شبح عدم التأهل يطارد الطليان مجدداً... وسويسرا وإنجلترا إلى النهائيات

مانشيني متفائل بتصحيح مسار أبطال أوروبا والوصول لمونديال 2022... وكين يطارد أرقام كبار الهدافين

TT
20

شبح عدم التأهل يطارد الطليان مجدداً... وسويسرا وإنجلترا إلى النهائيات

عاد شبح خيبة عدم التأهل لمونديال 2018 ليطارد الإيطاليين بعدما فشل أبطال أوروبا في حجز بطاقتهم المباشرة إلى نهائيات مونديال 2022 لاكتفائهم بالتعادل السلبي ضد آيرلندا الشمالية، ليكون التأهل من نصيب سويسرا التي رافقتها إنجلترا باكتساحها سان مارينو 10 - صفر.
في المجموعة الثالثة، ستضطر إيطاليا إلى خوض الملحق مجدداً من أجل محاولة التأهل إلى النهائيات بعدما تراجعت إلى المركز الثاني لصالح سويسرا الفائزة على ضيفتها بلغاريا 4 - صفر.
ودخلت إيطاليا وسويسرا الجولة الثامنة الأخيرة وهما على المسافة ذاتها مع 15 نقطة لكل منهما، مع أفضلية هدفين لصالح أبطال كأس أوروبا الصيف الماضي، ما جعل كل منهما يبحث عن الفوز لحسم بطاقة المجموعة. وحققت سويسرا المطلوب منها برباعية تناوب على تسجيلها نواه أوكافور في الدقيقة الـ48، وروبن فارغاس (57)، وسدريك إيتن (72)، وريمو فريولر (1+90)، فيما عجزت جارتها إيطاليا عن فك شفرة الدفاع في بلفاست، ما سيضطرها لخوض الملحق مجدداً، على أمل ألا يتكرر سيناريو مونديال 2018 حين أقصيت على يد السويد وغابت عن النهائيات لأول مرة منذ 1958.
وقد دفع الإيطاليون من دون شك ثمن التعادل في الجولة الماضية على أرضهم أمام سويسرا 1 - 1 في لقاء أضاعوا في ثوانيه ركلة جزاء عبر جورجينيو.
ورغم التحول للملحق؛ فإن روبرتو مانشيني، مدرب إيطاليا، أبدى تفاؤله بفرص فريقه في التأهل لكأس العالم. وبعد 4 أشهر من التتويج ببطولة «أوروبا 2020»، وجدت إيطاليا نفسها في مأزق، أعاد القلق للجماهير خوفاً من تكرار ما حدث في 2018، حيث سيصعد 3 فرق من 12 هذه المرة إلى النهائيات. وقال مانشيني: «أنا واثق جداً بتخطي الملحق، وربما سنفوز حتى بكأس العالم. لا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك الآن، لدينا مباريات في مارس (آذار) المقبل، وسنحاول بذل قصارى جهدنا». وأضاف: «أنا محبط. لقد جعلنا الحياة صعبة بالنسبة لنا. كان يجب حسم التأهل منذ مباراتين على الأٌقل. كانت لدينا فرص لم نستغلها. الآن يجب علينا أن نتقدم بخطى ثابتة؛ لأنه ما زالت هناك فرصة للتأهل إلى كأس العالم». وتابع: «أنا مؤمن بأننا فريق عظيم. إنها لحظة صعبة. لقد أضعنا التأهل الذي كان في أيدينا. الأمر سيكون مختلفاً في مارس المقبل. إنها مباريات خروج المغلوب؛ لذلك ستكون هناك فرص للعب والفوز». وكان فوز سويسرا بفارق 4 أهداف معناه أن المنتخب الإيطالي كان يتعين عليه الانتصار بفارق 3 أهداف في بلفاست، لكن فريق مانشيني المبتلى بالإصابات لم يقدم الكثير في الهجوم طيلة المباراة، في المقابل أتيحت لآيرلندا الشمالية الفرص الأخطر لانتزاع الفوز.
وقال دومينيكو بيراردي لاعب إيطاليا: «كنا نعلم أن اللعب في بلفاست صعب. قدمنا كل ما لدينا، لكننا لم ننجح في التسجيل. وضعوا كل مدافعيهم خلف الكرة، وكان من الصعب اختراقهم. من المؤسف أننا لم نحسم المجموعة مبكراً. علينا الاستعداد لمباريات مارس المقبل وحجز مكاننا في كأس العالم».
وإذا كانت إيطاليا خاضت ملحق مونديال 2018 لوجودها في مجموعة تضم إسبانيا، فإن اضطرارها الآن لخوض المسار ذاته يشكل مفاجأة، ليس لأن سويسرا نالت البطاقة المباشرة؛ بل لأن فريق المدرب مانشيني كان يُعتقد أنه سيكون أمام مهمة سهلة. ومرة أخرى، كانت بلفاست «لعنة» للإيطاليين؛ إذ سبق لهم أن سقطوا فيها 1 - 2 في الجولة الأخيرة من تصفيات مونديال 1958 وغابوا عن النهائيات لأول مرة، قبل أن يتكرر الأمر بعد 60 عاماً في تصفيات مونديال 2018 لكن على يد السويد في الملحق.
ويتأهل إلى النهائيات مباشرة أصحاب المركز الأول في كل من المجموعات العشر، فيما تخوض المنتخبات الوصيفة ملحقاً فاصلاً بينها بمشاركة منتخبين مؤهلين من دوري الأمم الأوروبية لتحديد هوية المنتخبات الثلاثة الأخرى المتأهلة عن القارة العجوز.
وخلافاً للنظام القديم، لن يقام الملحق الفاصل بمواجهات مباشرة من مباراتي ذهاب وإياب، بل ستقسم المنتخبات الـ12 على 3 مسارات تحدد بموجب قرعة، ويتنافس في كل منها 4 منتخبات بنظام نصف نهائي بين 24 و25 مارس المقبل، ومباراة نهائية في 28 و29 منه، يتأهل الفائز فيها إلى المونديال.
وخلافاً للعقم الهجومي الإيطالي، تواصل إنجلترا، وصيفة كأس أوروبا، استعراضها التهديفي بعودتها منتصرة من سان مارينو 10 - صفر رغم أنها كانت بحاجة فقط إلى التعادل لضمان التأهل الذي حسم بالنسبة لتسع مجموعات في القارة العجوز على أن تبقى بطاقة واحدة في المجموعة السابعة.
ولحقت إنجلترا وسويسرا بكل من ألمانيا، وفرنسا بطلة 2018 ووصيفتها كرواتيا، وبلجيكا، وإسبانيا، وصربيا، والدنمارك التي انتهى مشوارها المثالي في المجموعة السادسة بخسارتها الهامشية صفر - 2 أمام مضيفتها أسكوتلندا التي كانت ضامنة أيضاً خوضها الملحق.
وكانت أمسية سان مارينو تاريخية لهداف إنجلترا هاري كين؛ إذ سجل 4 من أهداف بلاده التي رفعت رصيدها في صدارة المجموعة التاسعة إلى 26 نقطة، متقدمة بفارق 6 نقاط عن بولندا التي خسرت على أرضها أمام المجر 1 - 2، وستخوض الملحق.
وضرب كين أكثر من عصفور بحجر واحد، فانفرد بالرقم القياسي الإنجليزي لأكبر عدد من الأهداف في عام واحد (2021) بعدما رفع رصيده إلى 16 هدفاً.
وكان كين سجل (قبل هذه المباراة) 12 هدفاً في عام (2021)، معادلاً ما سجله في عام 2019، ومتقاسما الرقم القياسي للمنتخب الإنجليزي مع جورج هيلسدون من تشيلسي (1908) وديكسي دين (1927).
كما بات كين أول لاعب منذ ديكسي دين يسجل ثلاثية أو أكثر في مباراتين متتاليتين للمنتخب الإنجليزي بعدما كان سجل «هاتريك» من خماسية فريقه أمام ألبانيا في الجولة السابقة، وأول لاعب إنجليزي يحقق «سوبر هاتريك» في مباراة واحدة منذ إيان رايت أمام سان مارينو بالذات في عام 1993. ورفع هداف توتنهام؛ الذي غادر الملعب في الدقيقة الـ63، رصيده إلى 48 هدفاً دولياً بقميص بلاده، معادلاً هداف مونديال المكسيك غاري لينكر في المركز الثالث، وبات على بُعد هدف واحد من بوبي تشارلتون (49)، و4 من واين روني متصدر الهدافين (52).
وقال كين؛ البالغ من العمر 28 عاماً: «رائع. حسمنا الأمر في المباراة الأخيرة. كان من المتوقع أن نفوز، ولكننا قمنا بعمل جيد: التأهل مع انتصار عريض».
وقال غاريث ساوثغيت، مدرب إنجلترا، عن استبدال كين في الشوط الثاني: «إذا تركناه لمدة نصف ساعة أخرى لكنا قد اتصلنا بعائلة واين روني عبر الهاتف... إنه هداف استثنائي. أردنا أن نمنحه الفرصة، واستغلها بشكل جيد».
وأشاد ساوثغيت بالعمل الجيد الذي قام به فريقه، وقال: «حصلنا على بطاقة التأهل خارج ديارنا في بودابست ووارسو وألبانيا. يجب أن أعطي الفضل لجميع لاعبينا والجهاز الفني على عام جيد للغاية. لا يمكن أن نفعل شيئاً حيال مستوى المنافس، لكن العقلية والطريقة التي تعامل بها (لاعبو إنجلترا) مع المباريات رائعة».
واعتمد ساوثغيت على مزيج من الخبرة ومواهب شابة نظراً لسهولة المباراة التي سجل فيها كل من هاري ماغواير في الدقيقة الـ6، وفيليبي فابري (13 عن طريق الخطأ في مرمى فريقه)، وإميل سميث رو (58)، وتايرون مينغز (69)، وتامي إبراهام (78)، وبوكايو ساكا (79)، إضافة إلى رباعية كين (27 من ركلة جزاء و32 و39 من ركلة جزاء أيضاً و42).
وسينتظر ساوثغيت عاماً كاملاً قبل بدء كأس العالم، ولن يكون اختيار تشكيلة فريقه سهلاً بالنظر إلى المواهب الكثيرة التي تحت تصرفه، وقال بعد الانتصار الـ15 لفريقه في 2021 بمباريات (15) سجل فيها (52 هدفا) وحافظ على نظافة شباكه (14 مباراة): «لم أكن أعتقد حقاً أن الأمر بهذه الصورة، فقد خضنا 19 مباراة هذا الموسم، وهناك الكثير لنستوعبه».
وأضاف: «هذه فرصة جيدة للنظر في الأشهر القليلة الماضية وتحديد الخبرة التي يحتاجها اللاعبون الشباب قبل كأس العالم».


مقالات ذات صلة

الركراكي: ديوب لم يظهر رغبته في تمثيل المغرب

رياضة عالمية عيسى ديوب مدافع فولهام الإنجليزي إبان لعبه لوست هام (رويترز)

الركراكي: ديوب لم يظهر رغبته في تمثيل المغرب

قال وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب، الجمعة، إن عيسى ديوب مدافع فولهام الإنجليزي لم يظهر رغبته في تمثيل المغرب.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية توني بوبوفيتش مدرب أستراليا (رويترز)

أستراليا تستدعي 6 لاعبين جدد لتصفيات المونديال

أعلن توني بوبوفيتش مدرب أستراليا، الجمعة، قائمةً من 26 لاعباً، تضم 6 لاعبين لم يسبق لهم اللعب دولياً، من بينهم 3 من لاعبي قلب الدفاع.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة عربية عبد الكريم حسن سيعود لقائمة العنابي بعد غياب طويل (الشرق الأوسط)

تشكيلة العنابي تشهد عودة عبد الكريم حسن بعد غياب طويل

شهدت قائمة المنتخب القطري لكرة القدم تغييرات واسعة بعودة أسماء خبيرة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
رياضة عالمية دزيوبا سيعود للمشاركة في مباريات منتخب روسيا (الشرق الأوسط)

رغم الإيقاف الدولي... روسيا تستعيد الهدّاف التاريخي دزيوبا

أعلن الاتحاد الروسي لكرة القدم عن انضمام أرتيم دزيوبا، الهداف التاريخي للمنتخب، إلى قائمة الفريق لمباراتين وديتين هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية جانب من تدريبات منتخب الأردن (الاتحاد الأردني)

منتخب الأردن يواجه كوريا الشمالية ودياً في عمان

يلتقي منتخب الأردن لكرة القدم ضيفه الكوري الشمالي، مساء غد الجمعة، على ملعب عمان الدولي، خلف أبواب مغلقة، في مباراة دولية ودية، ضمن تحضيراتهما للدور الثالث.

«الشرق الأوسط» (عمّان)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.