عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي جراء قمع مسيرات بالضفة

منظمة التعاون الإسلامي تُدين الجرائم والإعدامات الميدانية الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني

فلسطينيون خلال احتجاجات ضد المستوطنات في بلدة بيتا قرب نابلس بالضفة أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون خلال احتجاجات ضد المستوطنات في بلدة بيتا قرب نابلس بالضفة أمس (إ.ب.أ)
TT

عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي جراء قمع مسيرات بالضفة

فلسطينيون خلال احتجاجات ضد المستوطنات في بلدة بيتا قرب نابلس بالضفة أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون خلال احتجاجات ضد المستوطنات في بلدة بيتا قرب نابلس بالضفة أمس (إ.ب.أ)

في وقت نشرت فيه صحيفة «هآرتس» العبرية، تحقيقاً مطولاً أثبتت فيه أن الجيش الإسرائيلي قتل 18 فلسطينياً من دون ذنب، خلال السنتين الماضيتين، ولم يعاقب أياً من الجنود على ذلك، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الجرائم والإعدامات الميدانية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها الإعدام الميداني للطفل المقدسي عمر أبو عصب، وعدّتها «تصعيداً خطيراً في وتيرة العنف الإسرائيلي والاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني». ووقعت أمس صدامات عنيفة في مناطق الضفة الغربية، أسفرت عن إصابة عشرات المواطنين، بالرصاص المطاطي.
وحمّلت المنظمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الجرائم التي تستدعي المساءلة والمحاسبة، مطالبةً الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ظروف استشهاد الأسير سامي العمور والطفل أبو عصب، داعيةً إلى التدخل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وضمان حريتهم وكرامتهم.
كانت صحيفة «هآرتس» قد نشرت تحقيقاً حول مقتل 18 حالة قتل وإيقاع إصابات خطيرة لفلسطينيين على يد الجنود الإسرائيليين، أكدت فيه أنه «لم تتم مقاضاة أيٍّ من الجنود الذين ارتكبوا تلك الجرائم، أو معرفة ما جرى في التحقيقات معهم». وأشارت الصحيفة إلى أنها توجهت إلى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لمعرفة نتائج التحقيقات في تلك الجرائم، وتبين أنه تم إغلاق التحقيقات في 5 منها بحجة أنه لا توجد أدلة كافية لاتخاذ أي إجراءات قانونية، في حين ما زالت القضايا الأخرى قيد التحقيق ولم يُتخذ بشأنها أي إجراءات.
وقد شهدت الضفة الغربية والقدس، أمس (الجمعة)، عدة صدامات عنيفة وقعت من جراء قيام قوات الاحتلال والمستوطنين باعتداءات على المسيرات السلمية للفلسطينيين وتنفيذ سلسلة اعتقالات جديدة. وأسفرت هذه الاعتداءات عن إصابة عشرات المواطنين.
ففي بلدة بيتا جنوب نابلس، وقرية بيت دجن شرقا، حيث تجري مواجهات يومية منذ شهر مايو (أيار) الماضي، احتجاجاً على إقامة بؤرة «جفعات افيتار» الاستيطانية على قمة جبل صبيح، أُصيب أمس 38 مواطناً فلسطينياً. وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس، أحمد جبريل، بإصابة 3 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و24 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و4 بجروح ورضوض إثر وقوعهم على الأرض، خلال مواجهات على جبل صبيح في بيتا. وأُصيب 7 مواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع في قرية بيت دجن.
وفي قرية الهاشمية جنوب جنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس منزل المواطن خالد حسين الفايد وفتشته واستجوبت ساكنيه، وفرضت جواً من الهلع بين الأهالي لساعات طويلة. وفي بلدة العيسوية في القدس المحتلة، أُصيب 17 مواطناً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وبحروق، خلال مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال. وقال مدير إسعاف «جمعية الأمل» عبد المجيد طه، إن حصيلة الإصابات التي تعاملت معها طواقمه 17 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و11 بحروق، و13 إصابة سقوط جراء الهروب من قوات الاحتلال بينها حالتان بالكسر، و95 حالة اختناق.
وفي كفر قدوم، أُصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمسيرة الأسبوعية، المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً لصالح مستوطنة «قدوميم» المقامة على أراضي القرية.
وفي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، أعطب مستوطنون، فجر أمس، إطارات عدد من مركبات المواطنين. وقال عضو اللجنة الشعبية في الحي صالح ذياب، إن عدداً من المستوطنين اقتحموا الحي الغربي من الشيخ جراح، وأعطبوا إطارات 13 مركبة، بأدوات حادة.
وفي بلدة الطور في القدس، دعا مشاركون في وقفة إسناد، أمس (الجمعة)، إلى الوجود الدائم أمام بناية مكونة من 5 طوابق تضم 10 شقق سكنية مهددة بالهدم من طرف سلطات الاحتلال. وقال عضو لجنة البناية وأحد أصحاب الشقق فايز خلفاوي، إنه وبقية العائلات وعلى مدار 10 أعوام مضت، قدّموا كل الإجراءات القانونية لبلدية الاحتلال في القدس بهدف الحصول على تراخيص وقف قرارتها العنصرية بحقهم، غير أنها كانت ترفض ذلك في كل مرة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».