الحرب على «داعش» تكلف الولايات المتحدة 8.5 مليون دولار يوميا

70 في المائة من العمليات استهدفت معاقل التنظيم في العراق

الحرب على «داعش» تكلف الولايات المتحدة 8.5 مليون دولار يوميا
TT

الحرب على «داعش» تكلف الولايات المتحدة 8.5 مليون دولار يوميا

الحرب على «داعش» تكلف الولايات المتحدة 8.5 مليون دولار يوميا

أكد موقع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في آخر احصائياته حول تكاليف الحرب على "داعش" لشهر مارس (آذار) الماضي، أن العمليات العسكرية الأميركية ضد التنظيم في العراق وسوريا كلفت إلى الآن منذ انطلاقها في سبتمبر (أيلول) الماضي 1.83 مليار دولار، كما تستنزف 8.5 مليون دولار يوميا من جعبة أميركا العسكرية.
والعمليات العسكرية ضد "داعش" يقوم بها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ 19 سبتمبر (أيلول) 2014.
وتضم المجموعة أستراليا والبحرين وبلغاريا وكندا والدنمارك وفرنسا وجورجيا وألمانيا والعراق واليابان والأردن والكويت ولاتفيا ولبنان وهولندا ونيوزيلندا وبنما وبولندا وقطر وإسبانيا وتركيا والإمارات وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. كما انضمت نيوزيلندا إلى التحالف؛ إذ أعلن رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي أواخر فبراير(شباط) الماضي ان بلاده سترسل الى العراق عسكريين غير مقاتلين لدعم القوات المسلحة العراقية في حربها ضد التنظيم الإرهابي. ويفترض ان يصل حوالى 140 رجلا الى المكان مطلع مايو (أيار) بطلب من الحكومة العراقية، التي طلبت مساعدة دولية لتأهيل ودعم وسائلها البشرية ضد مسلحي التنظيم.
وقال جون كي "لا يمكننا ولا ينبغي بنا شن المعارك في العراق بدلا منهم، وفي الواقع العراق لا يريد أن نفعل ذلك".
وتتفاقم جهود الولايات المتحدة، التي تقود التحالف لدحر التنظيم الذي يسيطر على مدن في العراق وسوريا. حيث تناول موقع "ديفينس وان" التحليلي الأميركي والمعني بالشؤون الأمنية، تقريرا عن جهود الولايات العسكرية في الحرب على "داعش". حيث نوه التقرير بأنه خلال شهري فبراير(شباط) ومارس الماضيين، شاركت الولايات المتحدة بأكثر من 70% من العمليات التي تستهدف معاقل "داعش" في العراق و 93% من الضربات على مواقع التنظيم بسوريا.
وأفاد التقرير أنه منذ بدء الضربات الجوية العام الماضي، ضربت الولايات المتحدة أكثر من 5500 هدف لـ"داعش" منها 762 مبنى استولى عليها التنظيم المتطرف.
ولتكثيف مشاركة وجهود باقي دول التحالف، يستضيف الأردن غدا (الأربعاء) اجتماعا للمجموعة المصغرة لدول التحالف الدولي ضد التنظيم، على مستوى كبار المسؤولين، حسبما أفادت تقارير أردنية اليوم (الثلاثاء).
ونقلت وسائل إعلام محلية اردنية عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية صباح الرافعي، أن "هذا الاجتماع "يأتي للتشاور حول تطورات الجهد الدولي ضد داعش ومتابعة ومراجعة أعمال اللجان الخمس المنبثقة عن اجتماع لندن الوزاري الأخير، الذي عقد في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي".
يذكر أن الاجتماع الوزاري في العاصمة البريطانية لندن بحث مسار العملية العسكرية ضد "داعش" ومدى تقدمها، وتناول خمسة ملفات أساسية هي: (الحملة العسكرية ضد داعش، المقاتلون الأجانب، المساعدات الإنسانية، وقطع التمويل ووسائل التواصل الاستراتيجية للتنظيم)، دعا إليه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند، من أجل تقويم ما وصلت إليه الحرب ضد التنظيم المتطرف ورسم الخطط المستقبلية. وشارك فيه 20 وزير خارجية بينهم وزراء عرب بعد 50 يوما من اجتماع موسع عقد في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل.
وكان جديد لقاء لندن أنه يجري على خلفية التعبئة الأوروبية ضد التنظيمات الإرهابية، بعد الهجمات الدامية التي شهدتها باريس بين 7 و10 يناير الحالي، والعملية الأمنية التي قامت بها قوات الأمن في بروكسل، وسعي الأوروبيين لبلورة سياسة أكثر تشددا غرضها درء الخطر الإرهابي بخطوات «استباقية»، وتشديد الإجراءات على كل من يشكل تهديدا لأمن هذه البلدان، وتوثيق التعاون الاستخباري والميداني بينها، فضلا عن التشدد في التشريعات. إذ أفادت إحصائيات أمنية بأن نحو 3000 أوروبي ضالعون في الحرب في سوريا والعراق غالبيتهم منضوون تحت لواء «داعش» أو «جبهة النصرة»، وضمن هؤلاء 1400 فرنسي.
في سياق متصل، على جبهة الجهود الدولية ضد "داعش"، قالت وزارة الخزانة الأميركية في أواخر مارس الماضي، إن مسؤولين من الولايات المتحدة وإيطاليا والسعودية اجتمعوا في روما لتنسيق خطط محاربة الأنشطة المالية لمقاتلي التنظيم، كما عقد المسؤولون اجتماعًا افتتاحيًا للمجموعة المالية لمواجهة "داعش"، التي ستعمل الدول الثلاث من خلالها على تبادل المعلومات، وتطوير الإجراءات المضادة.
واضافت الوزارة الأميركية في بيانها، إنه من المقرر عقد الاجتماع المقبل للمجموعة في مايو بالسعودية.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.