عقارات مصر تتأهب لنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار

عقارات مصر تتأهب لنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار
TT

عقارات مصر تتأهب لنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار

عقارات مصر تتأهب لنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار

في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات التضخم العالمية لمستويات لم تصل إليها منذ سنوات، مع زيادة الطلب على السلع والخامات، وسط نقص في المعروض العالمي، يتأهب قطاع العقارات في مصر الذي يساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 25 في المائة للتعامل مع أزمتي نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار.
ويحظى قطاع التشييد والبناء في مصر باهتمام حكومي كبير، في ضوء إعادة الهيكلة التي تتم حالياً في البلاد، من حيث القضاء على العشوائيات والمنازل الخطرة (المعرضة للسقوط)، فضلاً عن إعادة التخطيط لبعض المدن، وإنشاء مدن جديدة، والتوسع في بناء وحدات عقارية متنوعة لسد الفجوة بين العرض والطلب.
وبينما تقدم الدولة نسبة دعم في الوحدات السكنية لمحدودي الدخل، تقل نسبتها بالنسبة لمتوسطي الدخل، وسط تسهيلات في الدفع قد تصل إلى 30 عاماً، بفائدة 3 في المائة، تقف شركات القطاع الخاصة بين سندان العروض الحكومية ومطرقة الأزمات العالمية.
يقول الدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لشركة «تطوير مصر»، إن قطاع العقارات في مصر يحظى بزخم كبير في سوق تعدادها أكثر من 100 مليون نسمة. ومع محاولات سد الفجوة بين العرض والطلب، تظهر الحاجة للشركات الخاصة التي تحاول أن تقدم مفهوماً جديداً في الوحدات السكنية، من خلال أسلوب يهتم بالأساس بإسعاد مالك الوحدة.
وأضاف شلبي، على هامش مؤتمر للشركة بمشروعها «المونت جلالة» في العين السخنة، أن «قطاع العقارات في مصر سيتعرض لأزمتين خلال العام المقبل، هما: نقص المواد الخام، وأسعار الخامات، واللذان قد يرفعان نسبة التكلفة بنسبة 20 في المائة».
وتراجع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 6.3 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) من 6.6 في المائة في سبتمبر (أيلول) الذي كان أعلى مستوى في 20 شهراً. غير أن التضخم الشهري ارتفع إلى 1.5 في المائة من 1.1 في المائة في سبتمبر (أيلول)، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأظهرت بيانات للبنك المركزي أن التضخم الأساسي زاد إلى 5.2 في المائة على أساس سنوي في الشهر الماضي، من 4.8 في المائة في سبتمبر (أيلول). وتعد قراءة التضخم في أكتوبر (تشرين الأول) انعكاساً لاختلالات سلاسل التوريد العالمية، وهو ما كان واضحاً في أسعار اللحوم والأسماك والألبان والجبن والبيض.
وعلى الرغم من أن التضخم يعد مستورداً حالياً، فإن استمراره قد يصل إلى الركود التضخمي في السوق العقارية، وهو ما قد يجبر شركات العقارات على الاستمرار في رفع الأسعار، مع تقديم تسهيلات أكثر قد تقترب من التسهيلات الحكومية في المدة الزمنية.
وأوضح شلبي هنا أن شركته ستضطر إلى الاقتراض البنكي للمرة الأولى بدءاً من العام المقبل، مع تلك المعطيات، بقيمة تتراوح بين 3 و3.5 مليار جنيه.
وفي الأثناء، قال طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقاري، إن هناك توجهاً في القطاع لرفع الأسعار بين 10 و15 في المائة، في ضوء هذه المعطيات التي قد تستتبعها أزمة في القطاع. وأوضح شكري، في تصريحات صحافية على هامش انتخابات الغرفة للدورة الجديدة، إن التكلفة الإجمالية للإنشاءات ارتفعت بين 30 و35 في المائة، بعد ارتفاع الخامات عالمياً، ما انعكس على أسعار مواد البناء.
ويتوجه المطورون العقاريون في مصر إلى ترسيخ مفاهيم جديدة في أثناء إنشاء المدن والمشروعات الجديدة، حتى تبتعد عن المنافسة الحكومية من حيث الأسعار. وعلى سبيل المثال، فهناك وحدات سكنية تباع حالياً بمفهوم السعادة؛ أي إسعاد مالك الوحدة من خلال تلبية المتطلبات كافة، من احتياجاته السكنية وأعمال الصيانة إلكترونياً، فضلاً عن توفير نحو 50 في المائة من فاتورة الطاقة لديه عن طريق وحدات ترشيد المياه والكهرباء.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.