حول العالم في 30 يومًا.. بالدرجة الأولى

كافيار وحمام ساخن وتدليك بـ36 ألف دولار

شاطئ سيدني الشهير
شاطئ سيدني الشهير
TT

حول العالم في 30 يومًا.. بالدرجة الأولى

شاطئ سيدني الشهير
شاطئ سيدني الشهير

عادت الدرجة الأولى على الرحلات الطويلة لشركات الطيران العالمية إلى عصرها الذهبي في تقديم الأفضل والأكثر فخامة لركابها بعد مرحلة كادت فيها أن تنقرض بعد الأزمة المالية في عام 2008 التي تجنب المسافرون بعدها ركوب الدرجة الأولى. ولكن الوضع تغير هذا العام، حيث تتيح شركات الطيران حاليا نسبة 30 في المائة من المقاعد الإضافية للدرجة الأولى عما كان عليه الوضع في عام 2010.
وتقود شركات خليجية مثل «طيران الإمارات» و«الاتحاد» و«القطرية» الانطلاق نحو المزيد من الفخامة بتقديم خدمات متنوعة تشمل تقديم الكافيار والتدليك وكافيتيريا مشروبات لكل راكب في الدرجة الأولى. كما قامت الخطوط البريطانية مؤخرا بتحديث وإعادة تصميم الدرجة الأولى على كل طائراتها بتكلفة وصلت إلى 100 مليون إسترليني (150 مليون دولار) رغم أن عمر تجهيزات الدرجة الأولى الحالية لا يزيد على 3 سنوات. وأكدت وكالة تصميم ديكورات داخلية في بريطانيا أنها قامت أيضا بتحديث الدرجات الأولى على متن طائرات شركات إيرفرانس ولوفتهانزا والقطرية والسويسرية.
وهناك من الشركات ما يوفر خدمات أعلى من الدرجة الأولى، مثل شركة الاتحاد التي تعمل من مقرها الرئيسي في أبوظبي؛ فهي تقدم خدمات «ريسدنس» وهو جناح خصوصي به حمام خاص ودوش وغرفة نوم مزدوجة وغرفة استقبال. ويخدم الجناح مضيف خاص تلقى تدريبه في فندق سافوي اللندني. وتتكلف الرحلة من أبوظبي إلى لندن نحو 22 ألف دولار في اتجاه واحد.
ولا تبدأ الفخامة في الجو وإنما في المطار وقبل الإقلاع وبعده. وتوفر قاعات كبار الزوار كل ما يحتاج إليه المسافر من خدمات حتى من قبل الإقلاع، وهناك مطعم 5 نجوم مجهز للخدمة على مدار الساعة ويمكن فيه تناول وجبة ساخنة بخدمة مضيفات وبوقت سريع إذا كان موعد الإقلاع بعد أقل من ساعة. هناك أيضا إمكانية الاسترخاء وقراءة الصحف والمجلات المجانية أو خدمات الاتصال بالإنترنت أو الاستمتاع بحمام ساخن أو مساج. ويتم الانتقال إلى الطائرة في بعض الأحيان من القاعة مباشرة بحيث يتجنب المسافر ازدحام الدرجات الأدنى مثل درجة الأعمال والسياحية.
والقيام برحلة افتراضية حول العالم في الدرجة الأولى يتيح فرصة تجربة ما تقدمه كل شركة ومقارنة الخدمات المختلفة التي تقدمها الشركات المختلفة. وتستغرق الرحلة حول العالم نحو 4 أيام من الطيران المتواصل يتم خلالها تبديل 5 طائرات. وتبدأ الرحلة من منطقة الخليج إلى سنغافورة ثم أستراليا ثم الولايات المتحدة، ومنها إلى بريطانيا ثم العودة إلى منطقة الخليج مرة أخرى.
وقبل القيام بالرحلة لا بد من الإشادة بالفخامة التي تقدمها أحدث الطائرات العملاقة، وهي إيرباص «إيه 380» حيث تتخطى المساحات والخدمات الممكنة على متن هذه الطائرة كل ما يمكن تقديمه على الطائرات الأخرى. وهي أيضا تطير باستقرار تحسد عليه وتمر بسلاسة من معظم المطبات الهوائية.
وبالمقارنة، فإن الشركة القطرية توفر مساحات شاسعة لركاب الدرجة الأولى في الطابق الأعلى لطائراتها من طراز 380؛ فالدرجة الأولى كلها تتكون من 8 مقاعد فقط مقابل 10 مقاعد على طائرات الاتحاد و12 مقعدا على طيران سنغافورة و14 مقعدا على معظم الشركات الأخرى. ويتم تنسيق المقاعد على متن القطرية لكي تتحول إلى أسرّة بجوار النوافذ بحيث يمكن للراكب مشاهدة الكثير من المشاهد الطبيعية في رحلاته الآسيوية والمدارية حول العالم. أما الخطوط البريطانية فتنسق المقاعد بزوايا تتجه إلى الداخل لتحرم بذلك ركاب الدرجة الأولى من التمتع بمشاهد النوافذ أثناء السفر. وبالطبع لا مقارنة هناك بين المناخ الوثير الذي تتمتع به الفئة المحظوظة في الطابق الأعلى من الطائرات العملاقة وبين المقاعد المتلاصقة لنحو 300 راكب في الدرجة السياحية في الطابق الأسفل من الطائرة. في الطابق الأعلى يمكن طلب الطعام والشراب وقتما يحتاج إليه الراكب وليس في وقت محدد تقرره الشركة. كما يعد أطعمة الدرجة الأولى فريق من الطباخين المهرة الحاصلين على أعلى درجات التفوق من مؤسسة ميشلان. ويمكن القول إن ظهور شركات الطيران الخليجية مثل الإمارات والاتحاد والقطرية غير من مفاهيم الفخامة في الدرجة الأولى عالميا ووضع معايير أعلى للشركات الدولية الأوروبية والأميركية والآسيوية. وتعاني الشركات الأوروبية حاليا من ضغط مزدوج من شركات الطيران الرخيص في قاع السوق وفخامة الشركات الخليجية في قمة السوق. ويمكن لهذه الشركات الخليجية أن تفخر بأنها حولت المنطقة إلى مركز طيران دولي بين الشرق والغرب يلجأ إليه من يريد الطيران السريع أو الفاخر من أوروبا إلى آسيا وبالعكس. وقبل سنوات قليلة كانت الشركات الخليجية الثلاث تقوم بنحو 20 ألف رحلة طيران سنويا من الخليج إلى أوروبا وآسيا وبالعكس، أما الآن فهي تنظم 37 ألف رحلة، سوف تصل إلى 40 ألف رحلة هذا العام، بعضها يبدأ من أوروبا وينتهي في شرق آسيا.
وتعد شركة طيران الإمارات الأولى عالميا في طول رحلاتها وعدد ركابها بمقياس الراكب لكل كيلومتر. ويصل هذا الرقم إلى 215 مليار راكب - كيلومتر مقابل 150 مليارا لأقرب منافسين لها وهما شركتا يونايتد ولوفتهانزا. وليس من الغريب بعد ذلك أن ينتزع مطار دبي لقب أكبر مطارات العالم من حيث عدد الركاب من مطار هيثرو اللندني. ويتعامل مطار دبي حاليا مع 71 مليون مسافر سنويا مقابل 69 مليونا لمطار هيثرو، الذي هبط الآن إلى المركز الثاني عالميا.
المثير في السفر الجوي على الدرجة الأولى هو تعدد المشاهير والأثرياء والنجوم الذين يقابلهم المسافر في رحلاته. بعض هؤلاء قد يكون في رحلات عمل بين فروع الشركات التي يديرها والبعض الآخر قد يكون في رحلات ترفيهية بعد شهور عمل متواصلة. ولا تختفي روح المنافسة بين هؤلاء حتى في رحلات وثيرة يتوفر لديهم فيها كل ما يخطر على البال من خدمات، فالبعض منهم يتنافس على المقعد رقم «1 إيه» الذي يقع في مقدمة الدرجة الأولى!

الرحلة الأولى
من دبي إلى سنغافورة
طيران الإمارات
(4710 دولارات)
بالإضافة إلى وجود الكافيار وأشهى الأطعمة هناك أيضا فرصة لدوش بارد أو ساخن قبيل الوصول، ويقع الحمام في مقدمة الطائرة في الطابق الأعلى وتخدمه مضيفة خاصة توفر المناشف النظيفة للركاب. ويجد المسافر أرضية حمام ساخنة لتغيير ملابسه وأيضا مجفف للشعر. ويخرج منتعشا تماما من التجربة بعد فترة نوم خلال فترات الرحلة. ويتلقى المسافر حقيبة تواليت فاخرة تحمل علامة «بلغاري». وبعد الحمام يتوجه الراكب إلى مقعده حيث يجد مشروبا منعشا من النعناع والليمون ومعه كوب من الكابوتشينو عليه علامة «الإمارات» مرسومة بالشوكولاته على سطحه.

الرحلة الثانية
من سنغافورة إلى سيدني
طيران سنغافورة
(3787 دولارا)
تبدأ الرحلة إلى أستراليا من مطار شانغي الذي يتاح فيه مبنى خاص بركاب الدرجة الأولى على خطوط سنغافورة. وتتم عملية التسجيل لرحلة سيدني في دقائق معدودة وبلا متاعب. ويدخل المسافرون إلى المبنى عبر بوابات فحص الجوازات الخاصة بهم حيث يجدون سرعة التعامل والمعاملة الجيدة. ويتم اصطحاب ركاب الدرجة الأولى، وعددهم 10 ركاب، إلى غرف خاصة بهم ويتم استعراض قائمة الطعام لهم وتشمل «لوبستر ونودلز». ثم يسترخى الركاب في مقاعد مريحة حتى موعد الرحلة. وفي 3 دقائق يتم عبور قاعة المطار إلى البوابة ومنها إلى الطائرة بلا حاجة إلى الوقوف في أي طوابير. الرحلة إلى أستراليا بها كل ما يتوقعه المسافر خصوصا المقاعد الوثيرة التي تتحول إلى أسرة مريحة.

الرحلة الثالثة
من سيدني إلى لوس أنجليس
شركة كوانتاس الأسترالية
(5070 دولارا)
غيرت شركة كوانتاس مؤخرا شراكتها مع الخطوط البريطانية التي استمرت 17 عاما وانتقلت إلى شراكة مع طيران الإمارات. وهي شراكة توفر لشركة الإمارات السعة والفروع في خدمة الشرق الأقصى، ولكوانتاس مركز يغطي كل أوروبا من دبي. وفي مطار سيدني يقدم الشيف نييل بيري صاحب أشهر مطعم في المدينة قائمة طعام متنوعة تشمل جوز الهند المشوي. ورغم عدم وجود كافيار على متن كوانتاس فإن المسافر يحصل على حقيبة تواليت يابانية وبيجاما للنوم عليها رسم كنغارو. وتتميز الشركة أيضا بطعامها الشهي وفق طلب المسافر.

الرحلة الرابعة
من لوس أنجليس إلى لندن
الخطوط البريطانية
(12.640 دولارا)
تعد الخطوط البريطانية من أقدم شركات الطيران في العالم وهي تعرف أصول الضيافة وإن كانت باهظة الثمن بالمقارنة مع المنافسة. في صالة كبار الزوار في لوس أنجليس توجد كل الخدمات المعهودة التي يتوقعها ركاب الدرجة الأولى بالإضافة إلى خروج الطيار نفسه لتقديم نفسه إلى الركاب وتحيتهم وتجاذب أطراف الحديث معهم. وتعتمد الخطوط البريطانية في تصميم مقصورة الدرجة الأولى التي تضم 14 مقعدا على التصميم المفتوح حتى لا يشعر أي راكب بأنه محبوس في ركن ضيق. وتعتمد المقصورة على الألوان الداكنة والأضواء الخافتة. وتشمل قائمة الطعام السالمون الاسكوتلاندي وفطائر التفاح بالزنجبيل. ولدى الوصول إلى الصالة الخامسة في مطار هيثرو يمكن التمتع بضيافة صالة كبار الزوار حتى موعد الرحلة التالية.

الرحلة الخامسة
من لندن للدوحة
الخطوط القطرية
(6403 دولارات)
وهي رحلة يتوافر على متنها الكافيار وتضم الدرجة الأولى 8 مقاعد فقط في الطابق العلوي الطائرة العملاقة إيرباص 380. ويحصل كل راكب على حقيبة تواليت من «أرماني»، ويستمتع بأكبر المقاعد مساحة (المقعد الواحد يوازي مساحة 9 مقاعد في الدرجة السياحية) ويتمتع بوجبات متنوعة في الوقت الذي يطلبه. وتوفر الخطوط القطرية خدمة لا تقل فخامة عن المنافسة وتتفوق عليها أحيانا.
إن الرحلة حول العالم تستغرق عدة أيام وتقطع مسافة 26 ألف ميل وتتكلف نحو 30 ألف دولار، ولكن هناك بعض الملاحظات؛ فمعظم الرحلات تطير بمقاعد مشغولة في الدرجة الأولى، وهذا يعني وجود الطلب على هذه المقاعد رغم ثمنها الباهظ. ويمكن توفير الكثير من هذا الثمن بتخطيط الرحلة مع خبير حجز تذاكر يمكنه أن يحصل على بعض الحسوم. كذلك تقترب الخدمة كثيرا في درجة رجال الأعمال من مستواها في الدرجة الأولى رغم فارق الثمن الكبير. وإذا كان الحمام أثناء الرحلة يهمك، فهو متاح فقط على شركتي الإمارات والاتحاد.
وفيما تتفوق جميع الشركات في تقديم خدمات الأولى، فإن الانطباع السائد أن بعض الشركات الغربية اضطرت إلى مجاراة مستويات الخدمة التي تقدمها الشركات الخليجية التي ارتقت بالدرجة الأولى إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية عصر الطيران الحديث.
هذه الرحلة حول العالم يمكن القيام بها عبر أي فترة زمنية يمكن أن تصل إلى عام كامل مع التوقف في مدن حول العالم. وهناك من وكالات السفر ما يمكنه توفير هذه الخدمة.



كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
TT

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

تتشبث فيينا، عاصمة النمسا، بالتقاليد. استنشق الروائح الخالدة فقط للكستناء المشوية في أسواق عيد الميلاد، التي تنتشر بجميع أنحاء المدينة في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

فيما يخص كثيراً من زوار المدينة، غالباً ما تكون المدينة بمثابة محطة توقف لفترة قصيرة، في إطار جولة سريعة عبر دول وسط أوروبا، ما يترك قليلاً من الوقت لاستكشاف الكثير خارج القلب التاريخي لفيينا، الذي يحمل اسم «الضاحية الأولى».

ومع ذلك، يبقى هناك الكثير مما يُمكِن رؤيته والقيام به داخل ضواحيها الأخرى، بما في ذلك بعض المؤسسات الثقافية المنشأة حديثاً. على سبيل المثال، أعيد افتتاح متحف فيينا، الذي يعد الوجهة الأولى لراغبي التعرف على تاريخ المدينة، هذا الشهر، بعد أعمال تجديد استمرت 3 سنوات، بينما جرت إضافة «بيت شتراوس»، وهو متحف وقاعة حفلات موسيقية أقيم تكريماً لعائلة شتراوس الموسيقية، إلى قائمة مزارات المدينة الثقافية، في أكتوبر (تشرين الأول).

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

استكشف الألفيات

أعيد افتتاح «متحف فيينا»، الذي يركز على تاريخ المدينة، في 6 ديسمبر، في كارلسبلاتز، ساحة واسعة، بها كنيسة على الطراز الباروكي، مع كثير من الأجنحة الجديدة وتراس كبير، ما يضاعف حجمه السابق تقريباً. ينفرد المتحف بخطوطه المستقيمة والخرسانة البيضاء، التي تميزه عن العجائب الفخمة التي أقامها آل هابسبورغ، السلالة التي حكمت النمسا لأكثر من 600 عام، مثل «متحف بلفيدير لتاريخ الفن». وتتبع المعروضات الجديدة الدائمة بالمتحف، حيث الدخول مجاني، تاريخ فيينا عبر مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك الجدار الخارجي لمتجر اضطر رجل أعمال يهودي إلى تصفيته قبل أن يفرّ من النمسا، بعد ضمّ البلاد إلى ألمانيا النازية.

اللافت أن أهل فيينا العاديين يشكلون محور الاهتمام هنا بقدر ما تشكله النخبة. على سبيل المثال، توجد لوحة لغوستاف كليمت معلقة بالقرب من سرير قابل للطي، يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين كان يستخدمه الخدم.

فيينا عاصمة جميلة صيفا وشتاء (نيويورك تايمز)

جرّب الوجبات الخفيفة اليابانية

بالتأكيد، طبق «شنيتزل» جيد، لكن المشهد العام المرتبط بالطعام في فيينا يقدم أكثر من لحم العجل المخبوز. انظر، على سبيل المثال، إلى «كيكو با»، وهو مطعم ياباني تتميز قائمته بالوجبات الخفيفة اليابانية، التي جرى إعدادها من مكونات نمساوية. من بين أشهر أطباقه «تارتار اللحم البقري» (16.90 يورو، أو نحو 18 دولاراً)، مع قليل من كريمة الخرشوف، وقطع من عشب البحر المجفف المقرمش. كما يحوّل المطعم سمك البحر النيء إلى طبق «سيفيتشي» لذيذ (16.90 يورو). كما يغطي «أودون كاربونارا» الكريمي (15.90 يورو) بالثوم المعمر، الذي يهيمن على أطباق المطبخ النمساوي، ورقائق البونيتو ​​والأعشاب البحرية المجففة.

تناول وجبة خفيفة من «الكيسكراينر»، وهي نقانق محشوة بالجبن (13.90 يورو)، أو فطائر الحنطة السوداء (13.50 يورو).

استمتع بأجواء «غورتل»

على طول قسم طويل من طريق غورتل الدائري، الذي يفصل بين أحياء فيينا الداخلية والخارجية، يمر قطار المترو فوق جسر. وفي الأسفل، بين الأقواس، تتخذ المقاهي موطناً لها. وفي عطلات نهاية الأسبوع، تنتشر الموسيقى الحية في الشارع، جنباً إلى جنب مع رواد الحفلات.

وعلى بعد دقائق سيراً على الأقدام شمالاً يقع «فينستر 99»، مقهى صغير بجدران مزخرفة بالرسومات الغرافيكية، التي غالباً ما تتميز بعروض موسيقى «الروك»، علاوة على كثير من الأماكن الأخرى للرقص أو الاسترخاء.

فيينا مشهورة بخبزها ومخبوزاتها (نيويورك تايمز)

تذوق خبز فيينا

يفتخر النمساويون كثيراً بخبزهم ويعتزون به، ولهم كل الحق في ذلك، فرغيف الخبز البني السميك المحشو بالبذور في فيينا ينافس نظيره من الخبز الفرنسي في باريس. وتقدم بعض المخابز في المدينة، بما في ذلك سلاسل مثل «أوفرل» و«جوزيف بروت» و«فيلزل»، قوائم إفطار كاملة. ويقدم أحد المخابز الصغيرة التابعة لـ«أوفرل»، في الضاحية الثالثة من المدينة، الذي يتميز بتصميم بسيط وعدد من الألوان المحايدة، الإفطار حتى الساعة 6:30 مساءً. وهنا، يشمل إفطار المخبوزات (17.50 يورو) لفائف الخبز والزبدة الحامضة والمربى والجبن من جبال الألب واللحم. أما النسخة النباتية (15.50 يورو) فتحل كرات جبن الماعز محل اللحم.

اشترِ سلعاً معاداً تدويرها

في الضاحية السابعة الأنيقة، تتوافر المعاطف والسترات الصوفية السميكة بكثرة. وتركز سوق أعياد الميلاد في «سبيتلبيرغ»، والممتدة على طول شارع جانبي مرصوف بالحصى، على السلع المعاد تدويرها، خلال عام 2023. داخل خيمة، ستجد منتجات صوف منغولية، كما تضم السوق كشكاً يبيع السكاكين المصنوعة من قطع غيار السيارات. واحرص على وجود نقود معك، لأن بعض الأكشاك لا تقبل البطاقات. كما تضم السوق كثيراً من متاجر التحف والبوتيكات القريبة، بما في ذلك «فولتا فيينا»، المتخصص في السلع المنزلية، ويبيع مزهريات منحوتة وأكواباً وشمعدانات. وهناك متاجر متخصصة في بيع حقائب جلدية ناعمة ومجوهرات ذهبية دقيقة وهدايا غريبة، مثل الشموع على شكل أجساد نسائية، علاوة على «لوف ذي شوب»، الذي يبيع الملابس ذات الألوان الزاهية، بما في ذلك السترات الصوفية المحبوكة وفساتين الحفلات، من الدول الاسكندنافية.

تعرّف على عائلة شتراوس

قد يبدو أن الموسيقى الكلاسيكية قديمة الطراز، لكن قبل 200 عام، كانت أي شيء إلا ذلك. فلم يكن هناك عند أهل فيينا في القرن التاسع عشر شيء يحبون قضاء وقتهم الحرّ فيه أكثر من الرقص على أنغام الفالس الرومانسي أو الرقص السريع المليء بالحيوية. يستخدم منزل شتراوس، وهو متحف وقاعة موسيقية في مبنى جميل يعود للقرن التاسع عشر، التكنولوجيا والصور التاريخية والصوت ببراعة لمشاركة قصة عائلة فيينية ذائعة الشهرة. يعدّ يوهان شتراوس، وابنه يوهان شتراوس الثاني، مؤلف رقصة فالس «الدانوب الأزرق»، من قبل بعض المؤرخين أول نجوم موسيقى البوب في العالم، فقد قاموا بطبع صور لأنفسهم على النوتة الموسيقية، المعروضة في المتحف، وجابوا العالم لإقامة الحفلات الموسيقية والمهرجانات (23 يورو للبالغين).

استمتع بالمناظر على متن قارب

يقع «بادشيف فاين»، وهو قارب به مطعم، راسياً في القناة الطويلة التي تمر عبر وسط فيينا. يمكن من سطح القارب رؤية المباني المهيبة في المركز التاريخي مقابل الجدران المزخرفة بالرسومات الغرافيكية للقناة، ما يُجسد الشعور الفخم لفيينا، وربما غير المُرتب بعض الشيء. صدق أو لا تصدق، يمكنك السباحة في المسبح غير المدفأ على السطح على مدار العام، ولكن إذا لم تكن من عشاق الغطس في المياه الباردة للغاية، فلا تقلق، من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار)، يقدم قارب «بادشيف» عدة ملاءات مجعدة (من 30 إلى 45 يورو لاستئجار ملاءة واحدة لمدة 30 دقيقة) أثناء السباحة.

احتفال حتى الفجر

فيينا ليست برلين عندما يتعلق الأمر بثقافة النوادي الليلية، ولكن هناك بعض الأماكن التي تقترب منها. إذا كنت تبحث عن تجربة الرقص الصاخب حتى الفجر، فإن ملهى «داس فيرك»، على ضفاف قناة الدانوب، هو المكان المناسب لذلك، رغم أنه على عكس بعض النوادي الحصرية في برلين، لا يهتم الراقصون في «داس فيرك» بمظهر ملابسك. هنا، لا يبدأ الحفل قبل الساعة الحادية عشرة مساء، عندما يصبح الجمهور مفتوناً بالدي جي، أو بعروض الأضواء على الجدران المحيطة. إذا أخذت استراحة في الخارج، فتأكد من زيارة المعرض الفني في الهواء الطلق. منذ عدة سنوات، تمت دعوة فناني الشارع من جميع أنحاء العالم لتزيين جدران المباني حول «داس فيرك» بلوحات جدارية كبيرة. وتبلغ تكلفة الدخول من 10 إلى 15 يورو.

رحلة عبر الزمن على فنجان قهوة

تعود ثقافة المقاهي في فيينا إلى القرن السابع عشر. وفي عام 2011، حصلت على تصنيف التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وترسل كتيبات السفر السياح إلى مقهى «سنترال»، حيث كان «سيغموند فرويد» أحد رواده، ومقهى «لاندتمان»، وهو نقطة لقاء السياسيين. لكن أهل فيينا يميلون إلى تفضيل المقاهي الأرخص والأكثر غباراً والمتهالكة قليلاً، مع النوادل الذين يبدو أنهم يفضلون القيام بأي شيء آخر. جرّب مقهى «روديغرهوف»، الذي تأسس عام 1902، حيث توجد الصحف على حوامل خشبية قديمة الطراز، ووجبة الإفطار بسيطة. سيكلفك المزيج؛ القهوة مع الحليب المبخر والرغوة، مع بيضة ولفافتين مع الزبدة والمربى أو العسل، 7.10 يورو. لا تفوّت الطبق الفييني الكلاسيكي؛ بيضتين مقشرتين مسلوقتين يقدمان في كوب واسع الحواف مع ملعقة. المقهى يقبل الدفع النقدي فقط.

استمتع بدفء الساونا

عندما يكون الطقس بارداً ومخيفاً، لا شيء يضاهي جلسة الساونا وحمام الماء الساخن. يعدّ منتجع «ثيرم فاين» المكان الأمثل للعناية الذاتية في الصباح. قد لا يكون هذا المكان فاخراً بدرجة الخمس نجوم، لكنه نظيف وواسع، ويضم مقهى، ومطعماً، وإطلالات على الحديقة الخارجية، ومناطق هادئة مع شلالات صغيرة. ويوفر المجمع حمامات السباحة والساونا وأحواض الجاكوزي الساخنة. ويقدم المنتجع الصحي خدمات التقشير والتدليك، لكن تأكد من حجز الخدمات مقدماً. تبلغ رسوم الدخول لمدة تصل إلى 3 ساعات 28 يورو، وتكلفة الساونا 12 يورو إضافية. كما تبلغ تكلفة إيجار المنشفة 6 يورو.

أماكن تناول الطعام

رايز: صالة موسيقية وبار حيث يشغل منسقو الأغاني الموسيقى الإلكترونية التجريبية.

فينستر 99: بار شعبي ومتواضع مع أجواء ودية، يستضيف الحفلات الموسيقية ويتميز بسياسة الدفع حسب الرغبة.

أوفرل: مخبز بتصميم بسيط، يقدم مجموعة واسعة من الخبز، وقائمة إفطار طوال اليوم في اثنين من فروعه.

مونتي أوفيليو: بار ومقهى يأخذ ثقافة «الأبيريتيفو» الإيطالية على محمل الجد، مع الجبن واللحوم المستوردة من إيطاليا.

مقهى روديغرهوف: تأسس عام 1902، ويوفر تجربة المقهى الفييني النموذجي، مع إفطار بسيط والقهوة النمساوية.

أماكن الإقامة

روزوود فيينا: فندق فاخر في مبنى من عصر النهضة الكلاسيكية الجديدة، تم تجديده من القرن التاسع عشر، حيث تم ترميم الغرف بشكل بديع مع إشارات تصميمية إلى التاريخ الفييني. يوفر البار في الطابق العلوي إطلالات رائعة على المركز التاريخي.

فندق إنديغو فيينا - ناشماركت: فندق أنيق ومريح من فئة 4 نجوم، يقع على مسافة قصيرة بالمترو من الدائرة الأولى، ويمكن الوصول منه إلى المتاجر والبارات والمطاعم في أحياء المدينة العصرية سيراً على الأقدام.

* خدمة «نيويورك تايمز»