حكومة بنيت ترفض منح جائزة لعالم رياضيات يقاطع الاستيطان

في تكرار لموقف حكومة نتنياهو

عالم الرياضيات الإسرائيلي عوديد غولدرايخ رفض الاعتراف بجامعة في مستوطنة (الشرق الأوسط)
عالم الرياضيات الإسرائيلي عوديد غولدرايخ رفض الاعتراف بجامعة في مستوطنة (الشرق الأوسط)
TT

حكومة بنيت ترفض منح جائزة لعالم رياضيات يقاطع الاستيطان

عالم الرياضيات الإسرائيلي عوديد غولدرايخ رفض الاعتراف بجامعة في مستوطنة (الشرق الأوسط)
عالم الرياضيات الإسرائيلي عوديد غولدرايخ رفض الاعتراف بجامعة في مستوطنة (الشرق الأوسط)

بعد ثلاثة أشهر من المداولات، قررت وزيرة التربية والتعليم، يفعات شاشا بيطون، عدم منح «جائزة إسرائيل» في أبحاث الرياضيات وعلوم الحاسوب، للبروفسور عوديد غولدرايخ، لنفس السبب الذي حرمه منه الوزير في الحكومة السابقة، يوآف غالانت، وهو أن العالم المذكور وقع على عريضة تطالب بمقاطعة جامعة أريئيل في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة.
وكتبت الوزيرة بيطون في قرارها: «لا أستطيع منح جائزة إسرائيل على إنجازات أكاديمية، مهما كانت رائعة، لمن يدعو إلى مقاطعة مؤسسة أكاديمية إسرائيلية. فهذه أرفع جائزة في إسرائيل ولا يستحقها من يدعو للمقاطعة في العالم. فالدعوة إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل، يقوض هدف الجائزة ويسعى لقطع الإبداع والتنوع وحرية الرأي».
وكانت لجنة جائزة إسرائيل، المؤلفة من علماء وخبراء مهنيين، قد قررت مطلع العام، بالإجماع، منح البروفسور غولدرايخ، العامل في معهد فايتسمان للبحوث العلمية التطبيقية، جائزة إسرائيل للرياضيات والعلوم، تقديراً لأبحاثه في موضوع التعقيد الحسابي ضمن علوم الحاسوب. وقد أثار قرارها ثائرة اليمين الاستيطاني المتطرف، على مستوى الحركات والأحزاب الحاكمة بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء في الحكومة السابقة، وراحوا يهاجمون اللجنة، «التي تعاملت بكلح مشاعر إزاء مواقف غولدرايخ المناهضة للجيش الإسرائيلي وللاستيطان». فقرر وزير التعليم في حينه، يوآف غالانت، المسؤول من قبل الحكومة عن الجائزة، حرمان غولدرايخ منها.
وقد تقدمت لجنة الجائزة آنذاك، بالتماس إلى المحكمة العليا ضد قرار غالانت، وقررت المحكمة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، التوجه لغالانت بأن يعيد النظر في قراره، لكنه رفض نصيحة المحكمة وأعلن تصميمه على حرمان غولدرايخ من الجائزة. فتوجهت اللجنة مرة أخرى إلى المحكمة التي قررت في شهر أغسطس (آب) الماضي، إلغاء قرار غالانت. ولكن في هذه الأثناء، انتخبت حكومة نفتالي بنيت، وتسلمت شاشا بيطون وزارة التعليم، علماً بأنها أكاديمية تحمل شهادة دكتوراه في التربية والتعليم. وقد طرح الموضوع أمامها من جديد. ومع أن الحكومة تعتبر نفسها حكومة تغيير، لم تغير القرار بشأن الجائزة وسارت على خطى سابقتها، وقررت رفض توجه المحكمة العليا.
محامي لجنة الجائزة، ميخال ساندا، أعلن أنه سيتوجه مرة أخرى إلى المحكمة طالباً إجبار الوزيرة على احترام رأي اللجنة. وقال: «هناك عملية تشويه غير مسبوقة لقرار اللجنة. هم يريدونها خاتماً مطاطياً بأيدي الحكومة، ومقاول تنفيذ لسياستها. بينما اللجنة لدينا، موضوعية ومهنية وتتخذ قراراتها من منطلق احترام الإبداع والمبدعين، من دون ربطها بمواقفهم السياسية، وترفض أن تكون أداة حزبية بأيدي أي حكومة».
ودافع المحامي عن قرار لجنة الجائزة، بقوله: «نحن نتحدث عن عالم رياضيات حظي بعشرات الجوائز وشهادات التقدير في العالم. ولا يجوز أن تحرمه دولته من التقدير بسبب مواقفه السياسية، مع أن علينا أن نكون واضحين هنا أيضاً. فالعالم غولدرايخ يؤيد السلام مع الفلسطينيين من منطلق انتمائه الوطني وحرصه على مصالح إسرائيل. وهو يؤيد مقاطعة الاستيطان لأنه يتعارض مع القانون الدولي وليس لأنه ضد إسرائيل أو اليهود».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.