الجيش العراقي يواصل مطاردة عناصر «داعش» في أربع محافظات

واشنطن تجدد التزامها أمن العراق

القوات العراقية تلقي القبض على دواعش (واع)
القوات العراقية تلقي القبض على دواعش (واع)
TT

الجيش العراقي يواصل مطاردة عناصر «داعش» في أربع محافظات

القوات العراقية تلقي القبض على دواعش (واع)
القوات العراقية تلقي القبض على دواعش (واع)

أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أمس (الخميس)، أن جهاز مكافحة الإرهاب، وبناء على توجيه من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، تمكن من مطاردة واعتقال أعداد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في عدد من المحافظات العراقية.
وقال رسول في بيان: «تم في محافظة الأنبار وفي ضوء معلومات أمنية دقيقة، إلقاء القبض على 5 إرهابيين في أقضية مختلفة من المحافظة». وأضاف: «في محافظتي كركوك ونينوى، تم القبض على اثنين من الإرهابيين». وفي محافظة بغداد، وطبقاً لما أعلنته قيادة عمليات بغداد، تمت الإطاحة بإرهابيين وعدد آخر من المتهمين بقضايا مختلفة. وقال بيان للقيادة إن «قطعات عمليات بغداد متمثلة بفرقة المشاة الحادية عشرة تستمر في ممارساتها المبنية على معلومات استخبارية من أجل حفظ الأمن والاستقرار ضمن قواطع المسؤولية وبالتنسيق مع قسم استخبارات قيادتنا وفي هذا السياق تمكنت من اعتقال أحد المتهمين بالإرهاب».
وأضاف البيان أنه «تم ضمن قاطع مسؤولية فرقة المشاة السابعة عشرة من ضبط كدس للأعتدة والمواد المتفجرة ومخلفات حربية ورمانة مضادة للدروع وأعتدة مختلفة يستخدمها تنظيم داعش في عملياته».
وفي سياق متصل، شن تنظيم داعش هجوماً مزدوجاً شمال ناحية جلولاء في محافظة ديالى. وطبقاً لمصدر أمني، فإن نتيجة الهجوم كانت «إصابة جنديين من اللواء 53 - الفرقة الأولى»، مبيناً أن «قوات الجيش شنّت حملة تمشيط بحثاً عن جثث عناصر داعش الذين قتلوا بضربات الطيران الحربي الذي تدخل لإسناد قوات الجيش».
يذكر أن تنظيم داعش ورغم إعلان العراق الانتصار عسكرياً عليه أواخر عام 2017 فإنه لا يزال ينشط في عدد من المناطق الغربية والشمالية الغربية من البلاد، التي تشمل محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى. ويشارك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بجهد كبير في مطاردة عناصر هذا التنظيم، رغم الجدل الداخلي في البلاد بشأن الوجود الأميركي الذي نظمته الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن لعام 2009.
ورغم توقيع اتفاق بين بغداد وواشنطن في يوليو (تموز) الماضي في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين في جولته الرابعة الذي يقضي بانسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق نهاية العام الحالي، فإن الإدارة الأميركية جددت التأكيد على أنها ستبقى ملتزمة تماماً بأمن العراق وسيادته. وقالت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأمن القومي ميرا ريسينك، في تصريحات صحافية، إن وجود القوات الأميركية في العراق هو بطلب ودعوة من حكومته لدعم قواتها في الحرب على تنظيم داعش، مشيرة إلى أن المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق ستنتهي بعد الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفق مخرجات الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وأكدت المسؤولة الأميركية أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في الشرق الأوسط لردع إيران، قائلة إن الطائرات الإيرانية المسيرة تشكل تهديداً حقيقياً وإن واشنطن تريد مساعدة شركائها في التعامل مع هذه التهديدات.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم قوة المهام المشتركة ومدير الشؤون العامة في التحالف الدولي جويل هاربر، في تصريح أمس (الخميس)، أن «دور التحالف الدولي في العراق لن يتغير، وسينتقل من العمليات القتالية إلى دور الاستشارة والتمكين، والمساعدة»، مضيفاً: «نحن الآن بالفعل نقوم بهذا الدور إلى حد كبير، لذلك لن يكون هناك تغيير ديناميكي في الأرقام أو المهمة التي لدينا هنا الآن».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.