«العدالة والتنمية» المغربي يدخل «المعارضة القوية»

TT

«العدالة والتنمية» المغربي يدخل «المعارضة القوية»

في أول بيان لها بعد انتخابها في مؤتمر استثنائي يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي (مرجعية إسلامية)، أمس، عن دخول «مرحلة جديدة من تاريخ الحزب»، عنوانها «مواصلة النضال والتضحية من أجل الإصلاح الديمقراطي والدفاع عن حقوق المواطنين الأساسية».
وأكدت الأمانة العامة أن الموقع الطبيعي للحزب في هذه المرحلة هو «القيام بالمعارضة القوية والبناءة والمسؤولة» التي تسهم في تقوية المؤسسات، والدفاع عن المواطنين، وتحصين الاختيار الديمقراطي، معتبرة أنها «معارضة وطنية مستقلة في اختياراتها، ولا يمكن أن تكون جزءاً من أي أجندات أخرى».
وجاء في البيان أن الأمين العام للحزب، عبد الإله ابن كيران، أوضح أن دعوته إلى «الهدوء في ممارسة المعارضة» إنما هدفه هو التميز، وعدم الانضمام إلى «الجوقة» التي انقلبت بين عشية وضحاها من مؤيدة إلى منتقدة، معتبراً أن هذا الموقف هو «نقطة نظام تدعو إلى الكف عن اللعب بمصالح البلاد والعباد»، وهو أيضاً «توجيه لكي يكون الحزب متميزاً» بمعارضة «وطنية معقولة بهدوء وتؤدة»، بوصلتها الرئيسية «خدمة مصلحة الوطن والمواطن، وتحصين الاختيار الديمقراطي، وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية». وتوقف الأمين العام للحزب، حسب البيان، عند نتائج انتخابات 8 سبتمبر (أيلول) الماضي التي تراجع فيها الحزب من 125 مقعداً في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) إلى 13 مقعداً. وقال إنه بغض النظر عن أسبابها الذاتية والموضوعية «لا ينبغي أن تكون عائقاً أمام الحزب ليقوم بوظائفه الأساسية» في التنظيم والتأطير والتنشئة السياسية، وبلورة الأفكار والبرامج والأطروحات المناسبة للإجابة عن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعرفها المغرب، وكذا «التوقف عند المسار الديمقراطي لبلادنا ككل، وأن تكون لدينا القدرة، إن كان هناك شيء ليس على ما يرام، أن ننبه له، وأن نتخذ الموقف الصحيح الذي يجب اتخاذه، بغض النظر عن نتائج الانتخابات».
وذكر ابن كيران بمبادئ الحزب المتمثلة في المرجعية الإسلامية، بصفتها «ركناً ثابتاً أساسياً من ثوابت الدولة والمجتمع»، و«الدور المحوري للمؤسسة الملكية» في تعزيز التلاحم بين الدولة والمجتمع، والحفاظ على قوة المغرب وإشعاعه الحضاري والثقافي، وعلى نموذجه السياسي.
وشدد ابن كيران على دور الحزب في تعزيز هذا الدور، خصوصاً أمام حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المغرب.
وعلى المستوى الحزبي، أعلنت الأمانة العامة للحزب عن دينامية تنظيمية داخلية بهدف «إعادة تنشيط هيئات الحزب ومختلف هياكله»، ومن بين برامجها الإعداد للدورة العادية للمجلس الوطني (أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر)، وتفعيل الإدارة العامة للحزب، وتسطير برنامج «للتواصل مع المناضلين» والكتابات الجهوية ابتداء من الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى مجموعة من القرارات التي تتعلق بإعلام الحزب ومجموعته البرلمانية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.