بعد جلسة ماراثونية استمرت طوال ليل الخميس، حقق الديمقراطيون فوزاً تشريعياً جديداً عبر إقرار مشروع قانون «الإنفاق الاجتماعي» في مجلس النواب. فصوّت المجلس بدعم 220 ومعارضة 213 لتمرير المشروع الذي بلغت قيمته نحو تريليوني دولار، والذي يتضمن مشاريع متعلقة بالتعليم والرعاية الصحية والمناخ، ليقدم بذلك نصراً جزئياً للرئيس الأميركي جو بايدن أجندته التي وعد فيها. وعلى وقع التصفيق الحاد تمكن الديمقراطيون من تخطي المعارضة الجمهورية الشرسة لإقرار المشروع. إذ سعى زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي جاهداً لعرقلة الإقرار حتى اللحظة الأخيرة، فكسر الأرقام القياسية للخطابات وتحدث لفترة 8 ساعات و32 دقيقة متواصلة لتأخير التصويت عليه، ونجح بذلك، فهو توقف عن الحديث عند الساعة الخامسة فجراً بتوقيت واشنطن، حينها قررت القيادات الديمقراطية رفع الجلسة من دون التصويت في تلك الساعة المتأخرة، ليعود المجلس للانعقاد صباح يوم الجمعة ويصوّت لإقرار المشروع.
ويقول مكارثي وزملاؤه الجمهوريون إن المشروع المذكور سيزيد من التضخم المتصاعد ويبطئ النمو الاقتصادي ويصفونه بـ«مشروع الإنفاق الأكثر تهوراً في تاريخ البلاد».
وتحدثت نانسي بيلوسي رئيسة المجلس عن المشروع الذي يطلق عليه الديمقراطيون اسم: «إعادة البناء بشكل أفضل»، فقالت إن تكلفته ستكون مدفوعة بالكامل، مضيفة: «سوف يخفف من العجز وينمي الاقتصاد، على عكس خطة الجمهوريين الضريبية التي أقرت من دون أي جلسات استماع». إضافة إلى البرامج المتعلقة بالتعليم والرعاية الصحية والمناخ، يشمل المشروع زيادة في الضرائب على بعض المؤسسات والأميركيين ذوي الدخل العالي. ويتوجه المشروع الآن إلى مجلس الشيوخ حيث يواجه معركة جديدة في ظل معارضة بعض الديمقراطيين المعتدلين لعدد من بنوده، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير تفاصيله قبل إقراره نهائياً وإرساله إلى البيت الأبيض بصيغته المعتمدة.
ولعلّ استطلاعات الرأي هذه هي التي دفعت بزعيم الجمهوريين في مجلس النواب للحديث لساعات طوال معرباً عن ثقته بأن الجمهوريين سينتزعون الاغلبية من الديمقراطيين في المجلسين، فقال في ساعات الفجر الأولى: «الديمقراطيون يتوجهون للنوم الآن لكني لا أتحدث معهم، أتحدث مباشرة مع الشعب الأميركي».
ويعلم مكارثي أن استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها جامعة (كينيبياك) أشارت إلى أن أغلبية الناخبين يحبذون فوز الجمهوريين بالانتخابات النصفية. وقال 46 في المائة من الناخبين المسجلين انهم يفضلون فوز الجمهوريين بالاغلبية في مجلس النواب مقابل 41 في المائة من الذين دعموا حفاظ الديمقراطيين على الأغلبية، والأمر مماثل بالنسبة لمجلس الشيوخ. أما الرئيس الأميركي جو بايدن فيواجه أرقاماً متدهورة في شعبيته، إذ وصلت إلى 36 في المائة فقط بحسب الاستطلاع نفسه.
ولهذا السبب يعول الديمقراطيون على إقرار مشاريع إصلاحية كالبنى التحتية والإنفاق الاجتماعي لمساعدتهم في استعادة ثقة الناخب الأميركي.
مجلس النواب يقدم نصراً «جزئياً» لبايدن
إقرار مشروع الإنفاق الاجتماعي بعد خطاب جمهوري «حطم الأرقام القياسية»
مجلس النواب يقدم نصراً «جزئياً» لبايدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة