خسائر حوثية جنوب مأرب والشرعية تدعو لوقف تدخلات «حزب الله»

الإرياني: تصريحات نصر الله تكشف مدى انخراط ميليشياته في المعارك

TT

خسائر حوثية جنوب مأرب والشرعية تدعو لوقف تدخلات «حزب الله»

في الوقت الذي تواصلت فيه المعارك التي يخوضها الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية أمس (السبت) في مواجهة الميليشيات الحوثية في جبهات محافظة مأرب، أفادت مصادر عسكرية بتكبد الميليشيات خسائر بشرية ومادية، لا سيما في جنوب المحافظة.
وإذ تستميت الميليشيات المدعومة من إيران وأذرعها في المنطقة منذ أشهر للسيطرة على المحافظة النفطية حيث أهم معقل للحكومة الشرعية، دعت الأخيرة الحكومة اللبنانية والجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى الضغط على «حزب الله» اللبناني لوقف تدخله في الشأن اليمني، منتقدة التصريحات الأخيرة لأمين عام الحزب حسن نصر الله بخصوص المعارك في مأرب.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني إن «تصريحات أمين عام ميليشيا (حزب الله) حسن نصر الله، تكشف مستوى انخراط نظام طهران وميليشياته الطائفية بالمعارك الدائرة في جبهات محافظة مأرب، ضمن ما يعتبرها هذا المحور معركة مصير لمشروعه التوسعي بجذوره وأحقاده التاريخية والطائفية، وأهميتها كمنطلق لتغيير وجه المنطقة والعالم».
ووصف الإرياني في تصريحات رسمية ما يحدث منذ التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي في مأرب بأنه «معركة إيرانية خالصة»، وقال إن الحرس الثوري وميليشيا «حزب الله» يشاركان ميدانيا في التخطيط وإدارة العمليات العسكرية والتسليح والقتال على الأرض، وإن قرار ميليشيا الحوثي السياسي والعسكري، رهن بالأجندة التدميرية الإيرانية وأطماعها التوسعية‏.
وأضاف الوزير اليمني أن «مأرب(...) تخوض معركة كل اليمنيين وكل العرب، وحتى العالم في مواجهة الإرهاب الإيراني، الذي لا يشكل خطرا على اليمن والمنطقة فحسب، بل البشرية جمعاء‏». وفق تعبيره. وأشار إلى أن العلاقة بين ميليشيا الحوثي و«حزب الله» اللبناني لم تبدأ مع الانقلاب، وقال إنها «تعود الى سنوات الحرب الأولى في صعدة، التي تشكلت فيها هذه الحركة الإرهابية برعاية إيرانية، ووصاية كاملة من (حزب الله) الذي أنشأ ولا يزال يحتضن الجهاز السياسي والمؤسسات الإعلامية للحوثي في الضاحية الجنوبية»‏.
وأكد الإرياني أن «محافظة مأرب رفضت التسليم بهذا المشروع وكانت حائط الصد الأول منذ سبع سنوات، وأنها قادرة على إسقاط هذا المشروع ودفنه في صحاريها ووديانها وجبالها».
ودعا وزير الإعلام اليمني لبنان حكومة وشعبا للضغط لوقف تدخلات ميليشيا «حزب الله» في الشأن اليمني، والتي قال إنها «أدت لتفجير الحرب وتصاعد نزف الدم وتفاقم المعاناة الإنسانية»، وإلى سحب خبراء ومقاتلي الحزب المتورطين في جرائم حرب في اليمن، وإغلاق المكاتب السياسية لميليشيا الحوثي وقنواتها ومنابرها الإعلامية‏.
وطالب الإرياني جامعة الدول العربية «بأداء دورها المفترض في هذه المعركة التي اتضحت معالمها ويخوضها اليمنيون نيابة عن الأمة العربية». كما طالب‏ المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن «بالقيام بمسؤولياتهم القانونية وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشديد الضغوط على ميليشيا (حزب الله) اللبناني لوقف تدخلاتها السافرة في الشأن اليمني، وبتصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، أسوة بالميليشيات الطائفية الإيرانية بالمنطقة». بحسب قوله.
تصريحات الإرياني، تزامنت مع إعلان الإعلام العسكري للجيش اليمني أن القوات مسنودة بالمقاومة الشعبية تخوض معارك عنيفة مستمرة لدحر الميليشيات جنوب محافظة مأرب.
وذكرت المصادر أنه تم «تدمير ثلاث عربات قتالية ومدرعتين للميليشيات الحوثية الإيرانية في مواقع متفرقة جنوب المحافظة».
ونقل المركز الإعلام للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر ميدانية أن عناصر الجيش والمقاومة الشعبية نفذوا «هجوما مباغتا ودحروا خلاله الميليشيا الحوثية من عدة مواقع في جبهة حريب، كما شنت قوات الجيش قصفاً مكثفاً بالعيارات وبسلاح المدفعية استهدف مواقع وتجمعات الميليشيا في مواقع متفرقة بجبهة بيحان وألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة».
وبحسب المصادر نفسها «شنت مدفعية الجيش قصفاً مركزاً استهدف مواقع وتجمعات ثابتة ومتحركة للميليشيات في مناطق متفرقة بجبهة الجوبة، ما أسفر عن سقوط عشرات المسلحين بين قتيل وجريح، وتكبيد الميليشيا خسائر بالعتاد».
إلى ذلك، أفادت المصادر نفسها بأن قوات الجيش والمقاومة كسروا هجوما لميليشيا الحوثي على أحد المواقع العسكرية في جبهة صرواح غرب مأرب، وأجبروا عناصر الميليشيا على التراجع والفرار بعد تكبّدهم خسائر في العتاد والأرواح.
وكانت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران دفعت بالآلاف من عناصرها خلال الأسابيع الماضية إلى جبهات جنوب مأرب وسيطرت على مديرية العبدية وجبل مراد وأجزاء من مديرية الجوبة، بعد أن كانت سيطرت قبلها على مديريات عين وعسيلان وبيحان في محافظة شبوة المجاورة.
وقادت الهجمات الحوثية خلال الشهرين الأخيرين إلى تشريد أكثر من 93 ألف مدني من مناطق جنوب مأرب، حيث نزح أغلبهم إلى مركز المحافظة (مدينة مأرب) في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
TT

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عيّن، اليوم الجمعة، وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن كاغ ستواصل أيضاً دورها الحالي بوصفها كبيرة منسقي المنظمة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وأضاف حق أن تعيين كاغ مبعوثة للشرق الأوسط مؤقت، بينماً لا يزال غوتيريش يبحث عن بديل دائم لتور وينسلاند الذي استقال نهاية العام الماضي بعد أربع سنوات في منصبه.

تور وينسلاند (الأمم المتحدة)

من هي سيغريد كاغ؟

وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تتمتع كاغ بخبرة واسعة في الشؤون السياسية والإنسانية والتنموية، وكذلك في الشؤون الدبلوماسية.

تم تعيينها في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2023 في منصب كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720 لسنة 2023.

وتقوم كاغ من خلال هذا الدور بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة. كما تقوم أيضاً بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة معنية بتسريع إرسال شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال الدول التي ليست طرفاً في الصراع.

قبلها، شغلت منصب النائبة الأولى لرئيس الوزراء وأول وزيرة للمالية في الحكومة الهولندية منذ يناير (كانون الثاني) 2022. وقبل ذلك، شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي في هولندا في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2017 حتى مايو (أيار) 2021، ووزيرة للشؤون الخارجية حتى سبتمبر (أيلول) 2021.

تم انتخاب سيغريد كاغ زعيمة للحزب الاشتراكي الليبرالي في هولندا في سبتمبر 2020، ثم استقالت من هذا المنصب في أغسطس (آب) 2023. وقادت حزبها للفوز في انتخابات مارس (آذار) 2021.

سيغريد كاغ تعمل حالياً كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة (رويترز)

شغلت كاغ مجموعة واسعة من المناصب الرفيعة في منظومة الأمم المتحدة. فقد كانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، في الفترة بين عام 2015 إلى عام 2017. ومن عام 2013 إلى عام 2015، عملت منسقة خاصة مشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة في سوريا.

كما شغلت منصب مساعدة الأمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الفترة بين 2010 إلى 2013، ومنصب المديرة الإقليمية لمنظمة «اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأردن في الفترة بين 2007 إلى 2010.

قبل ذلك، عملت كاغ في العديد من المناصب العليا لدى «اليونيسف»، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة «الأونروا».

كاغ حاصلة على درجة الماجستير في الآداب في دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر البريطانية، وماجستير الفلسفة في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب في دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وتتحدث كاغ الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية.