واشنطن لإجراءات «متساوية» تضمن التقدم نحو حل الدولتين

وزيرة خارجية النرويج ترحب برئيس الوزراء محمد اشتية في اجتماع المانحين في أوسلو (وفا)
وزيرة خارجية النرويج ترحب برئيس الوزراء محمد اشتية في اجتماع المانحين في أوسلو (وفا)
TT

واشنطن لإجراءات «متساوية» تضمن التقدم نحو حل الدولتين

وزيرة خارجية النرويج ترحب برئيس الوزراء محمد اشتية في اجتماع المانحين في أوسلو (وفا)
وزيرة خارجية النرويج ترحب برئيس الوزراء محمد اشتية في اجتماع المانحين في أوسلو (وفا)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التزامها الدفع نحو إجراءات «متساوية» للأمن والحرية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين بما يكفل «التقدم نحو حل الدولتين المتفاوض عليه»، مؤكدة أنها ستعمل مع الطرفين لهذه الغاية.
وجاء هذا الموقف الأميركي في ختام اجتماع عقدته لجنة الاتصال المخصصة لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في النرويج، التي تتولى رئاسة هذه اللجنة، باقتراح تسوية قدمته المملكة العربية السعودية، وجرى التوافق عليه بعد خلاف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الرئاسة. وتضم لجنة الاتصال هذه 15 عضواً: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وروسيا والنرويج واليابان والمملكة العربية السعودية وكندا والسلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن ومصر وتونس. وتتلقى اللجنة تقارير من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الأونيسكو، واللجنة الرباعية والبنك الدولي.
شارك في الاجتماع، وفد أميركي برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، هادي عمرو، بالإضافة إلى المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، وعدد من المانحين الآخرين. وتترأس وزيرة خارجية النرويج أنيكين هويتفيلدت، اللقاء، الذي يشارك فيه أيضاً ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيسوي فريج.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن لجنة الاتصال التي تضم 15 عضواً تعد «فرصة مهمة للمجتمع الدولي لدعم التنمية الاقتصادية للفلسطينيين، مع التركيز على تحسين الوضع في غزة». وأوضحت أنه خلال المناقشات، أكدت الولايات المتحدة «التزامها الدفع نحو تدابير متساوية للازدهار والأمن والحرية، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء»، معتبرة أن هذا «أمر مهم بحد ذاته ولكنه أيضاً وسيلة للتقدم نحو حل الدولتين المتفاوض عليه، تعيش فيها إسرائيل بسلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة». وأكدت أن الولايات المتحدة «ملتزمة العمل نحو خطوات من شأنها تحسين حياة الشعب الفلسطيني»، داعية كل الأطراف، إلى «تجنب الخطوات الأحادية التي تؤدي إلى تفاقم التوترات وتجعل حل الدولتين التفاوضي أكثر صعوبة». وأعلنت أنها «تتطلع إلى العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين والمجتمع الدولي، كجزء من جهودنا الأوسع لتحسين حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء».
وعقد اجتماع أوسلو هذا على وقع أزمة مالية فلسطينية. وقدر وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة، عجز الموازنة الفلسطينية حتى نهاية العام الجاري بـ«960 مليون دولار، ينخفض إلى 560 مليون دولار إذا أفرجت إسرائيل عن الأموال التي اقتطعتها بشكل أحادي وخلافا لأحكام القانون والأعراف الدولية والاتفاقيات الثنائية». وأكد أن «قيمة الخصومات والاقتطاعات الإسرائيلية المجحفة من المقاصة، والتسربات المالية في ملفات تماطل الحكومة الإسرائيلية في تسويتها، تتجاوز 1.4 مليار دولار منذ بداية العام 2021».
وأملت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت، في أن «تتمكن في اجتماع لجنة الارتباط الخاصة هذه، من الاتفاق على تدابير ملموسة لتعزيز المؤسسات الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني وتحسين الظروف المعيشية للناس في الضفة الغربية وقطاع غزة»، مشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية «عانت مشاكل كبيرة في الميزانية لسنوات عديدة، إذ تضرر الاقتصاد بشدة من جائحة فيروس كورونا، فيما الفقر والبطالة آخذان في الازدياد». وإذ أشارت إلى مضي ستة أشهر على التصعيد الأخير للعنف بين إسرائيل وحماس في غزة، عبرت عن «القلق من ازدياد التوتر في الضفة الغربية»، داعية كل الأطراف إلى «التحلي بضبط النفس».
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني د.محمد اشتية استهل لقاءاته في أوسلو بلقاء مع نظيره النرويجي يوناس غار ستوره. وجرى تأسيس لجنة الاتصال الخاصة عام 1993 بعد اتفاقية أوسلو الأولى بهدف تطوير أساس مؤسسي واقتصادي لدولة فلسطينية مستقبلية على أساس حل الدولتين.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.