بوادر لحل الأزمة الحدودية بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي

الكرملين يرحب وبولندا لا تعتبر محادثة ميركل مع لوكاشينكو «خطوة جيدة»

أطفال من المهاجرين عند معبر «كوزنيكا - بروزجي» وهو واحد من الأماكن الرئيسية التي يتجمع فيها الناس أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير شرعي إلى بولندا (أ.ف.ب)
أطفال من المهاجرين عند معبر «كوزنيكا - بروزجي» وهو واحد من الأماكن الرئيسية التي يتجمع فيها الناس أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير شرعي إلى بولندا (أ.ف.ب)
TT

بوادر لحل الأزمة الحدودية بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي

أطفال من المهاجرين عند معبر «كوزنيكا - بروزجي» وهو واحد من الأماكن الرئيسية التي يتجمع فيها الناس أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير شرعي إلى بولندا (أ.ف.ب)
أطفال من المهاجرين عند معبر «كوزنيكا - بروزجي» وهو واحد من الأماكن الرئيسية التي يتجمع فيها الناس أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير شرعي إلى بولندا (أ.ف.ب)

رحّب الكرملين، الأربعاء، بإقامة تواصل مباشر بين مسؤولين أوروبيين وبيلاروسيين لمحاولة حلّ أزمة المهاجرين على الحدود البولندية - البيلاروسية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «هناك تبادل لوجهات النظر لحلحلة الوضع، ومن المهم جداً أن تواصلاً مباشراً أقيم». وتحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عبر الهاتف، وكذلك تحدث مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير خارجية بيلاروسيا فلاديمير ماكي. كما أجرى ماكرون، الاثنين، مكالمة هاتفية طويلة مع بوتين حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في حل النزاع. وتحدث بوتين إلى لوكاشينكو الثلاثاء.
وانتقدت بولندا محاولات الوساطة التي تقوم بها المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأزمة المتعلقة بالمهاجرين على الحدود البولندية - البيلاروسية. وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، في تصريحات لمحطة «تي في بي» العامة، أمس (الأربعاء)، إنه تم إبلاغ الحكومة في وارسو مسبقاً بمكالمة ميركل مع حاكم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو. وذكر مولر، أنه شخصياً تعجب من المحادثة مع لوكاشينكو؛ لأنها تعدّ «بطريقة ما قبولاً بانتخابه»، وأضاف «أفهم الوضع، لكنني أعتقد أنها ليست خطوة جيدة». وكانت هذه أول محادثة لها مع حاكم بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 9 أغسطس (آب) 2020. ولا يعترف الاتحاد الأوروبي بلوكاشينكو رئيساً؛ وذلك على خلفية مزاعم واسعة النطاق بالتزوير في الانتخابات وتصدي قوات الأمن البيلاروسية للمتظاهرين السلميين والمجتمع المدني.
هذه المحادثات المباشرة التي كان الكرملين دعا إليها، تأتي في وقت قلّص الأوروبيون إلى الحدّ الأدنى التواصل مع مينسك بسبب قمع السلطات البيلاروسية اعتباراً من صيف العام 2020 حركة احتجاج واسعة النطاق. ولم تعترف الدول الأوروبية بإعادة انتخاب لوكاشينكو العام الماضي، وتبنت عقوبات ضدّ نظامه.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي، أن مينسك هي التي دبّرت أزمة المهاجرين الحالية رداً على العقوبات، مشجّعة مهاجرين معظمهم عراقيون، إلى القدوم إلى بيلاروسيا لعبور الحدود إلى بولندا. ونفى لوكاشينكو هذه الاتهامات. كما انتقد زعيم الكتلة البرلمانية لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، ريزارد تيرليكي، خطوة ميركل، وقال في تصريحات لمحطة «راديو بلاس» الإذاعية «بهذه الطريقة انكسر التضامن الأوروبي... لكن لا ينبغي التعجب للغاية من أن أكبر دولة في أوروبا ترعى أهدافها الوطنية الخاصة»، مضيفاً أن ما يهم ألمانيا هو مصالحها الاقتصادية.
وفي درجات حرارة تقترب من التجمد، تتقطع السبل بآلاف المهاجرين على الحدود البيلاروسية في مخيمات مؤقتة منذ أيام عدة. وقضى نحو ألف مهاجر، الليل في مساكن مؤقتة، في مستودع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، بعد يوم من الاشتباكات بين المهاجرين وقوات الأمن البولندية. وقال متحدث باسم الشرطة، أمس، إن بعض المهاجرين، على الجانب البيلاروسي، عادوا إلى المخيم، الذي كانوا يقيمون فيه في السابق، بينما قضى آخرون الليل في محطة تخليص جمركي حدودية. ووفقاً لوكالة «بيلتا» الحكومية البيلاروسية للأنباء، أمر الحاكم ألكسندر لوكاشينكو بإقامة معسكر ليلي للمهاجرين في مرافق تخزين تابعة لشركة لوجيستية في منطقة جرودنو بالقرب من الحدود. ويتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بإحضار اللاجئين من مناطق الأزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة من أجل الضغط على الاتحاد، رداً على العقوبات التي فرضها على مينسك.
ونشرت وكالة أنباء بيلاروسيا صوراً لبالغين وأطفال، يجلسون في صالة ببطاطين وأكياس نوم، صباح أمس. غير أن نحو ألفي شخص، عادوا في وقت لاحق إلى مخيمهم الأصلي في الغابة. ونشرت «وكالة أنباء بيلاروسيا» أيضاً صوراً لمهاجرين يحاولون حماية أنفسهم من البرد، وسط درجات حرارة أقل من الصفر، بإشعال نار للتدفئة داخل المخيمات.
وظهرت مشاهد من الفوضى الثلاثاء، عندما تم إطلاق نفاثات مياه قوية، على المهاجرين، عند معبر «كوزنيكا - بروزجي»، وهو واحد من الأماكن الرئيسية، التي يتجمع فيها الناس، أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير شرعي، إلى بولندا، العضو بالاتحاد الأوروبي.
يذكر، أن التوترات الحدودية، تصاعدت بصورة كبيرة هذا الشهر بسبب تجمع المزيد من المهاجرين، ومعظمهم من الدول التي مزقتها الحرب مثل العراق وأفغانستان، على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي. ويتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو باستدراج هؤلاء الأشخاص اليائسين إلى بيلاروسيا ونقلهم إلى الحدود مع بولندا، حيث تم تركهم عالقين في طقس بارد بلا طعام أو مأوى كاف.
وتقول بروكسل، إنه يتم استخدام المهاجرين كـ«بيادق»، في إطار «هجوم هجين» لاستعداء الاتحاد الأوروبي؛ لرفضه الاعتراف بإعادة انتخاب لوكاشينكو، العام الماضي، وفرض جولات عدة من العقوبات واسعة النطاق؛ بسبب القمع العنيف للمحتجين. وذكرت وزارة الدفاع في وارسو، أن قوات الحدود، كانت ترد على قيام أشخاص بالرشق بالحجارة وأشياء أخرى. وأضافت، أن بيلاروسيا زودت المهاجرين بقنابل صوتية وغاز مسيل للدموع.
ومن الصعب التحقق من المعلومات من مصدر مستقل، لا سيما، حيث يقوم المسؤولون البولنديون بإبعاد الصحافيين ومنظمات الإغاثة عن الحدود.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.