب تصريحات تلفزيونية للاعب عمر عصر زعم فيها أن «رئيس الاتحاد هو من يقوم باختيار لاعبي المنتخب»، مشيراً إلى أن المنتخب يشارك في البطولة من دون طبيب للبعثة أو مدرب أحمال بدنية.

وأضاف اللاعب أنه يرحب بالتحقيق في الأزمة مع زميله، إلا أنه يطالب وزارة الشباب والرياضة بعمل تحقيق للفصل في هذا الأمر؛ لأن رئيس الاتحاد والد اللاعب.

وفي بيان صادر عن وزارة الشباب والرياضة، الاثنين، هنأ وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، منتخب مصر لتنس الطاولة على نتائجه، واصفاً إياها بـ«إنجاز كبير يُضاف إلى سجل الرياضة المصرية الحافل بالإنجازات».

وقال البيان: «تابع وزير الشباب والرياضة من كثب كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الاتحاد المصري لتنس الطاولة بشأن الأزمة التي نشبت بين لاعبَي المنتخب الوطني عمر عصر ومحمود أشرف خلال مشاركتهما في البطولة».

وأضاف: «شدد الدكتور أشرف صبحي على أن الالتزام والانضباط يمثلان أساساً في تمثيل مصر في المحافل الخارجية، بما يليق باسم الرياضة المصرية ومكانتها».

وأكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تتابع الموقف بشكل دقيق، وتُجري تنسيقاً كاملاً مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري لتنس الطاولة لمتابعة نتائج التحقيقات وملابسات الواقعة، واتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن الحفاظ على انضباط المنظومة واحترام القيم والأخلاق الرياضية.

اللاعب عمر عصر (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أزمة منتخب تنس الطاولة ينظر لها الجميع على أنها وليدة اللحظة، لكنها في رأيي لها تراكمات مستمرة منذ فترة طويلة، فما رواه اللاعب وزملاؤه عن اتحاد اللعبة والكيفية التي تدار بها اللعبة هو ما يتطلب تحقيقاً وليس ما فعله اللاعب نفسه».

وتابع: «منتخب مصر اتضح أنه سافر للبطولة بلا طبيب ولا معد بدني، ورئيس الاتحاد يختار اللاعبين المشاركين، و هي أمور لا يمكن أن تراها إلا في مصر، ثم نسأل بعد ذلك لماذا يهرب اللاعبون، ولماذا يوافقون على التجنيس بجنسيات أخرى؟ والغريب أن الجميع يرى ويدرك المشكلات الموجودة والواضحة للجميع، إلا المسؤولين».

ويضيف البرمي: «أزمة تنس الطاولة الأخيرة ليست هي المشكلة، فقد أظهرت للجميع أن هناك مشكلات عدّة، فالألعاب الفردية في مصر تحتاج إلى اهتمام، وقبل الاهتمام يتطلب الأمر محاسبة المسؤولين عن الاتحادات عما قدموا وما هي خططهم وكيف وصلوا إلى أماكنهم، فهناك الكثير من الأزمات، والمواهب تضيع أو تذهب للعب بأسماء بلد أخرى، ثم نكتشف فجأة حجم الخلل والفساد الذي أدى إلى هذه ذلك».


«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
TT

«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)

نفت شركة «ريبوك» للملابس الرياضية، اليوم الثلاثاء، أنها طلبت إزالة شعارها عن قمصان المنتخبات الإسرائيلية لكرة القدم وذلك ردا على مزاعم أوردتها تقارير إعلامية إسرائيلية.

وقال متحدث باسم «ريبوك» لوكالة «رويترز»: «تفخر ريبوك بسجلها في توحيد جميع الثقافات داخل الملعب وخارجه. التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تزعم أن ريبوك قد وجهت الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإزالة شعاراتها من أطقم المنتخبات الوطنية هي ببساطة غير صحيحة».

أضاف: «سنستمر في الوفاء بالتزاماتنا تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. لا نعمل في السياسة وتركيزنا ينصب على الجانب الرياضي».

وقال الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لـ«رويترز» إن أطقم المنتخبات في المباريات الدولية ستواصل عرض شعار الشركة كما حدث في السابق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أنهت شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم وهو قرار قالت الشركة إنها اتخذته في 2022.

وكان الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم قد كشف أن «ريبوك» طلبت من إدارة المنتخب إزالة شعارها عن قمصانه وسراويله القصيرة، مشاركةً بذلك في دعوة المقاطعة التي أطلقتها «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات».

وجاء في بيان أصدره الاتحاد الإسرائيلي: «لم يوقع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم اتفاقاً مباشراً مع (ريبوك إنترناشونال). لقد رضخت الشركة لتهديدات مقاطعة سخيفة لا تعنيها»، مؤكداً أن الشراكة أُبرمت من خلال مورد محلي.

وأضاف البيان أن شعار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم والعلم الإسرائيلي سيظهران على ملابس الفريق.

يُذكر أن وكالة «أسوشييتد برس» أوردت أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يدرس إجراء تصويت لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي بسبب حرب غزة.

وكان النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا قد دعا إلى هذا التعليق خلال حفل «معاً من أجل فلسطين» في لندن.