غريليش وسانشو سيتألقان لو انتقل كل منهما إلى مكان الآخر

هل تعاقد سيتي ويونايتد مع لاعبين لا يناسبان طريقة لعب كل منهما؟

TT

غريليش وسانشو سيتألقان لو انتقل كل منهما إلى مكان الآخر

بينما كان مانشستر سيتي يسعى جاهداً لإدراك هدف التعادل أمام كريستال بالاس في المرحلة العاشرة من الدوري الإنجليزي، قام المدير الفني للسيتيزنز، جوسيب غوارديولا، بإخراج جاك غريليش من الملعب. وحدث الأمر نفسه أيضاً واستبدله غوارديولا عندما كان الفريق يسعى لإدراك التعادل أمام باريس سان جيرمان وليفربول. وفي المرحلة الحادية عشرة في ديربي مانشستر أمام يونايتد لم يشارك غريليش في أي دقيقة من عمر المباراة.
وشارك غريليش في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في تسع مباريات من أصل 11 مباراة لعبها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انتقاله إلى ملعب الاتحاد قادماً من أستون فيلا، وصنع هدفين – خلال الفوز على آرسنال بخماسية نظيفة، وعلى برايتون بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد – وسجل هدفا وحيدا، في المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي نظيره نوريتش سيتي بخمسة أهداف دون رد.
قد يكون من الصعب الحكم على غريليش الآن، لأنه لم يمر من الموسم سوى 25 في المائة تقريباً، لكن غريليش لم يثبت حتى الآن أنه قادر على قلب نتائج المباريات الكبرى، أو تقديم ما كان متوقعا منه عندما تتزايد الضغوط عليه وعلى فريقه.
لكنه على الأقل يقدم أداءً أفضل من جادون سانشو، الذي لم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في الدوري سوى ثلاث مرات فقط منذ انضمامه للفريق قادما من بوروسيا دورتموند، والغريب أن سانشو لم يكمل أي مباراة من هذه المباريات الثلاث حتى نهايتها! كما أنه شارك كبديل أمام مانشستر سيتي.
وعلاوة على ذلك، فإنه لم يسجل أو يصنع أي هدف. والأسوأ من ذلك، أنه إذا استمر المدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، في الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي فإن ذلك قد يعني أن فرصة سانشو ستكون شبه معدومة في دخول التشكيلة الأساسية للفريق، لأن اللعب بهذه الطريقة يعني عدم الاعتماد فجأة على الأجنحة. وكان ديربي مانشستر، الذي انتهى بفوز مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد بهدفين دون رد على ملعب «أولد ترافورد»، عبارة عن مواجهة بين اثنين من أفضل المهاجمين الموهوبين في كرة القدم الإنجليزية واللذين يلعبان في مركز الجناح الأيسر، وانتقلا إلى نادييهما الحاليين الصيف الماضي في صفقتين باهظتين، لكنهما يجدان صعوبة كبيرة في التكيف مع البيئة الجديدة.
لكن وضع غريليش يبدو أقل إثارة للقلق، فغالباً ما يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعود الأجنحة الجدد في مانشستر سيتي على طريقة اللعب التي يعتمد عليها غوارديولا، والدليل على ذلك أن رحيم سترلينغ، وليروي ساني، ورياض محرز، وبرناردو سيلفا كانوا أفضل بكثير في الموسم الثاني لهم مع الفريق بالمقارنة بالموسم الأول. ومن المعروف أن غوارديولا يطلب من لاعبيه القيام بمهام وواجبات غير عادية، ومن الطبيعي أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعتاد اللاعبون الجدد على ذلك، خاصة إذا كان هذا الأمر يتعلق بلاعب مثل غريليش، اعتاد على أن يكون المحرك الأساسي ومركز الإبداع لفريقه.
وعلاوة على ذلك، فإن الطريقة التي يلعب بها جواو كانسيلو تزيد الأمور تعقيداً. ففي أستون فيلا، كان الظهير الأيسر مات تارغيت يتقدم للأمام ويشكل ثنائيا متفاهما للغاية مع غريليش، وهو الأمر الذي كان يمنح غريليش خياراً للتمرير ويخلق مساحة من خلال سحب ظهير الفريق المنافس، لكن كانسيلو كثيرا ما يدخل إلى عمق الملعب، ليتحول تقريبا إلى صانع ألعاب مساعد. ومن اللافت للنظر أن لمسات كانسيلو، الذي لعب 149 دقيقة أكثر من غريليش، في الثلث الأخير من الملعب كانت أكثر من لمسات غريليش هذا الموسم. وإذا كان غريليش يبدو أقل إبداعاً مما كان متوقعا منه، فقد يكون هناك سبب وجيه لذلك وهو أنه يقوم بواجباته الدفاعية من أجل السماح لفريقه بشن هجمات من مناطق وزوايا مختلفة.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بما إذا كان يجب الدفع بغريليش من الأساس في مركز الجناح، خاصة أن الجميع كان يتوقع أن يدفع به غوارديولا في وسط الملعب، لكن تجربة اللاعب في مركز المهاجم الوهمي قد أثبتت فشلها حتى الآن.
ويبدو أن غوارديولا لا يهتم بالانتقادات التي توجه للاعب، حيث أشار إلى أن غريليش جاء «لمدة أربع أو خمس سنوات» وأنه «سيفهم طريقة اللعب خطوة بخطوة». ومن الصحيح أيضاً أنه، وكما قال غوارديولا، «يواجه فرقاً تلعب بتكتل دفاعي كبير، وبالتالي يكون من الصعب للغاية إيجاد مساحات مثل تلك التي كان يجدها اللاعب عندما كان يلعب في فريق يعتمد في الأساس على الهجمات المرتدة السريعة».
لكن مع ذلك، وخاصة في المباريات التي واجه فيها مانشستر سيتي صعوبات كبيرة - ضد توتنهام، وساوثهامبتون، وباريس سان جيرمان، وكريستال بالاس - كان هناك إحساس بأن غريليش يلعب ببطء ومصمم على الابتعاد عن اللعب الفردي الذي كان يميزه في السابق والانخراط في النظام الصارم لفريقه الجديد، وهو الأمر الذي كان يجعله يلجأ للخيارات التقليدية الأكثر أماناً، ومن الواضح أنه يجد صعوبة في إيجاد حالة من التوازن بين استخدام مهاراته الفردية واللعب وفق نظام الفريق.
وقال غوارديولا: «إنه يتمركز دائماً بشكل جيد، ويلعب بطريقة جيدة حقا. وعندما يستحوذ على الكرة فإنه يخلق مساحات لزملائه داخل الملعب. في كل مرة يحصل فيها على الكرة يكون جواو كانسيلو ورودري بمفردهما، وهو ما يعني أنه يمكنه التمرير لهما، وهذا أمر جيد حقا. عندما يحصل على الكرة تتوقع دائما أن يقوم بأشياء جيدة، ومن المؤكد أنه سيكون حاسماً للغاية مع اكتساب القليل من الثقة والحصول على المزيد من الوقت من أجل التكيف». وقد تحسنت دقة تمريرات غريليش بشكل ملحوظ مقارنة بالموسم الماضي، لكن التمريرات الحاسمة والتسديدات والمراوغات كلها تراجعت، وهو ما يشير إلى أن اللاعب قد فقد - في هذه الفترة الأقل - معظم مميزاته وقدرته على التمرير غير المتوقع. وعلاوة على ذلك، فإنه لا يملك القدرة على اللعب بشكل مباشر على المرمى، كما كان يفعل ليروي ساني، الذي جاء غريليش فعلياً ليحل محله. في غضون ذلك، بدا سانشو تائها بكل بساطة، والدليل على ذلك أن عدد التسديدات والتمريرات الحاسمة والمراوغات الناجحة قد تراجعت كلها بشكل كبير بالمقارنة بالموسم الماضي. وبالنسبة له، فإنه يواجه مشكلة معاكسة تماما عن تلك التي يواجهها غريليش. فعندما كان سانشو يلعب في بوروسيا دورتموند كان جزءاً من فريق منظم للغاية.
وتحت قيادة المدير الفني لوسيان فافر، كان بوروسيا دورتموند يضغط على الفرق المنافسة بشكل قوي، وكان سانشو يعرف جيداً كيف ومتى يتحرك، سواء عندما تكون الكرة معه أو بدون كرة.
لكن في المقابل، لا يوجد مثل هذا التنظيم الدقيق في النواحي الهجومية في مانشستر يونايتد، تحت قيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، خلال الموسمين الماضيين، كما أصبح الفريق يعاني دفاعيا بشكل ملحوظ منذ قدوم كريستيانو رونالدو.
وبعد أن اعتاد سانشو على اللعب وفق خطة تفصيلية مرسومة بعناية، وجد نفسه مضطرا فجأة للاعتماد على الحلول الفردية والارتجال بطريقة لم يعتد عليها.
وهذه هي المفارقة في أكبر صفقتي انتقال للاعبين الإنجليز هذا الصيف: ذهب اللاعب المهاري وأصحاب القدرات الفردية العالية إلى نادٍ يلعب بخطة محكمة ومنظمة للغاية، في حين انتقل اللاعب الذي اعتاد على اللعب وفق نظام صارم إلى ناد يلعب بدون شكل واضح! ربما يتطور مستوى كل منهما خلال الفترة المقبلة بعد الحصول على مزيد من الوقت للتأقلم والتكيف، لكن السؤال الآن هو: هل تعاقد مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد مع لاعبين لا يناسبان طريقة لعب كل منهما؟ وهل كان من الأفضل أن يلعب غريليش تحت قيادة سولسكاير، وأن يلعب سانشو تحت قيادة غوارديولا؟


مقالات ذات صلة

غوارديولا: سأعالج مشاكل مانشستر سيتي... لن نستسلم

رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: سأعالج مشاكل مانشستر سيتي... لن نستسلم

تعهّد الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، بحلّ مشكلات فريقه الذي تعرّض لخسارة صادمة أمام مضيفه سبورتينغ البرتغالي 1-4، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
رياضة عالمية الأمير عبدالله بن مساعد (شيفيلد يونايتد)

مجموعة أميركية تقترب من الاستحواذ على شيفيلد يونايتد

قالت وسائل إعلام بريطانية الثلاثاء إنه من المقرر أن يتم الإعلان عن بيع نادي شيفيلد يونايتد الذي وصل لمراحل نهائية خلال الـ 48 ساعة القادمة.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية غالبية مشجعي مانشستر يونايتد تفضل بناء ملعب جديد بدلاً من إعادة ترميم ملعب «أولد ترافورد» (أ.ب)

غالبية مشجعي مانشستر يونايتد مع بناء ملعب جديد

أعربت غالبية من مشجعي مانشستر يونايتد الإنجليزي تفضيلها بناء ملعب جديد بدلاً من إعادة ترميم ملعب «أولد ترافورد»، بحسب استطلاع للرأي صدر الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاوتارو مارتينيز (د.ب.أ)

مارتينيز يسعى لتفجير غضبه في شباك آرسنال

يريد مهاجم منتخب الأرجنتين وقائد إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيز تفجير غضبه عندما يواجه آرسنال الإنجليزي الأربعاء على ملعب سان سيرو

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية مارتن أوديغارد (أ.ف.ب)

قائد آرسنال أوديغارد يعود للتدريبات بعد غياب شهرين

أعلن آرسنال المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم الثلاثاء عودة قائده مارتن أوديغارد للتدريبات بشكل كامل بعد غيابه شهرين بسبب إصابة في الكاحل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».